تضم منظمات وجمعيات: نحو تأسيس 'جبهة للدفاع عن الديمقراطية' في تونس    ليبيا: الداخلية بحكومة حماد تنفي مقتل النائب إبراهيم الدرسي    لم يُشهد لها مثيل منذ قرن: غرب ألمانيا يغرق في الفيضانات    أبطال إفريقيا: تشكيلة الأهلي المصري في مواجهة الترجي الرياضي    كأس تونس: النجم الساحلي يفقد خدمات 4 لاعبين في مواجهة الأهلي الصفاقسي    الجيش المصري يدفع بتعزيزات جديدة نحو الحدود مع قطاع غزة    عاجل/ القسّام: أجهزنا على 15 جنديا تحصّنوا في منزل برفح    ''غرفة المخابز: '' المخابز مهددة بالإفلاس و صارت عاجزة عن الإيفاء بإلتزاماتها    الكاف: إيقاف معتمد الدهماني ورئيس فرع بنك    القنوات الناقلة لمباراة الترجي التونسي والأهلي المصري    بطولة الجزائر- الجولة ال26: مولودية الجزائر تتوّج باللّقب الثامن    قفصة: 241 حاجا وحاجة ينطلقون من مطار قفصة القصر الدولي يوم 28 ماي    مدنين: القبض على شخص استولى على 40 ألف دينار من أجنبي    والدان يرميان أبنائهما في الشارع!!    طقس اليوم: أمطار و الحرارة تصل إلى 41 درجة    ضمّت 7 تونسيين: قائمة ال101 الأكثر تأثيرا في السينما العربية في 2023    قانون الشيك دون رصيد: رئيس الدولة يتّخذ قرارا هاما    إنقاذ طفل من والدته بعد ان كانت تعتزم تخديره لاستخراج أعضاءه وبيعها!!    جرجيس: العثور على سلاح "كلاشنيكوف" وذخيرة بغابة زياتين    5 أعشاب تعمل على تنشيط الدورة الدموية وتجنّب تجلّط الدم    منوبة: إصدار بطاقتي إيداع في حق صاحب مجزرة ومساعده من أجل مخالفة التراتيب الصحية    كاس تونس لكرة القدم - نتائج الدفعة الاولى لمباريات الدور ثمن النهائي    مدرب الاهلي المصري: الترجي تطور كثيرا وننتظر مباراة مثيرة في ظل تقارب مستوى الفريقين    قابس: تراجع عدد الأضاحي خلال هذه السنة مقارنة بالسنة الفارطة (المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية)    إرتفاع قيمة صادرات المواد الفلاحية البيولوجية ب 24،5 بالمائة    بن عروس: اندلاع حريق بمستودع قديم وغير مستغل    وزير التشغيل والتكوين المهني يؤكد أن الشركات الأهلية تجربة رائدة وأنموذج لاقتصاد جديد في تونس    تفكيك شبكة لترويج الأقراص المخدرة وحجز 900 قرص مخدر    القيروان :الاحتفاظ ب 8 اشخاص من دول افريقيا جنوب الصحراء دون وثائق ثبوتية يعملون بشركة فلاحية    رئيسة مكتب مجلس أوروبا بتونس تقدّم خلال لقاء مع بودربالة مقترح تعاون مع البرلمان في مجال مكافحة الفساد    الكاف: انطلاق فعاليات الدورة 34 لمهرجان ميو السنوي    مدير معهد الإحصاء: كلفة انجاز التّعداد العامّ للسّكان والسّكنى لسنة 2024 تناهز 89 مليون دينار    وزير الصحة يؤكد على ضرورة تشجيع اللجوء الى الادوية الجنيسة لتمكين المرضى من النفاذ الى الادوية المبتكرة    نحو 20 بالمائة من المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم يمكنهم العلاج دون الحاجة الى أدوية    تضمّنت 7 تونسيين: قائمة ال101 الأكثر تأثيرًا في صناعة السينما العربية    أولا وأخيرا ..«سقف وقاعة»    القدرة الشرائية للمواكن محور لقاء وزير الداخلية برئيس منظمة الدفاع عن المستهلك    دقاش: افتتاح فعاليات مهرجان تريتونيس الدولي الدورة 6    وزير الفلاحة: المحتكرون وراء غلاء أسعار أضاحي العيد    معلم تاريخي يتحول إلى وكر للمنحرفين ما القصة ؟    غدا..دخول المتاحف سيكون مجانا..    570 مليون دينار لدعم الميزانيّة..البنوك تعوّض الخروج على السوق الماليّة للاقتراض    حادث مرور قاتل ببنزرت..وهذه حصيلة الضحايا..    اليوم.. حفل زياد غرسة بالمسرح البلدي    مباراة الكرة الطائرة بين الترجي و الافريقي : متى و أين و بكم أسعار التذاكر؟    النائب طارق مهدي يكشف: الأفارقة جنوب الصحراء احتلوا الشريط الساحلي بين العامرة وجبنيانة    روعة التليلي تحصد الذهبية في بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    خطبة الجمعة...الميراث في الإسلام    فرنسا: الشرطة تقتل مسلحا حاول إضرام النار بكنيس يهودي    بطاقة إيداع بالسجن في حق مسؤولة بجمعية تُعنى بمهاجري دول جنوب الصحراء    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يدعم انتاج الطاقة الشمسية في تونس    التحدي القاتل.. رقاقة بطاطا حارة تقتل مراهقاً أميركياً    منها الشيا والبطيخ.. 5 بذور للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    التوقعات الجوية لهذا اليوم…    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مؤتمر دولي ضد الاسلامفوبيا باسطنبول

انعقد في اسطمبول من 7 إلى 9 ديسمبر مؤتمر دولي ضد الاسلامفوبيا دعي إليه الدكتور المرزوقي :
وبهذه المناسبة قام بجملة من الاتصالات السياسية والثقافية للتعريف بالقضية التونسية عموما وبقضية القلم الحر سليم بوخذير . وقد استضافت قناتان تلفيزيونيتان الدكتور المرزوقي كما استقبل في اتحاد الكتاب الأتراك وفي المركز التركي لمنظمة Pen الدولية ووقع تناول قضية سليم بوخذير .
كما تمت على هامش المؤتمر لقاءات ثنائية عديدة مع ممثلي جمعيات مدنية من العالم لتحسيسها بالوضع الذي تعيشة تونس مرفقا الورقة المقدمة للمؤتمر :
"الإسلاموفوبيا" : المفهوم وأبعاده المخفية .
"الاسلاموفوبيا" مصطلح مكوّن من كلمتين:
1-الاسلام دين الأركان الخمسة الذي يدين به أكثر من مليار إنسان والذي نعرفه جيدا بما أنه ديننا .
2- فوبيا ومعناها أقل بداهة على الأقلّ بالنسبة لغير المختصين في المجال الصحي. فهذه كلمة لا تنتمي لأي لغة من كبرى لغات الشعوب المسلمة، حيث هي إغريقية الأصل ،و تستخدم عادة في ميداني التحليل النفسي وطب الأمراض العقلية .
وحيث يتصادف أنني طبيب ،وأنني أمام مفهوم مأخوذ من الطب ، فلتسمحوا لي بتشخيصه بعقلية الطبيب. هذا لا يعني أنها المنهجية الوحيدة لمعالجة المفهوم ، أو أنني أنكر على الآخرين حقهم في تناوله بعقلية الداعية ، أو خبير وعلم الاجتماع.
وكما تعلمون، قد يتسبب التشخيص أحيانا في بعض الوجع للمريض، لكنه وجع غير مقصود وهو ثمن العلاج، ومن ثمة يغفر للطبيب . أملي إذن أن تتعاملوا معي بكثير من التسامح لما يمكن أن تحدثه بعض الأفكار التي سأدافع عنها الآن من وجع عند البعض منكم لا يغفره لي إلا حسن النوايا.
إذن الفوبيا كما أشرت لذلك مصطلح طبي ويعني بالضبط في لغة الأمراض النفسية "حالة من الخوف المبالغ فيه وغيرالمنطقي أمام ظاهرة ما، تعتري شخصا معين،ا نتيجة خلل في شخصيته ، قد تؤدي إلى نوبات من الفزع الشديد ، واعتماد سلوكيات مرضية مثل الهروب أو العدوان ".
إن أشهر هذه الحالات في الطب العقلي مرض الأقورافوبياAgoraphobie وهو الخوف من الساحات العمومية ومن الاكتظاظ البشري وينتهي بالمرء إن لم يعالج إلى رفض مغادرة بيته و الانكفاء على نفسه ووضع حد للحياة الاجتماعية .
إذا قبلنا أننا لا نتحكّم في المصطلحات وأن علينا استعمالها بالمعنى الذي يقرّ به القاموس، فيجب البحث عن ظاهرة " خوف شديد وغير منطقي و نوبات فزع من الإسلام والسعي لتفادي المسلمين او الاعتداء عليهم بسبب ديانتهم هذه" .
كذلك لا بدّ من تقدير حجم الظاهرة .هل هي في حدود انتشار الأقورافوبيا المقدر ب2 إلى 4 في المائة من السكان في البلدان الغربية و أم هل هي أكثر انتشارا.
وإذا أردنا أن نذهب إلى ما أبعد فيمكننا دراسة تأثير المرض على ارتفاع مؤشر المواتة بعدّ المسلمين الذين يموتون سنويا نتيجة انتشار "الاسلاموفوبيا" في هذه البلدان مثلا.
المشكلة أن الالتزام بهذا المعنى العلمي الدقيق سيقودنا لاكتشاف غير مسرّ وهو أن حالة الرعب والفزع والقتل موجودة أساسا اليوم في بلد هو العراق حيث تنقسم "الاسلامفوبيا" إلى " الشيعة فوبيا "عند السنة و"السنة فوبيا" عند الشيعة .
نفس الشيء بخصوص موت ال 150 مسلم إبان أزمة الرسوم المسيئة للرسول الكريم ، حيث أنهم لم يقتلوا بالرصاص الدانماركي وإنما في ديار الاسلام من قبل مسلمين آخرين.
ولو درسنا مؤشرا هاما كالتعذيب بما هو تصرف مرضي ينتج عن الخوف والكره الأقصى للآخر ،
لاكتشفنا أن الظاهرة تكاد لا توجد على سطح هذا الكوكب إلا في ديار الإسلام يمارسها مسلمون على مسلمين .
وإذا كان ما نعنيه ب"الاسلاموفوبيا " هو التصدي للمسلمين في عاداتهم مثل ارتداء الحجاب،فإننا سنكتشف أن البلد الأكثر تشددا في معاداة هذا الحق الشرعي والمضمون من قبل الاعلان العالمي لحقوق الإنسان هو... تونس. ففي هذا البلد يحارب نظامها بشراسة منقطعة النظير هذا التقليد الاسلامي، وذلك عبر المنشور 108 الذي صدر سنة 1989 وطبّق بصرامة منذ ذلك الحين إلى حد اقتلاع الحجاب من عابرات السبيل ناهيك عن غلق باب العمل والدراسة في وجه المحجبات.
أذكر شخصيا عندما كنت أقف بأبواب السجون لأحمل لأخ مسجون بتهمة سياسية مختلقة كيف كان الحراس يتعسفون على نساء المساجين الإسلاميين وكيف كانوا يقتلعون حجابهن بكل غلظة ويمنعن كل محجبة من الزيارة.
حتى فرنسا التي نقلت هذا التشريع عن تونس لم تتجاسر على شيء كهذا.
لقائل أن يقول أن هناك مغالاة في محاولة قياس مفهومنا على سجل أمرض نفسية وعقلية . فالمقصود به ضمنيا تفاقم مشاعر العداء للإسلام والتعدي على مقدساته والريبة في المسلمين والتضييق عليهم في مناطق معينة من العالم.
إنني آخر من يشكك في وجود الظاهرة التي نشير إليها تحت اسم "الإسلامفوبيا" لكني مضطر كطبيب للتأكيد على أننا نستعمل كلمة في غير محلها .
ربما كان من الأصح استعمال كلمة التحامل على الإسلام في العربية، أوIslamo prejudice في الانجليزية أو في اللغة الفرنسية Islamo préjugés .
لكن مآخذنا على المفهوم لا تتعلق فقط بخطأه الشكلي ،وإنما بفراغه من ناحية المضمون حتى في شكله "الملطّف" .
فمن نافلة القول أننا أمام مفهوم ليس الوصف الموضوعي هدفه الأول ، وإنما التعبير عن موقف شجب وإدانة واستنكار لما نعتبره عداءا وجهلا بالإسلام، وعلى وجه التدقيق عداءا يغذيه الجهل وجهلا يغذيه العداء.
لنبدأ بمأخذ العداء. السؤال وما الجديد في الأمر؟
لنذكّر هنا أن مفهوم "الإسلامفوبيا" استعمل لأول مرة سنة 1921 في كتاب L'orient vu de l'occident (الشرق من منظور الغرب) للكاتبين Etienne Dinet وسليمان بن براهيم ...مما يثبت أن الظاهرة كانت موجودا – على الأٌقل في 1921، وعلى الأرجح قبل ذلك بكثير.
ما يجهله الكثير من المسلمين أن واجهات الكاتدرائيات العملاقة التي بنيت في الغرب في العصور الوسطى مرصعة بتماثيل جلها مخصص للدعاية الكنسية ولكنها تحفل ، كما أثبت ذلك علماء الآثار الغربيون، بتماثيل هي رسائل ذم في الإسلام منها تمثال شبه قار لشيطان يصور في أفظع الصور واسمه في إشارة واضحة للرسول الكريم Baphomet . فهل سنطالب بهدم الكاتدرئيات الأوروبية ؟
إن ما نعايش اليوم نقطة في مسار تاريخي شهد عداءا متبادلا بين الإسلام والمسيحية وصل ذروته في الحروب الصليبية، وانخفظ إلى نقطة الصفر في التعايش السلمي في الأندلس وصقلية، وعاد مجددا في الحروب الاستعمارية ، ثم انخفض طوال الحرب الباردة ليعود اليوم بقوة ، لكنه يستطيع أن يعود لما كان عليه يوما في قرطبة والأستانة.
لنتفحص الآن مأخذ الجهل بالإسلام ولنعمل بقول الرسول الكريم "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا" .
بالطبع لا يستطيع عاقل حتى غير مسلم ، فما بالك إن كان مسلما، أن يقبل بما أقدمت عليه جريدة Jyllands- Posten . الدانماركية من محاولة النيل من نبينا وهي جريدة لم يسمع بها أحد قبل أكتوبر 2005 لأنها مغمورة حتى في بلدها الصغير وكان من الأحسن للجميع أن تبقى كذلك إلى الأبد.
لكن موضوعنا ليس الرسوم الكريهة وإنما محاسبة النفس على ما أظهرته الأزمة من جهل فاضح .
ثمة أولا مطالبة رئيس وزراء الدانمارك بالاعتذار ومعاقبة الجريدة ،والمسكين ضحية صحافة حرة تسلخ جلده يوميا ولا سلطة له عليها . هذا الطلب لم يأتي من جماهير جاهلة ولكن من نخب دينية يفترض فيها أنها تعرف أن النظام السياسي في الغرب ليس نظامنا في البلدان العربية حيث يمكن للرئيس المزمن أن يقول للأشياء كن فتكون ، أو أن كل ما يصدر في الجرائد هو بإيعاز منه ووفق خطة مسبقة ودلالة على نوايا أصحاب الأمر.
ثمة أيضا القضية التي قدمت في فرنسا بجريدة Charlie Hebdo (التي أعادت نشر الرسوم في فبراير 2006) من قبل منظمات إسلامية. إن من يقرأ هذه الجريدة الهزلية والناقدة يعرف أنها منذ الستينات أكبر عدو للدين بصفة عامة وللديانة المسيحية بصفة خاصة . فقد نشرت في السبعينات إنجيلا أعادت كتابته بصفة ساخرة أذكر أن قراءته تسببت لي ، أنا المسلم ، في صدمة كبيرة إذ كيف يسمح بالحديث عن الأنبياء بأسلوب يصل حدودا غير معقولة من البذاءة . وكثيرا ما تقدمت مؤسسات دينية مسيحية بشكاوى ضد الجريدة دون جدوى وواجهت نفس الحكم بعدم الإدانة الذي واجهته المنظمات الإسلامية في قضية الرسوم .السبب ليس فقط استقلالية القضاء الفرنسي وتعلقه بمبدأ أساسي في الديمقراطيات الغربية هو حق الرأي ، ولكن أيضا حساسية كبرى قديمة في المجتمع الفرنسي ضد الدين وتحديدا ضد الكاثوليكية نظرا لوقوفها ضد الثورة الفرنسية وضلوعها في محاربتها .
كل هذا الخلط نتيجة جهلنا بأننا نتعامل مع مجتمعات لها خلفيات تاريخية أخرى وسلم للقيم غير سلمنا ثم نشتكي من جهلهم بنا.
يبقى أن الجهل بلغ ذروته عندما وقع الخلط بين جريدة مغمورة وأقلية عنصرية تحرض على كل الأجانب وليس فقط المسلمين في الدانمارك وبين دولة وشعب افاقا مذهولين على مظاهرات صاخبة تنادي بالموت لكليهما .لا أحد لاحظ أنه خلط شبيه بخروج الأمريكيين عشية 11سبتمبر لحرق سفارات البلدان العربية والإسلامية والمطالبة بتدمير بلدانهم أو خروج الإسبان والإنجليز في نفس المظاهرات جراء تعرضهم لاعتداءات من قبل أقليات لا تمثل إلا نفسها .
كل هذا لأن وسائل التعليم والإعلام لا تعلم أطفالنا وشعوبنا باكرا التفريق بخصوص الغرب مثلا بين الأنظمة الغربية والقيم الغربية والمجتمع المدني الغربي، وداخل هذا الأخير بين اقليات عنصرية مناوئة للعرب والمسلمين وبين أكثرية من الجمعيات التي تساند كل نضالاتهم المشروعة. وبالطبع ما يصدق على الغرب يصدق على كل الأمم التي نتعامل معها.
نحن نشتكي من ازدواجية المعايير ونمارسها .
وفي الواقع فإن أزمة الرسوم كانت أكبر دلالة على تساوينا مع الغربيين في الجهل . هم يجهلون خطوطنا الحمر ونحن نجهل خطوطهم الحمر، ووجد العقلاء من الجانبين أنفسهم وسط جهل يواجه جهلا وعداء موروثا أوقظ من سباته القديم عداءا قديما لا يطلب شيئا غير العودة للسطح.
المشكل أيضا أنه هذه الأزمة لم تكن التعبير عن عمق إيماننا بقدر ما كانت العبير عن عمق حساسيتنا وعن عمق هشاشتنا . فهل من المعقول أن تهتز قلعة لأن ذبابة قذرة حطت عليها أو أن نستعمل المدافع الثقيلة ضد مثل هذا الذباب.
*
وفي آخر المطاف فإن جولتنا حول وداخل المفهوم تظهر خواءه أي قلة نجاعته في الوصف الصحيح والتقييم السليم.
لكننا مواجهون دوما بالمفارقة التي أشرنا إليها وهي أن خواءه هذا لا يعني أن الظاهرة التي حاول الإشارة إليها محض خيال. من أين لنا أن ننكر أن الإسلام يواجه في أماكن مختلفة من العالم تفاقم ظاهرة – أيا كانت التسمية التي قد نتفق عليها في هذا المؤتمر- نواتها عداء يغذيه الجهل وجهل يغذيه العداء.
السؤال ما جوهر المسمى الذي لم يفلح الاسم في تسميته ولا حتى في تقييمه بصفة مقنعة ؟
هنا سأترك أدوات التحليل الطبية جانبا حيث لا تمكّن المقاربة الطبية من المضي أبعد مما وصلنا إليه، للالتجاء إلى القراء السياسية معتمدا على فكرتين أساسيتين. الأولى للمفكر الفرنسي الماركسي لويس ألتوسر القائلة بأن المعارك النظرية حول أي فكرة أو مفهوم هي معارك سياسية في النظرية...
والثانية للمفكر المغربي محمد عابد الجابريوتنص على أن المفاهيم الكبرى دوما مفوضة أي مستعملة في صراع سياسي بين أطراف محددة . جوهر المفهوم إذن ليس حقيقته الأكاديمية في مطلق هلامي غير موجود إلا عند الخادعين والمخدوعين، وإنما وظيفته السياسية. بعبارة أخرى قل لي من يوظف "الإسلاموفوبيا" لأي مصالح و ضد مصالح من، أقول لك ما هي "الاسلاموفوبيا".
لنعد إلى مفهوم الفوبيا كما يستعمل في الطب .
ما حاولنا إبرازه هو عدم وجود شيء كهذا عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع دين معرّف بأركانه الخمسة ، لكن لو طبقنا التعريف لا على الإسلام وإنما على الإسلام السياسي المسلح لاستقام .
من الطبيعي أن تثير أعمال كأحداث نيوروك ولندن ومدريد وبسلان مشاعر الخوف والفزع والكره . لكن السؤال الحقيقي هو لماذا لم تقدم هذه الجرائم للشعوب المتضررة كأعمال مجموعات غير ممثلة وإنما استعملت لتشويه سمعة دين عظي ومليارا من معتنقيه.
والسؤال داخل السؤال هو من سعى ولا يزال لتفويض هذه الجرائم لشر أبشع الصور عن الإسلام والمسلمين، في البلدان الغربية مثلا ؟
بديهي أنها جماعات يمينية متطرفة سياسيا تكره الأجانب عموما والمسلمين تحديدا منذ القدم ، ككره العرب في فرنسا أو كره الأتراك في ألمانيا ، وهذا أساسا لأسباب داخلية محض تتعلق بالضغط على سوق الشغل والخوف على الهوية الوطنية ، ناهيك عن ثقل الماضي.
وهي توظف هذه الأحداث لتوسيع نفوذها والوصول تدريجيا للسلطة.
معنى هذا أننا لو استعملنا مصطلح طويل سبيا وثقيل مثل "الأصولية الإسلامية المسلحة فوبيا" أو بالانجليزية Islamism -phobia وليس Islam-phobia لما جانبنا الصواب كثيرا .
كل العملية مبنية إذن على الخلط بين Islamism و Islam لتتوسع دئرة الخوف والكره من أقلية نشطة وغير ممثلة للإسلام إلى أغلبية ممثلة لا حول لها ولا قوة ، لكنها هي " الجاثمة على صدور" العنصريين في في بلدان مثل هولندا وسويسرا والدنمارك وبلجيكا وفرنسا والنمسا وألمانيا أو الولايات المتحدة . "قد تكون الاسلاموفوبيا" في هذه البلدان إنذار خطرلسكان البلاد لأن الظاهرة تدل على تغلغل القوى المعادية للديمقراطية والسلم في هذه المجتمعات وتلبد السحب في سماءها هي .
فقد تكون هذه الجماعات التي تغتنم الفرصة المقدمة لها على طبق من ذهب لتبث سمومها في الحملات الانتخابية أعقد بكثير من مجموعة من الشبان الطائشين حليقي الرؤوس وأنها الجزء الظاهرمن جبل الجليد ، لكن الأخطار الداخلية المحدقة بالديمقراطيات الغربية ليست موضوعنا.
ماذا الآن عن الطرف الثاني في المعادلة ؟ من له أيضا مصلحة في الخلط بين تيار إسلامي معين والإسلام ككلّ واعتبار من يهاجم الأول يهاجم الثاني ؟
هنا علينا التذكير بأن التيار الإسلامي طيف ممتد كما نعرف من طالبان إلى أوردوغان.
نحن لا نسنطيع اتهام وسطه المعتدل القابل باللعبة السلمية بأنه وراء عمليات نيويوك أو بسلان وأنه يريد ترويع المدنيين . كذلك لا نستطيع أن نتهم الإسلام المسلح المقاوم على أرض وطنه جنودا محتلين أو مهاجمين، فهو يمارس حق الدفاع عن النفس وهو حق شرعي لا يجادل فيه اثنان.
كل المشكلة في الجزء الأصولي المسلح الذي يهاجم المدنيين داخل البلدان الإسلامية أو خارجها.
وهؤلاء هم بالطبع الذين لهم مصلحة في متابعة الخلط بين واقعين جد مختلفين وإيهام أنفسهم وغيرهم أن الاعتداء عليهم أو مقاومتهم هو اعتداء على الإسلام . وهم أيضا كنظرائهم على الضفة الأخرى خبيرون في استعمال هفوات العدو وتضخيمها لتوسيع رقعة نفوذهم . من هذا المنظار لا نستطيع إلا أن نسخر من الأنظمة الاستبدادية التي سارعت للمزايدة في قضية الرسوم المسيئة للرسول الكريم تظن أنها تخدم مصلحتها وهي تنزلق في أجندة من تحاربهم حربا لا هوادة فيها.
*
وفي آخر المطاف يتضح أن "الاسلامفوبيا" مفهوم فارغ ومضلّل لأن مهمته التغطية على صراع بين طرفين متشددين يريدان ، كل لأسباب داخلية محض، إذكاءه الخلافات بين شعوب لا مصلحة لها في هذا الصراع.
الاستنتاج من هذا أننا لسنا هنا في ندوة فكرية أكاديمية ستعكف على وصف ظاهرة لا جدال فيها وتحليل أبعادها المفترضة ( لماذا يكرهون وكيف يعبرون عن ذلك ؟) ثم تنتهي بإدانتها في بيان رنان .
كلا ، نحن هنا، شئنا أم أبينا ،على ساحة معركة متعددة الأبعاد والواقع ونحن طرف فيها ، إما كبيادق وإما كفاعلين واعين وأحرار.
وإن أردنا ألا نكون بيادق لأي طرف فلا خيار لنا غير القول أننا لا نقبل المفهوم كما لو كان بديهيا وأننا سنفككه إلى مكوناته وقد نلغيه أو نبدله بمصطلح أدق. وفي كل الحالات فإننا تجاه انتشار الصورة السيئة عن الإسلام خارج دياره :
1- لا نقلل من الظاهرة ولا نهوّل منها و نضعها في سياقها ي وداخل الإطار العام من صراعات البشر ايا كان العرق والدين واللغة و نتحمل نصيبنا من المسؤولية دون جلد الذات، ونحمّل الآخر نصيبه من المسؤولية دون بارنويا وعقدة المؤامرات.
2-أننا لن نقبل أن يعتدى على مقدساتنا ، أو أن يعامل مواطنو بلداننا بأي كيفية تخل بكرامتهم ولا أن ترتهنهم مجموعات عنصرية أو تستعملهم كبعبع للوصول إلى السلطة حسب تقنيات قديمة قدم السياسة بتسليط مسؤولية المصاعب على الغرباء.
3-أننا لن نقبل بأن ترتهن مجموعات مسلحة عنيفة الإسلام لتشيع الذعر والخوف بين شعوب مسلمة أو غير مسلمة لا يجب الخلط بينها وبين حكومات هي في تناقض دائم معها. وأننا ندين بنفس الشدة عنصريينا ومتشددينا وعنصرييهم ومتشددوهم . ونحن إن ندين العنف الموجه ضد المدنيين داخل وخارج حدودنا فليس ليعجب بسماحتنا أحد أو أن نقول للغرب أو للروس أو أي شعب آخر أنظروا كم نحن متسامحون وأي دين عظيم ندين به، ولكن لكي نكون جديرين بهذا الدين ولكي نتوافق مع أوامره ونواهيه وذلك تحت راية الآيتين الكريمتين " ولا تزر وازرة وزر أخرى " و " من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكمن أحيا الناس جميعا"
4-أننا واعون بأن الخلل الأصلي هو في بلداننا التي ولّد فيها لاستبداد بأعراضه المعروفة من فساد وظلم عنف الجماعات المسلحة, وأننا نعتبر هذه الجماعات ردود مغلوطة على إشكاليات حقيقية ، لأنها تقودنا إما لتأبيد الاستبداد الحالي أوفي حال نجاحها لتشبيب الاستبداد في شكل ديني .
*
إن المشكلة الكبرى التي يعاني منها المسلمون اليوم ليست "الاسلامفوبيا" وإنما تأرجح أغلب شعوبنا بين الاستبداد (بكل أقنعته الأيدولوجية) والفوضى... ولنا في العراق أبشع مثال.
الحل الجذري لمآسي الإسلام ليس في اتخاذ وضعية الضحية ووضع مسؤولية إخفاقنا على الآخرين فهذا أمر لا يليق بحضارة عظيمة كحضارتنا، وإنما في محاسبة أنفسنا قبل محاسبة الآخرين وفي سعينا الدائم لاستتباب نظام سياسي يوقف الرقاص المجنون المنطلق من الفوضى إلى الاستبداد ومن الاستبداد إلى الفوضى، ليستقر في موضع وسط هو إجباريا تلاقي قيم الإسلام وتقنيات الديمقراطية.
أخيرا أسمحوا لي بأن أختم مداخلتي بتذكيركم أين نجتمع اليوم .
نحن هنا في مدينة عريقة كانت تدعى قبل الفتح الإسلامي بيزنطة. وهذه المدينة العظيمة اشتهرت بكثير من الأشياء، لكن الغريب في الأمر أنها أصبحت في كل اللغات مضرب المثل للنقاشات العقيمة والسريالية كل ذلك لأن سكانها ،كما يشاع صدقا أو كذبا، كانوا يتناقشون ويتخاصمون لتحديد جنس الملائكة ومدينتهم على وشك السقوط .
لكننا أيضا في مدينة حديثة اسمها اسطمبول انطلقت منها منذ عقد تجربة رائدة رأينا فيها أشخاص متجذرين في عقيدتهم الإسلامية يتوجهون للطرف المختلف الذي من بلدهم، ليقولوا له جربت القوالب الايدولوجية الجاهزة ومنها القالب الإسلامي فلم تنجح في أي مكان ، تعالوا نعمل معا ،أيا كانت مرجعيتنا الفكرية لنبحث عن حلول عملية للفساد والفقر والظلم، فالنوايا الطيبة ليست حكرا على إيدولوجيا معينة والصعاب الموضوعية هي نفسها أيا كان من يملك السلطة . ثم توجهوا للطرف المخالف الذي هو خارج بلدهم ليقولوا له تعالوا نبني معا فضاء مشتركا تتعايش فيه حضاراتان عظيمتان لنتجاوز الإرث القديم ونبني تجمعا أضخم من كل التجمعات المبنية على الدين الواحد والعرق الواحد ويكون بشيرا بما يمكن أن تكون عليه التجمعات البشرية في المستقبل .
ما أتمناه لمؤتمرنا أن يكون مطبوعا لا بروح بيزنطة ،وإنما بروح اسمطبول.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
مادة متعلقة- تعريف بمدينة اسطنبول التركية :
بالأصل تم إنشاؤها من قبل اليونانيين وسميت ( بيزنطيوم ). بعد تحالفها ضد الامبراطور سيبتيموس سيفيروس تمت محاصرة المدينة وتدميرها بشكل كبير عام 196 م. ولكن سرعان ما تم إعادة بناء المدينة واستعادت حيوتها السابقة . موقعها الجغرافي الاستراتيجي لطالما جذب قسطنطين الكبير وفي عام 324 بعد الميلاد قام بإعادة تسميتها إلى روما الجديدة وذلك بعد حلم نبوي (بالنسبة له) دعاه إلى تعريف موقع المدينة وجعلها العاصمة الشرقية للإمبراطورية الرومانية عام 324 بعد الميلاد وأعاد تسميتها إلى روما الجديدة (نوفا روم ) ولكن هذا الاسم فشل بالحصول على الشعبية وسرعان ما أصبحت المدينة تسمى مدينة قسطنطين (Constantinople) أو بالعربية (القسطنيطينية) . بسقوط الامبراطورية الرومانية الغربية أصبحت القسطنطينية (إسطنبول) قلب وعاصمة ما سمي تاريخيا بالامبراطورية البيزنطية وشيدت فيها أكبر الكنائس في العالم آنذاك كاتدرائية آيا صوفيا (Hagia Sophia).
إن موقعها الاستراتيجي كنقطة عبور بين قارتين جعلها تلعب دورا هاما في العديد من المجالات السياسية والثقافية والتجارية بين أسيا وأوروبا وشمال افريقيا وخاصة بين المتوسط والبحر الأسود. ولطالما بقيت المركز الرئيسي للإمبراطورية الأرثوذكسية البيزنطية وأكبر مدينة أوروبية حتى تم الاستيلاء عليها من خلال الحملة الصليبية الرابعة 1204 ولكنها فشلت في الابقاء تحت قبضتها فأعاد احتلالها مايكل الثامن بقوات نيكايين في 1261 م.
حاصر المسلمون العثمانيون مدينة القسطنطينية حوالي 7 أسابيع في نيسان/أبريل 1453 بقيادة السلطان الشاب محمد الثاني ذو 21 ربيعا، الذي عرف لاحقا تحت اسم محمد الفاتح، إلى أن تمكنوا من إحتلالها في 27 مايو 1453 وتغيير اسمها إلى "إسطنبول" وجعلها عاصمة للإمبراطورية العثمانية. ينحدر اسم المدينة الحالي من بلدة "ستامبول"، التي كانت تشكل مركز إسطنبول يوما ما. ستامبول هو مصطلح منحدر من اليونانية ومعناه "إلى المدينة" (is tin polin). قام العثمانيون بتحويل معظم كنائس المدينة إلى مساجد، أهمها كانت كاتدرائية آيا صوفيا. استلهم العثمانييون من الكنائس البيزنطية طريقة بناء خاصة ومميزة لجوامعهم وأضافوا عليها المنارات وزينوها من الداخل بالزخارف الاسلامية. تم بناء العديد من الجوامع حول المدينة و كان كل سلطان يحاول التفنن بهذه الجوامع كإحياء لعهده ومن بين أهم المساجد في المدينة المسجد الكبير في اسطنبول جامع بايزيد وجامع السلطان أحمد وجامع الفاتح وجامع سليم. أمهات وزوجات السلاطين كان لهم دور كبير في بناء العديد من الجوامع في المدينة.
بعد قيام الجمهورية التركية في عام 1923 نقل مكان العاصمة إلى أنقرة وضعف الاهتمام باسطنبول وخلال الخمسينيات هاجر العديد من الجاليات الرومانية إلى اليونان وانخفضت أيضا وبشكل كبير الجاليات الأرمنية و اليهودية نتيجة الهجرة الكثيفة والمذابح التي ارتكبت ضدهم في الحرب العالمية الأولى. في عام 1960 أرادت حكومة عدنان مينديرس تطوير البلاد وقامت بشق الشوارع العريضة وسط المدينة والتي تسببت في خراب العديد من الأبنية ية وشوهت منظر المدينة القديمة كما قامت ببناء العديد من المصانع على أطراف المدينة والتي حفزت بالسبعينات أهل الأناضول على الهجرة للعمل في هذه المصانع والعيش بالمدينة وأدى ذلك إلى ارتفاع هائل وتضخم حاد مما دفع إلى بناء العديد من الأبنية وغالبها من النوعية الرديئة أدى إلى انهيارها بسبب الزلالزل التي ضربت المدينة.
الجغرافيا والمناخ :
تبلغ مساحة المدينة الرسمية حوالي 1,538.77 كم مربع، بينما تبلغ مساحة مديرية إسطنبول حوالي 5220 كم مربع. اسطنبول مبنية قرب تصدع الأناضول الشمالي وهو مسؤول عن العديد من الزلالزل المدمرة خلال والعديد من الدراسات تشير إلى احتمال حدوث زلازل مدمرة خلال العقدين القادمين وقربها من بحر مرمرة يزيد الاحتمال من خطر نشوء تسونامي والذي قد يتسبب بخسائر بشرية فادحة خصوصا في الأبنية السيئة البناء المنتشرة في اسطنبول. إلا أن بعض الخبراء لا يرجحون نظرية التسونامي و ذلك لأن بحر مرمرة يعتبر صغير مقارنة بالبحار الأخرى.
مناخ اسطنبول يحتوي على صيف طويل وحار وشتاء بارد وأمطار غزيرة. نسبة الرطوبة ثابتة وعالية تجعل من الجو أقسى مما هو عليه. درجات الحرارة في الشتاء تتراوح بين 3 إلى 8 درجات ودرجات الحرارة الصباحية في الصيف تكون حوالي 28 درجة .على الرغم من أن الصيف شهر جفاف إلا أنه من الممكن نشوء رياح موسمية وأمطار تسبب فيضانات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.