هنا نقف اليوم وفاء لشهداء مجزرة سجن أبو سليم الذين إغتالتهم يد الغدر في الأيام الأخيرة من شهر يونيو سنة 1996, ففي أيام معدودة كم من أرواح بريئة أزهقت وكم من دماء زكية أريقت دون أثم أو جناية إلا لأنها أنفت حياة المهانة. في تلك الأيام إعتصم أسرى االدكتاتور القذافي في ساحة سجن أبو سليم مطالبين جلاديهم بأبسط ما يطلبه سجين في هذا العالم ألا وهو عيش الآدميين. سجناء رأي سجنوا حتى تبقى أرائهم حبيسة معهم مالم ترق لسلطة الطغيان وحتى بعد أن حبست هذه الآراء ظلت تنغص عيش جلاديها, فلا مكان لرأي معارض مع ما يلقنه دكتاتور ليبيا لشعبه من تعاليم نسجها خياله المريض على أنها وصفة نهائية لسعادة البشر. وإذ نقف اليوم في هذا الجمع نستذكر معا ما يزيد عن 1200 سجين كانوا قد قتلوا في جريمةَ نكراء من جرائم القتل الجماعي لتنضم بذلك إلى قائمة ما ارتكب من جرائم ضد الإنسانية على مر التاريخ, فكم من دماء سفكت وكم من أرواح أزهقت, ولعل ما يعزي النفس أنه مهما طاب للطغاة أن يتربعوا على عروشهم فلابد أن تحين ساعة القصاص العادل. فيا دكتاتور ليبيا لن تحميك أموالك المنهوبة ولا قلاعك الحصينة من مسؤوليتك المباشرة عن مذبحة سجن أبو سليم, فهي ما سنقتص بها منك مع غيرها من جرائمك ضدنا حينما تحين ساعة الخلاص. وختاما, باسم أهالي وذوي ضحايا مجزرة سجن أبو سليم نطالب النظام الحاكم في ليبيا بالإعتراف بمسؤوليته المباشرة عن هذه الجريمة البشعة كما نطالبه بكشف التفاصيل الكاملة عن كل من كان لهم دور في هذه المجزرة و تقديمهم إلى العدالة. كما أننا ندعوا كافة المنظمات والهيئات الدولية إلى مساندة الشعب الليبي في توفير الحماية لسجنائه السياسين والتأكيد على حقهم في محاكمة عادلة. رحم الله شهداءنا الأبرار المعتصمون