دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى تجاوز العراقيل التي تعترض تفعيل الاتحاد المغاربي. وطالب قادة الدول المغاربية في رسائل تهنئة وجهها اليهم لمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لتأسيس الاتحاد في مراكش، «بمضاعفة الجهود من أجل تعزيز المكاسب». وأعرب عن أسفه لاستمرار العراقيل التي «تحول دون بروز دينامية اندماجية حقيقية تجسد آمال وتطلعات دولنا الخمس، لإقرار فضاء مغاربي متكامل ومتماسك ومتضامن». وجدد التزام بلاده دعم البناء المغاربي على «أسس سليمة وقوية لكسب الرهان في عالم يرفض الكيانات الوهمية ولا يعترف إلا بالتكتلات الاقتصادية القوية، في إطار المرتكزات الوحدوية». وحض زعيم الاتحاد الاشتراكي المغربي وزير إعداد التراب الوطني محمد اليازغي الجزائر على معاودة تفعيل الاتحاد المغاربي «لاخراجه من الوضع الذي يعيشه». وانتقد «تسرع الحكومة الجزائرية» في رفض اقتراح الرباط حكماً ذاتياً لإقليم الصحراء، قبل أن يعرض رسمياً على مجلس الأمن. وقال: «كان على الحكومة الجزائرية أن تسمح لجبهة بوليساريو بعقد مؤتمر حر وشفاف لمناقشة الاقتراح المغربي الذي يستجيب نداء مجلس الأمن». واعتبر تلويح «بوليساريو» بالعودة إلى الحرب «انتحاراً، لأن الرأي العام الدولي لن يقبل قيام حرب جديدة في الصحراء». وأضاف أن القوات المغربية «قادرة على صد أي عدوان أو خرق لوقف النار» الذي أقرته الأممالمتحدة في عام 1991. وكشف أن الاتحاد الاشتراكي سيتحاور مع «شركائه أحزاب الأممية الاشتراكية»، ومن بينهم حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» في جنوب أفريقيا، لحضه على معاودة النظر في الاعتراف ب «الجمهورية الصحراوية»، وإقناعهم بأهمية اقتراح الحكم الذاتي. وفي سياق موازٍ، اعتبر نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط غوردن غراي الأفكار التي تضمنها اقتراح الحكم الذاتي المغربي «واعدة». وقال إن المحادثات التي أجراها الوفد المغربي الوزاري مع مساعد وزيرة الخارجية للشؤون السياسية نيكولاس بيرنز عرضت «جهود المغرب لإعداد اقتراح ذي صدقية، كفيل بالمساعدة في إيجاد حل لنزاع الصحراء». ونقل عن بيرنز تقديره للخطة المغربية. إلى ذلك، واصل وزير الداخلية شكيب بن موسى اجتماعاته مع محافظي وولاة المغرب والمسؤولين الأمنيين، لتقويم الاستعدادات لتطويق أي تهديد محتمل، في ضوء تفكيك شبكات عدة تحوم الشكوك حول ضلوعها في التخطيط لأعمال إرهابية. وأفادت تحريات أن المطلوبين عزيز الشكواني وعبدالعلي الشعيري اللذين وزعت صورهما على مراكز أمنية قد يكونان على علاقة ب «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». وأرجئت أمس في مدينة سلا قرب الرباط، محاكمة تسعة معتقلين ضمن ما يُعرف ب «خلية التونسي» التي اتهم زعيمها محمد مساهل المتحدر من أصول تونسية، بمحاولة تجنيد مغاربة للقتال في العراق. ونفى مساهل التهمة، مؤكداً أنه يقيم في المغرب للاتجار في السيارات المستعملة. وعرضت محاضر التحقيق إلى ضلوعه في استقطاب مغاربة إلى العراق، وحددت منشآت كان يعتزم شن هجمات ضدها في المغرب، كما اتهمته بالارتباط بتنظيم «القاعدة» و «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» في الجزائر. ومن المرجح أن تصدر المحكمة قرارها في القضية بعد الاستماع إلى مداخلات المحامين والإفادات الأخيرة للمتهمين في الجلسة المقبلة.