قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يوم الثلاثاء انه سيدرس مطالب المتمردين الشيعة لانهاء القتال مع القوات الحكومية لكنه لن يغير النظام السياسي الجمهوري لليمن. ويقاتل المتمردون بقيادة عبد الملك الحوثي القوات الحكومية في محافظة صعدة منذ يناير كانون الثاني حين أمر صالح بحملة أمنية ضدهم بعد أن هاجموا قوات الامن. ويطالب المتمردون الذين يعارضون التحالف الوثيق بين اليمن والولايات المتحدة بوقف الحملة الامنية الحكومية وبعفو عام عن كل الضالعين في العنف وتصريح بانشاء حزب سياسي. وتقول الحكومة اليمنية انهم يريدون أيضا اعادة نظام الامامة الذي أطيح به عام 1962. وقال صالح في خطاب اذاعه التلفزيون بمناسبة ذكرى الوحدة بين شطري اليمن الجنوبي والشمالي "سوف نبحث أي مطالب سيتقدمون بها أما عودة الامامة فهذا مستحيل." وقال "توجه وفد من علماء الدين الى صعدة لاقناع المتمردين بتسليم أنفسهم والاستجابة لقرار مجلس الدفاع الوطني بتسليم أسلحتهم." وأضاف أن قوات الحكومة ستوقف العمليات لمدة يوم واحد بمناسبة ذكرى الوحدة. وفي ظل نظام الامامة كان الامام الحاكم من نسل النبي محمد وهو نسب يدعيه الحوثيون أنفسهم. وطرح يحيى الحوثي وهو شقيق زعيم المتمردين ويعيش خارج البلاد مطالب اكثر تواضعا في بيان أصدره الاسبوع الماضي. وقال الحوثي الموجود حاليا في ألمانيا ان المتمردين يريدون عفوا رئاسيا عن كل المشاركين في حوادث العنف الذي يستعر تارة ويخمد أخرى منذ عام 2004 واطلاق سراح كل الاسرى من الجانبين واعادة رفات كل الذين قتلوا في الصراع الى عائلاتهم. ويريد المتمردون أيضا انشاء حزب سياسي مستقل خلال شهرين من الموافقة عليه على أن يمارس نشاطه في اطار النظام السياسي والدستور القائمين. ويريدون من الحكومة أيضا وضع اطار زمني لاعادة اعمار محافظة صعدة ودفع تعويضات. وحث صالح المتمردين على الاستسلام ووعد بمحاكمة عادلة للضالعين في ارتكاب "جرائم حرب". وأغلب سكان اليمن البالغ عددهم 19 مليون نسمة سنة وتنتمي غالبية الباقين الى طائفة الشيعة الزيدية. والحوثي وأتباعه زيديون لكن دبلوماسيين يقولون ان الصراع في الشمال يدور حول السلطة السياسية أكثر منه حول خلافات طائفية. ويقول مسؤولون يمنيون كبار ان المئات لقوا حتفهم من الجانبين منذ اندلاع الجولة الاخيرة من العنف في يناير كانون الثاني. وتقول اللجنة الدولية للصليب الاحمر إن الآلاف اضطروا الى النزوح من ديارهم في صعدة هذا العام. من محمد صدام