دعت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي تتولى بلادها حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي الاحد في القدس الى اغتنام "الفرصة الحقيقية لتحقيق اختراق" في عملية السلام في الشرق الاوسط. ووصلت ميركل مساء السبت الى اسرائيل في ثان محطة من جولة في الشرق الاوسط بداتها من الاردن بهدف الى دعم المساعي الدبلوماسية لتسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. وتلتقي المستشارة التي تعتبر من اقرب حلفاء الدولة العبرية في اوروبا رئيس الوزراء ايهود اولمرت في القدس على ان تنتقل بعد ذلك الى رام الله بالضفة الغربية لاجراء محادثات مع الرئيس محمود عباس وتعود الى القدس مساء لتطلع الاسرائيليين على فحواها. وقالت ميركل في خطاب القته في الجامعة العبرية بالقدس التي منحتها شهادة دكتوراه فخرية ان "العالم العربي مستعد للنقاش حول النزاع في الشرق الاوسط وسبل حله. ثمة فرصة حقيقية لاحداث اختراق وعلينا ان نغتنمها". واضافت المستشارة الالمانية "اننا في فترة نشعر فيها بان الامور تتحرك. هناك نافذة مفتوحة. لقد حاولت اجيال من رجال السياسة صنع السلام في الشرق الاوسط لكنهم فشلوا الا انه ينبغي عدم التوقف عن بذل الجهود". واكدت "اؤيد قرارات قمة الرياض التي كانت خطوة ثانية الى الامام بعد اتفاق مكة الذي ابرم بفضل العاهل السعودي الملك عبد الله لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية بين فتح وحماس". وقررت الدول العربية في 28 اذار/مارس خلال قمة الرياض تفعيل مبادرة السلام مع اسرائيل التي كانت صادقت عليها عام 2002 وتنص على تطبيع علاقاتها مع الدولة العبرية مقابل انسحابها الى ما وراء حدود 1967. ورات اسرائيل في ذلك "عناصر ايجابية" لكنها رفضت صيغتها الحالية بالخصوص بسبب مسالة عودة اللاجئين التي تعتبرها شائكة. وتوجهت ميركل للفلسطينيين بالقول "ما زلنا ننتظر مبادرة حسن نية جدية اي الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت" الذي اسرته ثلاث فصائل فلسطينية في 25 حزيران/يونيو عند حدود قطاع غزة. من جهة اخرى دعت ميركل الحكومة الفلسطينية الى الموافقة على شروط اللجنة الرباعية (الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا) وهي الاعتراف باسرائيل والاتفاقات المبرمة معها والتخلي عن العنف. لكن الاتحاد الاوروبي فضل السبت خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الاعضاء في بريمن (المانيا) تليين مواقفه بالموافقة على قرار بعض دوله الاعضاء استقبال وزراء فلسطينيين في حكومة الوحدة الفلسطينية لا يمنتمون الى حركة حماس. وتعتبر الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي هذه الحركة الاسلامية التي تشارك مع فتح في الحكومة الجديدة منظمة ارهابية. وانتقدت اسرائيل ضمنا هذا القرار وقالت الناطقة باسم اولمرت ان هذه المسالة ستدرج على جدول اعمال ميركل. واعتبرت ميري ايسين ان "اسرائيل ما زالت تقول بوضوح ان الحكومة الفلسطينية الجديدة يراسها اسماعيل هنية الذي يدعم صراحة الارهاب ويموله". واضافت "لا ينبغي الاعتراف بجميع اعضاء هذه الحكومة" في حين تستعد باريس الاثنين لاستقبال الزيارة الاولى لزياد ابو عمر وزير الخارجية الفلسطيني . وجددت المستشارة الالمانية مطالبتها ايران بالافراج عن الجنود البريطانيين المعتقلين لديها وجددت دعمها لبريطانيا. واعلنت "ان بريطانيا تحظى بدعمنا الكامل ونحن الى جانبها للمطالبة بالافراج عن الجنود الخمسة عشر" المعتقلين في الخليج.