أن يتجمّع الصحفيّون والإعلاميّون ليتضامنوا مع زملائهم، مهما اختلفت هوياّتهم (كسامي الحاج في جوانتانامو) أو (تيسير علّوني في إسبانيا) أو (ألان جونسون في غزّة) فهذا واجب وعمل محمود، وانتصار للحريّة وعلى رأسها حريّة التعبير والتقرير.. ولكن أن يحدث هذا التجمّع والتضامن في جماهيريّة القذّافي الذي قام بمصادرة الصحف الحرّة بمجرّد أن استوى على العرش، وزجّ بالصحفيين والمثقّفين في السجون لا لشيء إلاّ لكونهم مارسوا كتابة الكلمة الحرّة قبل أن يقفز على حكم البلاد والعباد، ثمّ داهم المكتبات العامّة والخاصّة وجمعها في الميادين وأشعل فيها النيران، وكمّم الأفواه وسخّر كافّة وسائل الإعلام لتقديس شخصه وتمجيد أفعاله وأقواله مهما بلغت من الفجاجة والعبثيّة، ولمدّة تتجاوز ثلاثة عقود من الزمن. أن يحدث هذا المهرجان التضامني في البلاد التي خُطف فيها الصحفي ضيف الغزال، وقتل ممثّلا بجثّته مقطوعة الأصابع لأنه تجرّا وانتقد البطش بأصحاب الرأي الحرّ،ثمّ يُعتقل فيها عبد الرّازق المنصوري بتهمة كتابة الكلمة الناقدة والتحليل السّاخر، ويُسجن ويعذّب، ولم يُفرج عنه إلاّ بضغط من المنظّمات الدوليّة وزملائه في ديار الهجرة، ليلحق به جمال الحاجّي الذي خطف هو الآخر في الأشهر الأخيرة، ولا يُعرف مصيره حتى هذه السّاعة، لأنه تجرّأ وكتب على مواقع بلاده الوطنيّة المعارضة في الخارج، وصدع بصوته مطالبا بالحريّة ومندّدا بالإستبداد.. أن تعقد هذا المهرجان (نقابة) الصحفيين الليبيّة، التي لا يدري المرء من تمثّل سوى موظّفين سُخروا ككتبة بمرتّات ومزايا لتدبيج المديح والتقديس والتدجيل. فهذا من العجب العجاب الذي قد لا يعتبر مستجدّا في دولة أجمعت منظّمات الحريّة الفكريّة على إدراجها في أوّل قائمة مصادرة ومحاربة حريّة الصحافة والإعلام، ولكن ما يُستغرب فعلا هو أن يحضر المهرجان ويثني عليه مدير فضائيّة شهيرة (كالجزيرة) التي نتفهّم انتصارها للعاملين فيها كعلّوني والحاج، ولكن هل يعقل ألاّ تذكر كلمة واحدة عن ممارسات القذّافي في قمعه للإعلام والإعلاميين في عُقر داره ؟ فمتى كانت حريّة الصحافة والإعلام مجزّاة، ومتى يستفيق ضمير الصحفيين العرب، ويفضّلون أمانة الكلمة وحريّة الرأي على منافع الدنيا وحُطامها ؟ * إعلامي ليبي مقيم بلندن / مشرف موقع ليبيا المستقبل www.libya-almostakbal.net نص الخبر كما نشر بموقع إيلاف بتاريخ (الخميس 3 مايو 2007) http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2007/5/231057.htm صحافيون ليبيون يطالبون باطلاق الحاج و علوني GMT 22:15:00 2007 الخميس 3 مايو أ. ف. ب. طرابلس: طالب صحافيون ليبيون مساء اليوم بالافراج الفوري عن الصحافي في قناة الجزيرة سامي الحاج المعتقل في غوانتانامو وتيسير علوني المحكوم عليه بالسجن في اسبانيا. وعبر الصحافيون الليبيون عن تضامنهم مع المصور سامي الحاج وتيسير علوني في مهرجان تضامني اقيم في مدينة طرابلس بمناسبة اليوم العالمي للصحافة حضره المدير العام لقناة الجزيرة وضاح خنفر. واعتبر الصحافيون الليبيون استمرار اعتقال الحاج وعلوني "وصمة عار في جبين الانسانية والديمقراطية"، مؤكدين "انهما لم يقترفا جرما ضد الانسانية سوى خوضهم مجال الصحافة والاعلام". وقال وضاح خنفر "ثمة اشكالية في عالمنا العربي وهي انه لم تتم بلورة مواثيق عربية مشتركة للدفاع عن حرية الصحافة، وعلية يجب ان تكون هناك وقفة واضحة للصحافيين العرب ضد الضغوط الامنية والسياسية التي تمارس ضدهم". واكد خنفر ان "ليس بالضرورة ان يكون الاعلامي والسياسي على وفاق تام، فمهمة الاعلامي هي مساءلة السياسي والبحث عن ادائة، ومن الضروري الا تكون هناك علاقة غرامية بينهما". (نقلا عن إيلاف)