انتقد نشطاء طلابيون بالجامعة التونسية ما وصفوه ب"منع السلطات لمئات الطالبات مرتديات الحجاب من المشاركة في الامتحانات الجامعية التي بدأت هذا الأسبوع بمختلف الكليات والجامعات، و"كذلك سحب البطاقاتّ الطلابية منهنّ" ، وهو ما اعتبروه "نيلا من الحرية الفردية ". وبرّرت إدارات الكليات التونسية قرار المنع هذا ب" الإستجابة لمنشورات صادرة عن سلطة الإشراف في الغرض" ( المقصود وزارة التعليم العالي التونسية )، و قال مصدر إعلامي تونسي: إن قرار منع الطالبات التونسيات المحجّبات هو "قرار قانوني" بما أنه جاء تنفيذا لمقتضيات القانون الذي "يمنع اللباس الطائفي" في تونس . لكن هذا التبرير لم يمنع الطالبات المحجّبات من الإحتجاج على القرار واصفاً إيّاه بأنّه "اعتداء على الحرية الشخصية وحقّ المعتقد الذي يكفله دستور البلاد ". وقالت الطالبة (س) أن "حراس الكلية التي تدرس بها بالمركّب الجامعي بالعاصمة منعوها بالقوة من دخول باب الكلية يوم الإمتحان قبل أن تنزع الحجاب الذي كانت ترتديه، "وتابعت قائلة: "امتنعت عن الإستجابة لهذا الطلب و فضلت الدخول متأخرة عن الإمتحان من باب خلفي للكلية بعيدا عن أنظار الحرّاس". فيما قالت طالبة محجّبة أخرى بكلية الآداب بشارع 9 أبريل بالعاصمة فضلت عدم الإفصاح عن إسمها إنها "تعرضت للإجبار بالكلية على توقيع إلتزام بخطّ اليد بعدم لباس الحجاب مستقبلا"، مضيفة أنّ "إدارة الكلية سحبت منها بطاقتها الطلابية عقابا لها على الحجاب" وأضافت أنّ "هذا كان أيضا مصير طالبات أخريات محجّبات بكليات أخرى" . وأقام عدد من الطلاب الذكور والإناث ببعض الكليات بالعاصمة التونسية على إثر إنتشار حركة منع الطالبات المجبات من تقديم إمتحانات آخر السنة في مختلف الكليات، تجمّعات عامة أمام عدد من الكليات وصفوها ب"تجمّعات تضامن مع الطالبات المحجّبات نصرة لحرية المعتقد". وقال أحد الذين قادوا هذه التجمعات وهو الطالب عبد الحميد الصغير إنّ قوات الأمن "سارعت إلى تفريق المتجمّعين بالقوة"، مضيفا أنه "تعرض شخصيا للضرب و الإعتقال ليومين" و أن"بحوزته شهادات طبية تثبت الإصابات البالغة التي تعرض لها في إطار الضغط عليه حتى يتخلّى عن نشاطه التضامني بالجامعة مع الطالبات المحجّبات" على حدّ قوله . وتمنع حكومة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إرتداء التونسيات للحجاب منذ سنوات، وكان وزير الشؤون الدينية التونسي أبوبكر الأخزوري قد برّر في تصريح شهير له في شهر يناير الماضي منع الحجاب في تونس بأنه "لباس طائفي قادم لتونس من الخارج و يرمز إلى شعارات سياسية "واصافا إياه ب"النشاز".