اهتز الميناء البحري بصفاقس ومن ورائه المدينة ككل صبيحة يوم أمس على خبر وفاة بحار من الجهة بطلقات نارية. المتوفى كان فجر يوم أمس يعمل رفقة زملائه على ظهر مركب صيد بحري من النوع الكبير (بالانصي) لما فوجئ بوابل من الطلقات النارية تتجه نحو المركب فأصابه بعضها في أماكن متعددة من جسده فأردته قتيلا على عين المكان. وحسب المعلومات المتفرقة فإن الضحية ويدعى ناجي وهو أصيل جزيرة قرقنة وقاطن بطريق السلطنية بصفاقس متزوج وله أبناء، وقد غادر بيته في اليومين الأخيرين طلبا للقمة العيش مم يدره البحر من خيرات. لكن شاءت الأقدار أن يعود ناجي جثة هامدة بعد أن أصيب بطلقات نارية متعددة لما كان على ظهر المركب يرصد البحر وأمواجه، إذ تفيد معلوماتنا ان ناجي فوجئ بالطلقات النارية تمطره من زورق تابع لقوات الحرس البحري لدولة متوسطية وعبثا حاول الاحتماء منها لكن الطلقات تواصلت فمزقت خشب المركب والبعض من معدات الصيد بل حتى قارورة غاز فارغة وآنية طبخ ربما كان يهم ناجي باستعمالها. ويؤكد زملاء القتيل ل «الشروق» التي تحولت يوم أمس للميناء البحري بصفاقس لرصد الحادثة وأسبابها أن مركبهم كان في المياه الاقليمية التونسية وهي رواية ننقلها باحتراز شديد في انتظار ما ستؤكده أو تنفيه الأبحاث في هذه القضية التي حصلت وللأسف الشديد مثيلتها منذ أقل من ستة أشهر بالجنوب التونسي. * فتح تحقيق وبعيدا عما تتداوله الألسن نشير إلى أن المركب البحري «محمد لسعد» أرسى زوال يوم أمس الثلاثاء بالميناء البحري بصفاقس الذي تحول إليه العديد من الأهالي وسكان الجهة لمشاهدة آثار الطلقات النارية التي أزهقت روح الضحية «ناجي» ومزقت احدى واجهات المركب البحري وأتت على العديد من أجهزة الصيد وممتلكات البحارة الذين يعملون على ظهر السفينة. هذا وقد تم يوم أمس فتح تحقيق في الموضوع كما تم نقل جثة الهالك إلى المستشفى الجامعي بصفاقس لتشريحها وتحديد الأسباب الحقيقية لوفاة ناجي الذي خلف أرملة وأبناء كان قد غادرهم في أول رحلة بحرية له بعد العيد من أجل لقمة العيش.