شنت اسرائيل يوم الاربعاء أول هجمات جوية كبيرة في قطاع غزة منذ تولي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) السيطرة الكاملة على القطاع الاسبوع الماضي . وشنت اسرائيل الهجمات الجوية التي استهدفت منصات لاطلاق صواريخ في شمال قطاع غزة بعد ان أطلق ناشطون صاروخا واحدا على الاقل على جنوب اسرائيل. وأعلنت حركة الجهاد مسؤوليتها عن ذلك. وفي وقت سابق يوم الاربعاء قتلت القوات الاسرائيلية أربعة مقاتلين فلسطينيين في أول اشتباك يوقع خسائر في الارواح في قطاع غزة منذ ان استولى ناشطو حماس على القطاع منذ اسبوع. وقال مسؤولون ان اثنين من مقاتلي حماس واثنين اخرين من الناشطين قتلوا في الاشتباك الذي وقع بالقرب من معبر كيسوفيم. وقال الجيش ان دبابات وقوات اسرائيلية عبرت السياج الحدودي ودخلت غزة خلال الليل للبحث عن ناشطين فلسطينيين مطلوبين. وقتل ناشطان فلسطينيان اخران احدهما من حركة الجهاد الاسلامي والثاني من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس في معركة وقعت في جنين بالضفة الغربية. وتسيطر حركة فتح على الضفة. وقاطعت القوى الغربية حماس التي فازت في الانتخابات البرلمانية التي جرت منذ 18 شهرا لرفضها نبذ العنف والاعتراف باسرائيل. وأصدر عباس مرسوما بعزل الحكومة التي تتزعمها حماس في الاسبوع الماضي بعد ان طرد مقاتلو الحركة الاسلامية قوات فتح من غزة. وكانت النتيجة حدوث انقسام ترك غزة معزولة وراء جدار عسكري اسرائيلي كثيف وحصار اقتصادي صارم فيما حصل عباس على وعود باستئناف المساعدات المالية للضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل. وتعهد الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في واشنطن يوم الثلاثاء بدعم عباس فيما سعت اسرائيل الى تشديد القيود على حماس في غزة. وأكد بوش واولمرت مجددا التزامهما برؤية اقامة دولة فلسطينية لكنهما لم يقدما خطة ملموسة لتحقيق اتفاق عن طريق التفاوض مع عباس. وقال بوش عن عباس بينما كان اولمرت بجواره في المكتب البيضاوي بالبيت الابيض "انه رئيس كل الفلسطينيين." واضاف "انه نادى بالاعتدال. وهو صوت معقول بين المتطرفين بجواركم." وتعهد كل من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي يوم الاثنين برفع الحظر الاقتصادي والدبلوماسي الذي فرض على السلطة الفلسطينية في مارس اذار عام 2006 بعد ان فازت حماس في الانتخابات البرلمانية. وفي اشارة مبكرة وعد اولمرت بالافراج عن ايرادات الضرائب المحتجزة منذ ان تولت حماس السلطة. وقال بعد محادثات البيت الابيض انه سيطلب من حكومته في الاجتماع القادم يوم الاحد اقرار الافراج عن الاموال. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي انه يريد "بذل كل جهد ممكن" للتعاون مع عباس لكنه لم يصل الى حد الاستجابة لمطالب عباس بالدخول في محادثات سلام شاملة ولم يظهر بوش أي علامة تشير الى انه يمارس أي ضغوط لكي يفعل اولمرت ذلك. ويشكك زعماء حركة فتح في استعداد اولمرت للتفاوض معهم. وقال محمد دحلان مستشار الامن القومي للرئيس عباس لرويترز يوم الثلاثاء ان اسرائيل تفرج عن الاموال ليس بدافع الامانة وانما لانها تريد تكريس الانقسام بين الضفة الغربيةوغزة. ويجمع عباس أعضاء المجلس المركزي الفلسطيني في مقر قاعدته في رام الله بالضفة الغربية. والمجلس المؤلف من 129 عضوا هو في واقع الامر مجلس تشريعي لمنظمة التحرير الفلسطينية تعتبر حركة فتح الفصيل الرئيسي به. وقال الذين حضروا وبعضهم سافر من دول اخرى تستضيف لاجئين فلسطينيين انهم سيبحثون عواقب استيلاء حماس على غزة. وستبدأ الاجتماعات في وقت لاحق الاربعاء. من نضال المغربي (شارك في التغطية محمد السعدي في رام الله وافيدا لاندو والستير ماكدونالد في القدس)