لا يزال رئيس البنك الدولي بول وولفوفيتز متمسكا بمنصبه رغم تصاعد الضغوط عليه ليستقيل وذلك على خلفية قضية المحاباة التي تورط فيها. ففي رسالة وجهها الثلاثاء الى موظفي البنك الدولي وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها اكد وولفوفيتز انه سيدرس اجراء "تغييرات كبيرة في طريقة عمل مكتبه والكوادر الاساسية". وجاءت هذه الرسالة اثر اجتماع صاخب بين رئيس البنك الدولي وتلك الكوادر التي طالب بعضها باستقالته في الايام الاخيرة. واقر وولفوفيتز بان المناقشات اتسمت بالحدة لافتا الى ان "نواب الرئيس كانوا صريحين خلال عرضهم التحديات التي يواجهها البنك واقدر لهم ذلك". ويبدو ان رئيس البنك الدولي (63 عاما) لا يتجه الى تقديم استقالته رغم العاصفة التي اثارها اقراره بانه منح صديقته شاها رضا زيادات كبيرة على راتبها. وقد كلف محاميا من خارج البنك هو روبرت بينيت الدفاع عنه. وسبق لبينيت ان دافع عن الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون حين اتهمته بولا جونز بالتحرش الجنسي ما يظهر ان رئيس البنك الدولي يستعد لمعركة طويلة. ولكن يبدو ان قسما من مجلس ادارة المؤسسة الدولية الذي يضم ممثلين للدول الاعضاء سيخوض المعركة على جبهة اخرى: النفوذ الذي يمارسه وولفوفيتز على سياسات البنك في موضوع مكافحة الفقر. ووولفوفيتز كان المسؤول الثاني في وزارة الدفاع الاميركية وهو واحد من المحافظين الجدد الذين هندسوا الحرب على العراق وعمد بعد توليه رئاسة البنك الدولي في حزيران/يونيو 2005 الى توظيف اشخاص في المؤسسة ينتمون الى الخط السياسي نفسه. ومن بين هؤلاء خوان خوسيه دابوب وزير المال السابق في السلفادور والذي بات مديرا تنفيذيا للبنك في حزيران/يونيو 2006 الى جانب النيوزيلندي غرايم ويلر علما ان الاخير طالب وولفوفتيز بالاستقالة الاسبوع الفائت. وحاول دابوب امرار تقرير حول الصحة في العالم يتجاهل تماما سياسات التخطيط العائلي ومنع الحمل. وكان مقررا ان يناقش مجلس ادارة البنك هذا التقرير الثلاثاء لكن تحفظات ممثلي الدول الاوروبية ادت الى سحبه من جدول الاعمال. ففي رسالة مؤرخة في 19 نيسان/ابريل امل ممثلو فرنسا والمانيا والنروج وبلجيكا ان "تقر هذه الوثيقة حول استراتيجيا البنك في شكل واضح بان التدابير الصحية على صعيد الجنس والانجاب والتخطيط العائلي تشكل جزءا لا يتجزأ من جهود البنك لتعزيز الانظمة الصحية" في الدول التي تتلقى مساعدة منه. لكن ممثل الولاياتالمتحدة ايلي ويتني ديبيفواز الذي تولى منصبه قبل اقل من شهر رفض هذا الامر. والولاياتالمتحدة هي المساهم الاساسي في البنك الدولي وتتولى اختيار رئيسه ثم يوافق مجلس الادارة على التسمية. وقالت مصادر قريبة من البنك رفضت كشف هويتها ان ديبيفواز محام ولا يملك ادنى خبرة في موضوع التنمية لافتة الى ان همه الاساسي حاليا يتمثل في الدفاع عن موقف وولفوفيتز. واضافت المصادر ان انقسام مجلس الادارة بين اميركيين واوروبيين من شأنه اطالة الازمة داخل البنك فالمجلس يجد نفسه عاجزا عن ممارسة سلطته باقالة الرئيس.