دعا الاثنين في الدوحة مجددا لاستئناف الحوار بين حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف حزيران/يونيو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وقال مشعل في كلمة امام المشاركين في ملتقى الامام القرضاوي في العاصمة القطرية "لم نفعل ما فعلناه الا دفاعا عن النفس وليس لاخذ غزة بعيدا عن الضفة". واضاف "قلنا للدول العربية نريد رعاية عربية اسلامية لحوار فلسطيني نعالج فيه مسألة الاجهزة الامنية والحل بمحاربة الفساد في الاجهزة واعادة بنائها واصلاحها على اساس وطني مهني (بحيث) لا تتبع حماس ولا فتح". واعترف مشعل بحدوث اخطاء لدى سيطرة الحركة على غزة وقال "لا انكر ان هناك اخطاء حصلت (...) وهي اخطاء من افراد ولا تمثل سياستنا ونعتذر الى الله قبل البشر عنها ولكنها اخطاء الضحية وهي تدافع عن نفسها وهي اخطاء فرعية وليست في السياسات". وحدد مشعل اساس الحوار ب"اعادة بناء الاجهزة الامنية والتوافق على حكومة وطنية توضع بين يديها جميع الصلاحيات وهذه الحكومة في غزة والضفة تحت رئاسة السلطة" الفلسطينية. ورفض مشعل الاعتراف بحكومة الطوارىء وقال "نحن لا نجادل في الشرعيات التي جاءت عبر صناديق الاقتراع فرئاسة السلطة شرعية والحكومة لها شرعية والمجلس التشريعي له شرعية واتفاق مكة هو الاساس الذي توافقنا عليه ولا يزال صالحا". واعتبر ان "كل الحكومات اللاحقة التي لم تأخذ شرعيتها من اتفاق مكة ولا من القانون ولا من التشريعي (...) لا شرعية لها". وبعد سيطرة حماس على غزة اثر معارك دامية اقال عباس حكومة اسماعيل هنية وشكل حكومة طوارىء برئاسة سلام فياض ترفض حماس الاعتراف بها. واعتبر مشعل ان "حماس اليوم تتعرض لحملة قاسية تتمثل في محاولة نزع الشرعية عنها وتعطيل المجلس التشريعي المنتخب واستبداله بمؤسسات عفى عليها الزمن". واضاف "اننا نطالب باعادة بناء منظمة التحرير منذ ثماني سنوات كي ندخلها نحن والجهاد ولكنهم يرفضون والآن هاهم يستقوون بمؤسسات منظمة التحرير المعطلة التي فقدت قانونيتها على المؤسسات الشرعية التي لم يمض على انتخابها اكثر من عام ونصف". ورفض مشعل اتهام الحركة بوجود علاقة بينها وبين تنظيم القاعدة وقال "الآن تتهم حماس بانها تؤيد القاعدة وكأن من يقول ذلك يريد ان يقول انا مع المعسكر الذي يعلن الحرب على الارهاب والقاعدة وليختر كل منا المعسكر الذي يصطف اليه". وانتقد مشعل رفض الرئيس الفلسطيني الحوار مع حماس وطلبه نشر قوات دولية في قطاع غزة وقال "الآن البعض يمهد للقاءات مع اولمرت ولا يسمح بفتح باب الحوار بين ابناء الشعب الواحد بل ويطلب قوات دولية في غزة وهو لم يطلبها عندما كانت اسرائيل تذبح الشعب الفلسطيني ومصر ترفض القوات الدولية". وقد اعتبرت حماس لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بعد ظهر الاثنين في القدس بانه لقاء "عبثي ويعطي الغطاء للاحتلال". من جهة اخرى انتقد مشعل فك الحصار عن الاموال المحتجزة لدى اسرائيل لصالح الرئاسة وقال ان "هذه الاموال يحرم منها العاملون مع حماس في غزة". وكانت حكومة الطوارئ تلقت في مطلع الشهر الجاري من اسرائيل الدفعة الاولى من العائدات الضريبية والجمركية المستحقة لها وبلغت قيمتها 118 مليون دولار ما اتاح لها دفع رواتب موظفيها كاملة للمرة الاولى منذ اكثر من عام. لكن هذه الحكومة كانت اصدرت قبل ذلك قرارا بالغاء كافة عقود العمل التي ابرمتها الحكومات السابقة مع موظفين في القطاع العام منذ الاول من كانون الثاني/ يناير 2005 ما يعني الغاء عقود الالاف من العاملين في القوة التنفيذية التابعة لحماس وموظفين آخرين وظفتهم حماس بموجب عقود جديدة.