اعلن متحدث باسم وزارة الداخلية الباكستانية لوكالة فرانس برس ان رجل الدين المتمرد عبد الرشيد غازي قتل خلال تبادل لاطلاق النار بين ناشطين والقوات الباكستانية التي اقتحمت المسجد الاحمر. وقال المتحدث جواد شيما "لقد حدد مكانه في المبنى السفلي وطلب منه مغادرة المكان. وخرج برفقة اربعة الى خمسة ناشطين كانوا يواصلون اطلاق النار على القوات الامنية". واضاف ان "القوات قامت بالرد ولقد قتل خلال تبادل اطلاق النار". وتابع "لا يزال هناك بعض المناطق التي يجب تمشيطها. لا تزال جثته في المبنى ولقد قتل الناشطون الاخرون ايضا في تبادل اطلاق النار". ويكون المتحدث الباكستاني عاد بذلك عن الرواية التي اعطاها سابقا واشارت الى مقتل عبد الرشيد غازي برصاص الناشطين. وكانت المعارك الضارية التي اوقعت عشرات القتلى لا تزال مستمرة الثلاثاء في محيط المسجد الاحمر في اسلام اباد بين الاسلاميين المقربين من القاعدة والجيش الباكستاني الذي كان يسعى الى تحرير "مئات" الرهائن المحتجزين في المسجد. وقال الناطق باسم الجيش الجنرال وحيد ارشاد "انه الهجوم النهائي لتنظيف المسجد من الناشطين المسلحين". واطلق الهجوم عند قرابة الساعة 5,00 بالتوقيت المحلي (منتصف الليل بتوقيت غرينيتش). وبعد معارك دامت تسع ساعات تحدثت حصيلة غير نهائية عن مقتل خمسين ناشطا وثمانية جنود. وهذه الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب ضراوة المعارك. وعند الظهر بدأ الاسلاميون يطلقون النار على قوات الامن من مآذن المسجد. وقال رجل يتحصن في المسجد في اتصال هاتفي اجرته معه وكالة فرانس برس ان "الجثث في كل مكان". وسمع دوي انفجارات قوية وتبادل كثيف لاطلاق النار من موقع المسجد حيث كانت سحب دخان اسود تتصاعد ناجمة على الارجح من حريق مدرسة قرآنية للبنات ملاصقة للمسجد. وكانت سيارات اسعاف عديدة تطلق صفاراتها في حركة ذهاب واياب حول المسجد. واكد الجنرال ارشاد ان الاسلاميين يبدون "مقاومة شديدة" بمساعدة الاسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية وقاذفات صواريخ. واعلن الجيش ان نحو خمسين ناشطا مسلحا استسلموا للقوات الحكومية خلال توقف قصير في القتال. وقال الجنرال ارشاد ان قوات الامن انقذت 27 امرأة وثلاثة اولاد من المسجد. واضاف ان "الجيش يتخذ الخطوة تلو الاخرى تفاديا لسقوط بضحايا ابرياء". وكانت قوات الامن تفتش غرف المسجد ال75 تفتيشا دقيقا. واكد الجنرال الباكستاني ان اي عملية تفجير انتحارية لم تحصل داخل المجمع الشاسع. وكانت الصحافة ذكرت خيرا ان متطرفين متحصنين في المسجد مجهزون باحزمة ناسفة. وكان الرئيس برويز مشرف متحفظا حتى الان ازاء شن هجوم شامل على المسجد تخوفا من حمام دم. وقد اطلقت محادثات الفرصة الاخيرة الاثنين لكنها باءت بالفشل خلال الليل. وقد بدأت الاشتباكات في الثالث من تموز/يوليو مما دفع السلطات الى اتخاذ قرار بتطويق المبنى. وتفيد حصيلة رسمية ان 24 شخصا توفوا منذ بدء الصدامات بدون حسبان الضحايا الذين سقطوا اثر الهجوم.