ارسلت الولاياتالمتحدة امدادات عسكرية وذخائر للبنان يوم الجمعة بينما نشر الجيش قوات اضافية حول مخيم فلسطيني حيث يشتبك مع متشددين اسلاميين طوال الاسبوع. وسرت هدنة هشة بين الجيش وجماعة فتح الاسلام المسلحة في مخيم نهر البارد في شمال لبنان حيث تتمركز الجماعة على الرغم من اشتباكات متقطعه جرت خلال ليل الخميس. وقال وزير الدفاع اللبناني الياس المر ان الحكومة افسحت المجال للمفاوضات لكنه اضاف ان "الجيش اللبناني لن يتراجع عن تثبيت الامن والنظام والسلم الاهلي... المطلوب تسليم هؤلاء الارهابيين والمجرمين الى الجيش والقضاء العسكري." ولم يقدم المر تفاصيل حول المحادثات لكن المفاوضين من الفصائل الفلسطينية المختلفة عقدوا اجتماعات مكثفة مع مسؤولين لبنانيين في مسعى لانهاء الازمة. وأدى القتال الى مقتل 33 جنديا على الاقل و25 متشددا في أسوأ اعمال عنف داخلية تشهدها البلاد منذ الحرب الاهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. وفر الاف اللاجئين الفلسطينيين من المخيم حيث قالت مصادر فلسطينية ان 11 مدنيا على الاقل قتلوا وجرح 100 . وذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) ان حوالي 15 الفا مازالوا في المخيم الذي تعرض لقصف عنيف من الجيش في وقت سابق هذا الاسبوع. وقالت هدى الترك المتحدثة باسم اونروا "الوضع الانساني في نهر البارد يتدهور. لدينا شاحناتنا المليئة بالغذاء والمياه جاهزة" لكنها اضافت ان المخيم "ليس امنا بما فيه الكفاية ليدخل موظفونا". وتبادلت جماعة فتح الاسلام والجيش اطلاق النار بالرشاشات الثقيلة والقذائف لنصف ساعة ليل الخميس. وتواصلت الاشتباكات المتقطعة خلال ليل الخميس لكن الهدوء عاد ليسود صباح يوم الجمعة. وقال شهود ان جنودا اضافيين وصلوا الى المخيم الذي لا يسمح للجيش بدخوله وفقا لاتفاق عربي ابرم عام 1969. والجيش اللبناني الذي يبلغ قوامه 40 الفا مثقل بالفعل بأعباء بعد ان انتشر على طول الحدود مع اسرائيل جنوبا ومع سوريا في الشرق والشمال وفي محيط بيروت. وذكر شهود ان وحدات الجيش التي كانت نشرت في بيروت منذ اشهر للقضاء على توترات طائفية وسط ازمة سياسية عميقة غادرت مواقعها فيما يبدو متجهة الى الشمال. وكانت الحكومة اللبنانية طلبت المزيد من المساعدت العسكرية من واشنطن بعد اندلاع القتال بين الجيش وجماعة فتح الاسلام المتشددة يوم الاحد الماضي. وذكرت مصادر امنية ان الولاياتالمتحدة ابلغت الجيش بأن الامدادات في الطريق. وقالت مصادر امنية ان اربع طائرات امداد عسكرية عربية وصلت الى مطار بيروت محملة بالذخائر من مستودعات الذخيرة الامريكية في المنطقة. ومن المقرر ان تصل طائرتان اضافيتان على الاقل. وتعهد العديد من الدول العربية التي خاضت معاركها الخاصة مع جماعات اسلامية سنية متشددة بتقديم مساعدات عسكرية لبيروت. وعبرت الادارة الامريكية عن دعمها القوي للحكومة اللبنانية ووصفت جماعة فتح الاسلام بأنها "جماعة وحشية تضم متطرفين ينتهجون العنف". وتعهد زعماء لبنانيون بالقضاء على الجماعة التي يقودها فلسطيني لكنها لا تحظى بتأييد كبير بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الذين يبلغ تعدادهم 400 الف شخص. لكن محللين عسكريين يقولون انه من الصعب ان يوجه الجيش ضربة حاسمة لفتح الاسلام ما لم يستطع دخول المخيم. وأحصت وزارة الدفاع اللبنانية سقوط ما بين 50 و60 قتيلا في صفوف المتشددين خلال الاشتباكات والتي يقول الجيش انها بدأت عندما نفذت جماعة فتح الاسلام هجمات على جنود. ويقول المتشددون انهم يدافعون عن انفسهم. ونزح الالاف من الفلسطينيين من المخيم خلال الهدنة الهشة التي بدأ سريانها الثلاثاء ومعظمهم لجأ الى مخيم قريب للاجئين يقدم فيه عمال الاغاثة المساعدات. وتسير جماعة فتح الاسلام على نهج تنظيم القاعدة. وتقول السلطات اللبنانية انها اعتقلت مواطنين من السعودية والجزائر وتونس وسوريا ولبنان اعضاء بالجماعة. ويقول زعماء لبنانيون مناهضون لسوريا ان فتح الاسلام هي اداة بيد المخابرات السورية وهو ما تنفيه دمشق والجماعة نفسها. من نزيه الصديق (شارك في التغطية نديم لادقي وتوماس بيري وليلى بسام في بيروت)