قال سكان ومصادر مستشفى إن انفجار شاحنة ملغومة يقودها انتحاري دمر ثكنات لقوات خفر السواحل في الجزائر يوم السبت مما أسفر عن مقتل 22 شخصا في ثاني هجوم انتحاري من نوعه في الدولة العضو بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) خلال يومين. وقع الانفجار في ميناء دلس الذي يبعد 100 كيلومتر شرقي الجزائر العاصمة بعد اقل من 48 ساعة من مقتل 20 شخصا في تفجير انتحاري بمدينة باتنة في هجوم وصفته الحكومة بانه محاولة لتقويض الجهود الرامية لانهاء 15عاما من العنف السياسي. وقال ساكن يدعى سعيد حمداوي (28 عاما) "سمعت انفجارا قويا نحو الساعة الثامنة صباح يوم السبت واكتشفت أنه استهدف ميناء المدينة ثم سمعنا أصوات سيارات الاسعاف." ولم تعلن اي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم لكن ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي قال انه نفذ هجمات مماثلة من قبل. وكثفت دول شمال افريقيا جهود التنسيق الامني في الاونة الاخيرة للتصدي لجماعات مسلحة تسعى لاقامة حكم اسلامي في المنطقة. وأشار أيمن الظواهري المصري الجنسية والرجل الثاني في تنظيم القاعدة الى شمال افريقيا في شريط فيديو اذيع على شبكة الانترنت في يوليو تموز. وقال انه لا يوجد سبيل واحد للتغيير لكن القوة يجب ان تكون عنصرا في السعي من اجل التغيير سواء من خلال انقلاب عسكري أو انتفاضة شعبية أو عصيان مدني ضد الحكومات الفاسدة. وقال شهود ان انفجار دلس دمر الثكنات الخشبية والحق اضرارا بعدة منازل مجاورة كما حطم نوافذ الابنية في الشوارع المجاورة. وأغلق جنود مسلحون ببنادق الية المنطقة المحيطة بمكان الهجوم. وأدان رئيس الوزراء عبد العزيز بلخادم الانفجار وقال ان مثل هذه الهجمات تهدف الى تقويض جهود السلام في الجزائر وبذلك فانها تستهدف كل الجزائريين. كما أدانت فرنسا القوة الاستعمارية السابقة بالجزائر الهجوم. وقالت وزارة الخارجية ان فرنسا ارسلت "خالص التعازي لعائلات الضحايا والمقربين اليهم وللسطات الجزائرية والشعب الجزائري الذي دفعه هذا التعبير الجديد عن الارهاب الى الحداد." ونشب الصراع في الجزائر عام 1992 بعد أن الغت السلطات المدعومة من الجيش انتخابات برلمانية كان الاسلاميون على وشك الفوز بها. وخشيت السلطات من نشوب ثورة اسلامية. وتشير التقديرات الى أن ما يصل الى 200 ألف شخص قتلوا. وكان الانتحاري الذي نفذ الهجوم في مدينة باتنة فجر نفسه وسط حشد كان ينتظر مشاهدة وصول الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للمدينة الواقعة على بعد 430 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة الجزائر. وقال جزائريون ان هذا الانفجار كان الاول الذي يفجر فيه انتحاري قنبلة مثبتة حول جسده بدلا من استخدام سيارة ملغومة. وانحى بوتفليقة باللائمة في تفجير باتنة على متشددين اسلاميين وصفهم بالمجرمين الذين يحاولون تقويض سياسته الخاصة بالمصالحة الوطنية. وتهدف تلك السياسة الى انهاء 15 عاما من القتال بين الجيش وجماعات تحاول اقامة دولة اسلامية متشددة في البلاد. وتراجع العنف السياسي خلال السنوات القليلة الماضية لكن ما زال حوالي 500 من غلاة المتشددين المرتبطين بالقاعدة يواصلون القتال وخاصة في منطقة القبائل شرقي الجزائر العاصمة. وأعلنت الجماعة مسؤوليتها عن ثلاثة تفجيرات انتحارية وقعت في الجزائر العاصمة في 11 ابريل نيسان واسفرت عن مقتل 33 شخصا وايضا عن تفجير انتحاري بشاحنة ملغومة يوم 11 يوليو تموز والذي راح ضحيته ثمانية جنود. من الامين شيخي