أبدت "لجنة الأساقفة الألمان" صدمتها تجاه الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وشبهت معاملة الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين بمعاملة الحيوانات التي ذكرتهم بمعاملة النازيين مع اليهود في مدينة وارسو البولندية أثناء الحرب العالمية الثانية (1939-1945). وسارعت جهات إسرائيلية لاتهام الأساقفة ب"معاداة السامية" على خلفية هذا الهجوم. وفي ختام زيارة قامت بها للأراضي الفلسطينية، انتقدت اللجنة المكونة من 27 أسقفا خلال مؤتمر صحفي عقدته لدى عودتها إلى برلين، الجدار الفاصل الذي تقيمه إسرائيل في الضفة الغربية، وبحسب صحيفة "ذا تلجراف" البريطانية الصادرة اليوم الأربعاء فقد وصف مسئولون إسرائيليون تصريحات الأساقفة الألمان ب"المعادية للسامية". وفي إشارته إلى الجدار الفاصل ونقاط التفتيش المحصنة التي يخضع فيها الفلسطينيون للتفتيش المهين، نقلت الصحيفة عن الكاردينال "جاواشيم ميسنر" قوله للصحفيين: إن هذه "إجراءات تتخذ مع الحيوانات لا البشر". وبنبرة يعلوها الذهول، أضاف ميسنر رئيس أساقفة مدينة "كولن" الألمانية: "الأمر بالنسبة لي كان كابوسا، لم أتوقع أن أرى جدارا كجدار برلين مرة أخرى في حياتي! الجدار الإسرائيلي سيسقط كما سقط جدار برلين". وقال أسقف مدينة إيششتات الألمانية، الكاردينال جيورج ماريا هانكي "ذكرتنا الانتهاكات بمدينة رام الله في الضفة الغربية بمشاهد موجودة بمتاحف إسرائيل تجسد معاناة اليهود في مدينة وارسو البولندية على يد النازية إبان الحرب العالمية الثانية". و أضاف "ما رأيناه كفيل بأن يجعل الفرد منا يفقد عقله. نحن لا ننكر حق إسرائيل في الوجود، لكن هذا الحق لا يمكن تحقيقه بهذه الطريقة الوحشية تجاه الشعب الفلسطيني". أسقف مدينة أوجسبورج الكاردينال فالتر ميكسا أكد من جهته أن "أي شخص يرى معاناة الفلسطينيين يستطيع أن يقول بثقة إن هناك عزلة ذات طابع عنصري مفروضة على هذا الشعب"،كما رأى أن بناء الجدار الفاصل بين إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية وتشييد عدد كبير من المستعمرات للمستوطنين اليهود "استفزاز إسرائيلي متعمد". وقام الأساقفة الألمان بزيارة متحف الهولوكست "ياد فاشيم" في مدينة القدسالمحتلة والمخصص لضحايا محرقة اليهود بأيدي النازيين خلال الحرب العالمية الثانية. "معادون للسامية" وقد أثارت تصريحات الأساقفة الألمان غضب وانتقادات الوسط الإسرائيلي الذي طالبهم بالاعتذار، وانتقدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية موقف الأساقفة وأفردت مساحة كبيرة على صفحاتها لهذا الموضوع. كما قابل المجلس المركزي لليهود في ألمانيا والسفارة الإسرائيلية في برلين تصريحات الأساقفة الألمان بانتقادات عنيفة، ووصفها ديتر جرومان نائب رئيس المجلس اليهودي ب "الفضيحة غير الأخلاقية، وأنها تحمل في طياتها أبعادا عنصرية وعداء للسامية". وعبر السفير الإسرائيلي لدى برلين "شيمون شتاين" عن غضبه الشديد من تلك التصريحات مشيرا إلى أنها من شأنها "إثارة الكراهية لإسرائيل والتحريض ضدها و تصويرها على أنها كيان شيطاني". وفي تمسك واضح بموقفهم، أعلن أسقف مدينة إيششتات الألمانية، الكاردينال جيورج ماريا هانكي عن اعتزامه تغيير رسالته التي سيوجهها إلى كنائس ألمانيا في عيد الفصح المقبل، لتركز على الانتهاكات الإسرائيلية التي رصدتها لجنة الأساقفة الألمان في أثناء زيارتهم للأراضي الفلسطينية المحتلة. وأيرلندا أيضا جدير بالذكر أن مجموعة من الأساقفة الكاثوليك في أيرلندا طالبوا بلادهم الأسبوع الماضي بمراجعة علاقاتها الاقتصادية والثقافية مع إسرائيل بسبب انتهاكاتها بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية. وقال رايموند فيلد أسقف مدينة دبلن"الأدلة على انتهاك إسرائيل لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة منتظمة وعلى نطاق واسع"، مؤكدا أن "إسرائيل حولت قطاع غزة إلى سجن كبير"،ومطالبا بوضع"حد للقيود المفروضة على لم شمل العائلات الفلسطينية بالإضافة إلى وقف المعاملة المهينة التي يتعرضون لها على نقاط التفتيش".