حضت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل أليو ماري البلدان المغاربية على تعزيز التعاون مع البلدان الأوروبية المطلة على الحوض الغربي للمتوسط في مكافحة الإرهاب، لكنها شددت على أن المكافحة لا يمكن أن تقتصر على الوسائل الأمنية والعسكرية وإنما ينبغي أن تشمل القضاء على الأسباب التي أدت الى ظهور التشدد وفي مقدمها الفقر. وأفادت رداً على سؤال ل «الحياة» أن وزراء دفاع مجموعة 5+5 (فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال ومالطا إلى جانب البلدان المغاربية) سيجتمعون أواخر العام في باريس ويسبق لقاءهم اجتماعٌ لقادة الجيوش في أيلول (سبتمبر) المقبل. وأعلنت أليو ماري التي كانت تتحدث في مؤتمر صحافي عقدته أمس في تونس في ختام زيارة رسمية استمرت يوماً واحداً، إنشاء مركز للدراسات الاستراتيجية سيكون مجاله المنطقة الأورو - متوسطية ومقره في تونس، وأوضحت أن تمويله سيكون جماعياً. واعتبرت أن «لا حدود للإرهاب، ما يفرض تعاون الجميع لمكافحته. لكن الوقاية تحتل موقعاً أساسياً في هذا المجال وعليه لا بد من تطوير التبادل الاستخباراتي وبخاصة لمراقبة السواحل». وأجرت أليو ماري محادثات منفصلة مع كل من الرئيس زين العابدين بن علي ووزير دفاعه كمال مرجان قالت إنها تناولت تعزيز التعاون العسكري في مجال التدريب والتجهيزات والمعدات وتبادل الزيارات بين ضباط الجيشين وكذلك في المجال الاستخباراتي. وأضافت أن البلدين متفقان على إجراء مناورات عسكرية مشتركة سنوياً لمكافحة التهريب والإرهاب والهجرة غير الشرعية إضافة الى عمليات التدخل لدى حصول كوارث. ورداً على سؤال لم تر أليو ماري تعارضاً بين الشراكة التي أقامتها سبعة بلدان متوسطية مع الحلف الأطلسي والتي تطورت أخيراً إلى مناورات عسكرية دورية بين قوات من الجانبين، وتطوير التعاون العسكري مع فرنسا، معتبرة أن هناك «تكاملاً بين المسارين». وأبدت ارتياح فرنسا لوصول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وألمانيا الى موقف موحد من الأزمة النووية مع إيران، لكنها استبعدت استخدام القوة مع طهران مؤكدة أن «إيران تشكل دولة كبرى لها ثقافة عريقة ومستوى تكنولوجي متطور ومن الطبيعي أن تسعى الى استخدام الطاقة النووية استعداداً لنضوب الطاقة التقليدية». إلا أنها شددت على أن تصنيع السلاح النووي يشكل مصدر خطر على المنطقة بأسرها. وسئلت عن خطط فرنسا في دارفور، فأوضحت أن الدور الأوروبي يقتصر على دعم الاتحاد الأفريقي بجميع الوسائل بما فيها العسكرية وخاصة إرسال ضباط. لكنها شددت على رفض «الحلول محل القوة الأفريقية». وقالت: «لم يعد مطروحاً اليوم أن تكون القوات الأوروبية والغربية عموماً حاضرة في المسارح الدولية ونحن نسعى الى جعل أفريقيا نموذجاً لما ينبغي أن يكون عليه الوضع في مناطق العالم الأخرى».