كانوا قديما يقولون " إذا عُرَف السبب بطل العجب و لكني أقول الآن إذا عُرف السبب زاد العجب . كتبت الجزء الأول من هذا المقال و لم أكن أقصد الرد على شخص بعينه و لكني أردت توضيح موقفي الشخصي مما يدور على بعض مواقع النات هذه الأيام و حسبي أني لم أتهم أحدا و لم أسب أحدا و لم أجهل على أحد و لكن لإيماني بحرية الرأي كتبت وجهة نظري في الموضوع و لم أسمّ شخصا باسمه تأسّيا بسنة سيد الخلق الذي علمنا أن نقول "ما بال أقوام يفعلون كذا أو يقولون كذا" و لكن البعض أراد أن يتصدق علي بحسناته أو يطرح عني من سيئاتي يوم توضع الموازين القسط ليوم القيامة فقالوا أني ليس لي" جراءة" على وزن رداءة و الأصلح أن نقول جرأة و لكن لا بأس فاللغة حمّالة أوجه و قد أكون مخطئا في رأيي و لكن ما أنا متيقن منه أني لم ولن أضع نفسي وصيّا على أحد فأنا أعرف قدري و أقف عنده إذ أني لا أعدو أن أكون مجرد مسلم غيور على دينه منّ الله علي بحفظ كتابه في صدري و أنا أبذل وسعي لأعمل بما في صدري و لست أدافع عن أشخاص و لم أكن يوما لأنصب نفسي معلما لأحد. فأنا من يحتاج إلى التعليم. و لعلم كل القراء أني لا أنتمي أصلا لحركة النهضة و كل ما يربطني بها وحدة المنهج و الهدف و أخوّة صادقة ببعض أبنائها المخلصين و لا أعرف شخصا ينتمي إلى تلك الحركة فأنا أقيم في أرض ليس فيها ذكر لحركة النهضة بل ليس بها أي تونسي أصلا . فكما قلت سابقا للأخ الهاشمي الحامدي أقرب تونسي أعرفه يبعد عني حوالي 200 كلم و بالتالي فالتهم التي ساقها الأخ المؤسس ليس لها أساس فسامحه الله حين قال "لا اخله يكون الا مثل طفلل ‘‘ يبحث عن ارضاء ولي نعمته الذي دفع له اجر على عمل هو لا يحسنه بالوكالة ‘‘ فاولى بمن هوّ اكبر منه واكفء منه ان يدافع على نفسه " و هنا لن أعلق على اللغة و الذوق فللناس في ذلك مذاهب و لكني يشهد الله أني طيلة حياتي قبل السجن و بعده لم يمنّ عليّ بشر بمليم. إلا ربي الذي أحسن رزقي فمن أين للمؤسس أني تلقيت أجرا لأكتب رأيا محايدا" سبحانك هذا بهتان عظيم" " لمعنى قول رسول الله صلى الله عليه و سلم" إذا ذكرت أخاك بما فيه فقد اغتبته و إن ذكرته بما ليس فيه فقد بهتته" فالمؤسس لا يعرفني لأني طفل نكرة و مع ذلك هو يقول" و انّي رايت الكثيرين من امثاله الماجورين" أما حديثي من وراء حجاب ف" أبو أنيس" هي كنيتي فالكل يناديني باسم ابني أنيس حفظه الله ولا أدري ما هي التتبعات العدلية التي عليّ مواجهتها فلعلمي أني لم أرتكب جرما إلا إذا كان المؤسس قد انخرط في سلك أمن الدولة لتشابه التعابيربينهم فقد ذكرتني هذه العبارة بقول احد زبانية أمن الدولة سنة قبل خروجي من السجن لما و جدوا عندي قارورة عطر و سواك و أخذوني من السجن لأمن الدولة للتحقيق فقال لي ستواجه التتبعات العدلية. جريمة التعطر و الإستواك فهل للمؤسس أن يذكر لي تهمتي؟ و لعلمك سيدي أن سيدي قد دعاني لقول ما أراه صوابا و سيدي و سيدك هو الله رب العالمين الذي دعانا أن نعدل في القول ولا نسكت حين يكون لنا مجال للكلام حتى لا نكون شياطين خرصا وراء حجاب وهي علامة على انعدام الشجاعة‘ فاتحدّاه ان يرفع اللثام عن وجهه لكي يواجه تتبعات عدلية ‘ هو في غنى عنها‘ اما انا فانصحه ان يرقد في ركنه وينتظر حتّى يدعوه سيّده للحديث او للكتابة. أما الإجتماعات في القاعات المكيفة فليس لي بذلك عهد إذ أني أعيش في بلاد الثلوج و لم أدخل قط أي قاعة أو نزل في حياتي و الله شهيد على ما أقول بل المرة الوحيدة التي دعيت فيها إلى نزل في حياتي كان قصر الشرق في جون جوريس بتونس العاصمة. كانت عندما رجعنا من التجنيد سنة 90 و أراد الإتحاد العام التونسي للطلبة تكريمنا هناك، و قد عارضت الفكرة و لكن كان للإتحاد إذاك رأي آخر و الحمد لله أن السلطة منعت تلك الحفلة و ألغتها و منعت المجندين من الوصول إلى ذلك النزل الفخم و كنت دخلت قاعة الإستقبال الخارجية فأطردوني لأنهم يعلمون أن وجهي ليس وجه فنادق و نزل فوقع تغيير المكان من قصر الشرق إلى مقر الإتحاد حيث العرق و الروائح و الحمد لله كان احتفالا رائعا . و اكررها يا مؤسس لم أزر باريس في حياتي ولا أي دولة اوروبية ما زرت إلا القاعات الفخمة في 9 أفريل و برج الرومي و الناظور والمسعدين و الهوارب وحربوب و الفردوس والكاف والقصرين والمنستير و المهدية وهي كلها قصور لا نتمنى لأحد أن يزورها و لست أمنّ على أحد بما أصابني فأنا أعرف مسبقا النهج الذي سرت فيه وكنت متوقعا ما أصابني و أكثر بل إني استقل ما أصابني مقارنة بعظم الرسالة التي حملناها و إني أحتسب ذلك لله تعالى لا نريد جزاء ولا شكورا من أحد. و والله لولا احتياج المقال لذكر ذلك الإبتلاء ما ذكرته لخشيتي أن يحبط عملي كما قال أحد الصحابة عندما سئل عن غزوة ذات الرقاع.فسامحك الله في قولك " امّا الذي يريد الاجتماع في قاعة مكيّفة او في نزل او قاعة افراح فلعمري ‘ انّه تذوّق القاعات الفخمة التي توضع على ذمته و بعض القيادات في باريس او في لندن‘ وهو يخشى ان تسحب منه . و لذا فهو ياجّل المحاسبة و التقييم"و جازاك الله على تهديدك فقد جعلتني أرتعد خوفا و زاد من خوفي ما قالته لي زوجتي الفاضلة أم أنيس من أن كاتب هذا التهديد لا يعدو أن يكون إما جلادا أو من العائلة المالكة التي تطلق هذه التهديدات كلما تكلم فيهم أحد و إن لم يسمهم بالإسم و إني لسامع لنصحك لي فلن أرد عليك ثانية و لو بالتلميح و سوف أكتب أبيات الشافعي رضي الله عنه بماء الذهب أمام عيني حتى لا أضيع وقتي في ما لا ينفع و حتى لا أندم لأن قولتك ذكرتني بقولة مساجين الحق العام في السنوات الأولى للمحنة الأخيرة حيث يقول قائلهم إذا أردت نصحه أو التحكك عليه : إبعدني راني "قمة" حاشى القراء و حاشاك ايها المؤسس تبربشها تندم " معذرة على هذه الألفاظ التي لاتتماشى مع الذوق السليم و لكن على قول المؤسس للناس فيما يعشقون مذاهب و معذرة لعدم مواصلة الجزء الثاني من مقالتي فقد كنت أود أن أضع بعض النقاط على الحروف حتى ننصرف للفعل الذي ينتظر كل إنسان في موقعه و حتى لا نضيع أوقاتنا في السباب و المحاكمات و الإتهامات و لكن يبدو أني لم أحسن التعبير فأسأل القراء تقويم رأيي الذي عبرت عنه في المقال المنشور على النات يوم 3 سبتمبر 2007 ورأيي صواب يحتمل الخطأ و رأي غيري خطأ يحتمل الصواب فقط قولوا لي يرحمكم الله من الذي تحككت عليه حتى لا أحرق أصابعي" وبنصح المدعو ‘‘ ابو انس‘‘ ان يعلم على من يتحكّك‘ لانّه قد يحرق اصابعه و يندم يوم لا ينفع الندم." أخوكم أبو أنيس* *أنا لست ممن يريد الكتابة لتسجيل حضوره و إلا لسجلت اسمي مردفا بصفتي و عمري و لكن ما يهمني أن تبلغ الفكرة فنناقش الأفكار لا الأشخاص لأنه بالحق يُعرف الرجال وليس العكس.