تثير زيادة استهلاك وتهريب المخدرات في اوساط الشبان الجزائريين قلق السلطات التي وضعت انظمة وكثفت عمليات ضبط المخدرات. واعلن المدير العام الجديد للوكالة الوطنية لمكافحة المخدرات والادمان عليها عبد المالك صياح في تصريحات صحافية ان "الجزائر تحولت في وقت قصير جدا من منطقة عبور الى منطقة استهلاك". واكدت مديرية الامن الوطني ان اكثر من 11 الف شاب لم يبلغو سن الرشد اعتقلوا منذ 2004 لارتكابهم عدة جرائم بين السرقة والتسول والدعارة وتهريب المخدرات. وافادت اجهزة الامن انه خلال الاشهر الستة الاولى من السنة الماضية تم ضبط ما يقارب عشرة اطنان من القنب الهندي (الحشيشة) مقابل 52 طن لمجمل السنة التي سبقتها واحيل نحو ثمانية الاف ملف حول تهريب واستهلاك المخدرات الى القضاء مقابل ستة الاف سنة 2005. ويرى الخبراء ان كميات المخدرات التي يتم ضبطها من التي تعبر الجزائر لا تتجاوز ما بين 10 الى 15% فقط وان 84% من مهربيها لا تتجاوز اعمارهم 35 سنة. وتعتبر العاصمة الجزائرية التي تعد نحو اربعة ملايين نسمة من اكبر مناطق تهريب واستهلاك المخدرات التي تعبر بالخصوص من مينائها الى الخارج. واكد الدرك الوطني انه ضبط منذ من بداية السنة الجارية كميات من القنب الهندي اضافة الى العاصمة الجزائرية في وهران وعين تموشنت وعين الدفلى (غرب) وغرداية (جنوب) وتبسة وقسنطينة وبجاية (شرق). وتتراوح الكميات التي ضبطت في هذه العمليات بين عشرة الى 120 كلغ. وتؤكد السلطات الجزائرية ان مركز هذا النشاط هو غرب البلاد وانه يتفرع الى ثلاث شبكات هدفها التهريب الى اوروبا عبر اسبانيا. واكد صياح في مقابلة مع صحيفة الوطن ان الدرك الوطني الجزائري فكك خلال الشهر الماضي "شبكة صغيرة من الفرع الكولومبي" للمخدرات القوية. واوضح انه كان متوقعا ان تحصل هذه الشبكة على "حاوية من العتاد الطبي خبئت فيها الكوكايين" ارسلت من فنزويلا الى الجزائر عبر اسبانيا. ودعا نائب رئيس الامن في العاصمة الجزائرية مصطفى بن عيني في مؤتمر صحافي الى "شراكة" بين الشرطة والجمعيات المدنية لا سيما جمعيات اولياء التلاميذ المعنية بمكافحة المخدرات مؤكدا "يجب اجتثاث الطلب لانهاء العرض". وشكلت المديرية الامنية في ولاية الجزائر منذ سنتين "خلايا رصد" يشارك فيها علماء نفس واجتماع للعناية بالمدمنين عن المخدرات ومرافقتهم خلال فترات علاجهم من اجل التخلص من الادمان. ورغم مضاعفة عدد فترات التوعية حول هذه الظاهرة في المؤسسات المدرسية والجامعية لا سيما المعنية بها فان عدد المدمنين على المخدرات الذين يعلنون ادمانهم بقي محدودا: 146 خلال 2005 و352 خلال 2006. واكد صياح انه تم احصاء 2500 مدمن على المخدرات في الجزائر تتراوح اعمارهم بين 12 الى 50 سنة. ويعفي القانون الجديد الصادر في 2004 حول المخدرات المدمنين عليها من الملاحقات القضائية عندما يبدون "حسن نيتهم" في العودة الى الاندماج في المجتمع والموافقة على العلاج.