حذر العاهل السعودي الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد من الاستخفاف بالتهديد الاميركي بتوجيه ضربة عسكرية لايران حسب ما ذكر موقع مجلة "نيوزويك" على شبكة الانترنت الجمعة. وكان احمدي نجاد التقى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في الرابع من اذار/مارس في الرياض حيث اعلن الزعيمان نيتهما مواجهة النزاعات الطائفية بين الشيعة والسنة في المنطقة. وفي مقابلة مع المجلة قال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان الملك السعودي نصح الرئيس الايراني بعدم الاستخفاف بالتهديدات الاميركية بشن عمل عسكري بسبب رفض بلاده وقف تعليق عمليات تخصيب اليورانيوم. وقال الامير سعود الفيصل ان العاهل السعودي قال لاحمدي نجاد بخصوص المسالة النووية "لا تلعب بالنار. لا تظن ان التهديد بتوجيه ضربة اميركية لايران غير قائم. فكر في ان التهديد حقيقي وحتى انه ملموس". واوضحت المجلة نقلا عن الوزير السعودي بان الملك عبد الله سأل الرئيس الايراني "لماذا تجازفون بذلك وتلحقون الاذى ببلادكم؟ لماذا انتم مستعجلون؟ لماذا انتم بحاجة (لتخصيب اليورانيوم) هذا العام وليس العام المقبل او الذي يليه؟ او حتى بعد خمس سنوات؟" واوضح وزير الخارجية السعودية ان الملك "يتحدث الى الجميع بصراحة" مضيفا ان العاهل السعودي قال ايضا لمحمود احمدي نجاد "انكم تتدخلون في الشؤون العربية" في اشارة واضحة الى التدخل الايراني المفترض في شؤون عدد من الدول العربية. واضاف الوزير السعودي ان الرئيس الايراني استمع الى ما قاله الملك السعودي الا انه نفى اي تدخل لبلاده "ولكننا قلنا سواء نفيتم ذلك ام لا فان ذلك يخلق مشاعر سيئة تجاه ايران ويجب ان يتوقف ذلك". وقال الامير سعود الفيصل "بالتاكيد فان ايران تتدخل في شؤون العراق (...) وقلنا لهم ان ذلك لن يفيدهم بل سيضرهم. الا اننا لم نضع انفسنا في موقف النزاع مع ايران". وقال السعوديون للايرانيين كذلك ان "تدخلهم في الشؤون العربية يخلق رد فعل معاكس في العالم العربي والاسلامي. وتشتكي الدول الاسلامية الاخرى من التدخل الايراني في شؤونها الداخلية". واضاف "وقد تحدثنا اليهم بصراحة وصدق حول هذه المسالة وهم يرون الخطر في ان ما يحدث يمكن ان يؤدي الى نزاع بين الشيعة والسنة". وبالنسبة للبحارة البريطانيين الذين تحتجزهم ايران منذ 23 اذار/مارس اوضح الوزير السعودي للمجلة ان الامر هو بمثابة "كارثة" لايران. وتؤكد ايران ان البحارة اعتقلوا اثناء دخولهم المياه الايرانية بينما تصر بريطانيا على انهم اعتقلوا في المياه العراقية. وقال "لقد قلنا لهم ان الان ليس الوقت مناسبا لهم لحصول مثل هذه المشكلة". وكان العاهل السعودي انتقد الاربعاء الاحتلال الاميركي للعراق في الكلمة الافتتاحية للقمة العربية السنوية التي عقدت في الرياض في خطوة قال عدد من المراقبين انه هدف منها النأي بنفسه عن ادارة بوش.