قتل أربعة من مقاتلي حماس في غارة جوية اسرائيلية مساء الخميس ليرتفع عدد القتلى بين الاسلاميين الفلسطينيين الى سبعة في الساعات التي انقضت منذ أن توعدت اسرائيل بالرد على هجمات حماس الصاروخية. وفي الساعات الاولى من صباح يوم الجمعة ضربت قاعدة لحماس قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة مع اسرائيل بما وصفه مسؤولون محليون بأنه صاروخ واحد على الاقل من طائرة اف-16 . وانتشر مقاتلون لمواجهة أي هجوم بري اسرائيلي بعد ان عبرت قوات ودبابات اسرائيلية الحدود. وأكد مسؤول بالجيش الاسرائيلي الهجوم على معقل لحماس قائلا إن الهدف كانت تستخدمه حماس في شن هجمات على اسرائيل. واضاف المسؤول انه يشتبه في ان المبنى كان به نفق يستخدم في تهريب اسلحة وسلع محظورة الى اسرائيل. وقال مسؤولون من حماس أن موت أحد السبعة الذين أشارت التقارير الاولى الى اصابتهم بجروح يرفع عدد الذين قتلوا الى اربعة ويجعل هذه الغارة الجوية الاكثر دموية في خمس غارات جوية على الاقل شنتها اسرائيل. وقتل اربعة فلسطينيين آخرين يوم الخميس في القتال المستمر بين حماس وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس رغم وقف لاطلاق النار تم الاتفاق عليه مساء الاربعاء. وقتل نحو 44 فلسطينيا في الاقتتال الداخلي في الاسبوع الماضي بعضهم من المدنيين العزل. وساد هدوء حذر غزة في الساعات الاولى من صباح اليوم الجمعة. ودخلت قوات اسرائيلية تدعمها دبابات قطاع غزة الذي انسحبت منه اسرائيل عام 2005 . وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان قوة برية صغيرة دخلت شمال غزة يوم الخميس تدعمها دبابات ومركبات مدرعة. وقال المتحدث "انها قوة صغيرة في مهمة دفاعية." ولم يوضح ما اذا كانت اسرائيل تغير سياستها الخاصة بترك كل المناطق لسيطرة القوات الفلسطينية ماعدا تلك القريبة من الحدود. وأبلغ رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت سكان بلدة سديروت الحدودية التي اصابتها عشرات الصواريخ الفلسطينية في الايام الاخيرة ان حكومته ستقف موقفا حازما وتعمل للحد من هذه الهجمات. وقال الرئيس الامريكي جورج بوش وهو يدعو الى السلام انه يتفهم مخاوف اسرائيل من الهجمات الصاروخية. ولم يتبق من مبنى في وسط مدينة غزة خاص بالقوة التنفيذية التابعة لحماس والتي تريد حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس حلها سوى انقاض. وقال مسؤولو مستشفى ان 40 شخصا على الاقل اصيبوا في هذا الهجوم وحده. ونشرت بطاريات مدفعية اسرائيلية على حدود غزة وقال سكان محليون ان الدبابات تتقدم نحو بلدات في شمال غزة.وأكملت القوات الاسرائيلية في الاونة الاخيرة تدريبا على غزو بري محتمل لغزة. وقالت اسرائيل انها شنت الغارات ردا على هجمات صاروخية عبر الحدود. واتهمت حماس اسرائيل بالتواطوء مع حركة فتح الفلسطينية المنافسة لها للهيمنة على القطاع الذي انسحب منه الجنود والمستوطنون الاسرائيليون منذ عامين. ولم تبال فتح باتهامات حماس وقالت ان على الفلسطينيين ان يتحدوا في وجه الهجوم الاسرائيلي. وردا على الهجوم الجوي المكثف هدد الجناح العسكري لحماس باستئناف التفجيرات الانتحارية في اسرائيل. وكان آخر تفجير انتحاري قامت به حماس في اسرائيل عام 2004. ونفى الجيش الاسرائيلي ان هجماته لها صلة بالاقتتال بين الفلسطينيين. وزاد الاقتتال الداخلي من معاناة الفلسطينيين الذين يتعرضون لعقوبات غربية فرضت على الحكومة التي تقودها حماس. ويرفض اولمرت اجراء محادثات سلام الى ان تعترف حماس بالدولة اليهودية وتنبذ العنف. والغى عباس خطط سفره الى غزة يوم الخميس لاجراء محادثات أزمة مع اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني وهو من قادة حماس. ومن غير المعروف كيف ستصمد حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت بين حماس وفتح قبل شهرين وكيف ستعمل في ظل تفاقم العنف وانتشار حالة الاستياء. ويتعرض اولمرت الذي يكافح من اجل البقاء في منصبه بعد ان وجه تقرير حكومي انتقادا شديدا له بسبب اسلوب تعامله مع الحرب مع حزب الله في لبنان العام الماضي لضغوط داخلية قوية لوقف هجمات الصواريخ بدون الدخول في صراع آخر غير حاسم. وفي الوقت نفسه يدرك أولمرت ان ردا عسكريا اسرائيليا واسع النطاق في غزة يمكن ان يكون له تأثير كبير على مسار الصراع على السلطة بين فتح وحماس. من نضال مغربي