طرح خبراء اثار تونسيون وفرنسيون مشروعا نموذجيا لاعادة الاعتبار لمدينة "دقة" التونسية التي تعد واحدة من اهم واجمل المواقع الاثرية فى شمال افريقيا وذلك لجعلها موقعا متطورا على خريطة السياحة الثقافية. واعلنت رئيسة الفريق التونسية عائشة بن عابد بمناسبة احتفالات تونس بشهر التراث خلال لقاء مع الصحافيين ان المشروع دخل حيز التنفيذ منذ اسابيع قليلة بعد سنوات من البحث والتمحيص لابتكار شىء طريف يشجع على خلق زائرين قارين للموقع ولتحويل الانظار الى هذه المنطقة الجبلية البعيدة عن الشريط الساحلي الذي يكاد يكون الوجهة الوحيدة للسياح طيلة مواسم السنة. ويمتد موقع دقة الاثري على مساحة 70 هكتارا شاهدا على اكثر من 15 قرنا من حياة هذه المدينة التي اسسها البربر فى اواخر القرن السادس قبل الميلاد والتي تاثرت بحضارة قرطاج وازدهرت في العصر الروماني. ويحتوى الموقع على عدد من اجمل المعالم الاثرية فى تونس مع المسرح الروماني ومعبد الكابيتول وبعض المقابر الرومانية والقصور واقواس النصر والحمامات العمومية والمنازل الفخمة المفروشة بالفسيفساء فضلا عن الاراضي الزراعية. وقد ادرجت "دقة" المعروفة قديما باسم "ثوقة" ضمن قائمة التراث العالمي فى كانون الاول/ديسمبر 1997 الا ان زوارها وعلى رغم اهميتها لا يتعدون 45 الف زائر سنويا فى حين تستقبل المنطقة الاثرية بقرطاج بالضاحية الشمالية للعاصمة التى تاسست سنة 814 قبل الميلاد 650 الف زائر في السنة. ويتمثل المشروع الذى يمتد على ثلاث سنوات فى تسهيل الوصول الى الموقع الاثري وانشاء مركز اعلامي ومواقع للعروض ومتحف مجسم للموقع وصور افتراضية تلخص كل ما عثر عليه اثناء الحفريات للتعريف بالموقع وتاريخه. وللمساهمة فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه المنطقة التى تبعد عن الشريط الساحلي الذي يحتكر النشاط السياحي ستقام سلسلة من الفنادق والمطاعم السياحية والملاعب اضافة الى مراكز للصناعات التقليدية والحرفية. واكدت ان المشروع الذي تتقاسم الحكومة التونسية ووزارة الخارجية الفرنسية ميزانيته التى قدرت بحوالي ثمانية ملايين دينار تونسي (5،5 ملايين يورو) يطمح الى خلق 300 وظيفة ورفع عدد زوار دقة من 45 الف الى 200 الف بحلول العام 2010.