انسحبت سهى عرفات التي جردها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي هذا الشهر من الجنسية التونسية لأسباب غير معروفة من مشروع «مدرسة قرطاج الدولية» التي أنشأتها مع شريكتها التونسية أسماء محجوب باستثمارات بلغت 50 مليون دينار تونسي (نحو 40 مليون دولار). وصرح محمد بوعبدلي مدير أبرز مدرسة ابتدائية خاصة في تونس في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أمس بأن أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بعثت إليه قبل مغادرتها تونس رسالة بالفاكس أعلنت فيها انسحابها تماماً من مشروع مدرسة قرطاج وأكدت فيها أن المدرسة لم تكن «في أي حال من الأحوال وراء غلق معهدك». وكان بوعبدلي اتهم مؤخراً سهى عرفات باستغلال علاقاتها والتسبب في غلق معهد «لويس باستور» الثانوي الفرنسي الخاص الذي يملكه لإزاحته من منافسة «مدرسة قرطاج الدولية» التي تفتح أبوابها في أيلول المقبل. وقال بوعبدلي الحامل للجنسيتين التونسية والفرنسية: إن وزارة التربية التونسية أذنت له منذ 2005 بفتح معهد «لويس باستور» بجانب المدرسة الابتدائية التي يملكها في قلب العاصمة تونس لكنها طالبته مؤخراً بغلق المعهد لأسباب «واهية» دون أن يستبعد نشوب خلاف بين سهى عرفات التي غادرت تونس منذ نحو شهر وأسماء محجوب التي تقول مصادر إنها مقربة من أسرة الرئيس التونسي. ونص مرسوم تجريد سهى عرفات من الجنسية على «سحب الجنسية التونسية من السيدة سهى بنت داوود بن جبران الطويل المولودة بالقدس في 17 تموز 1963 المتحصلة عليها بالتجنس» دون أن يذكر أسباب هذا الإجراء. كما لم يتسن الحصول على أي توضيح في هذا الشأن من السلطات التونسية على حين رفضت السفارة الفلسطينية بتونس التعليق. يذكر أن تونس منحت في 2006 جنسيتها لسهى عرفات وابنتها زهوة المولودة في باريس. وتقيم الاثنتان بتونس منذ أكثر من 10 سنوات وإثر وفاة ياسر عرفات في أواخر 2004 استقرتا بضاحية راقية شمال العاصمة تونس في منزل منحته السلطات التونسية للرئيس الفلسطيني الراحل.