انطلق في العاشر من ديسمبر الذي يصادف الذكرى التاسعة والخمسين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بث أول إذاعة تونسية عبر الانترنيت، أطلق عليها "راديو 6" وهي مُشكّلة من مجموعة من ست إذاعات مازال أصحابها ينتظرون الترخيص مند سنوات للبث عبر الأثير. وقال صالح الفورتي الكاتب العام للنقابة التونسية للإذاعات الحرة في تصريح لمغاربية "لقد طال انتظارنا في الحصول على تراخيص من السلطات التونسية للبث على موجات الأثير ولكن في النهاية اجتمعنا وقررنا أن نوحّد جهودنا ونطلق إذاعة عبر الانترنت لنعبر من خلالها عن تكريس حرية التعبير" وأضاف الفورتي أنه يأمل بهذه التجربة تثوير قطاع الإعلام في تونس وحفز المنافسة. ويرى زياد الهاني الكاتب العام المساعد للنقابة التونسية للإذاعات الحرة وباعث مشروع "إذاعة قرطاج صوت السلام والحرية" بأن المبادرة الجديدة خطوة متقدمة على طريق الحصول على الحق في البث المباشر وأصبح ذلك ممكنا بسبب عدم وجود موانع قانونية أمام البث عن طريق شبكة الانترنت. ويضيف: "نأمل أن يراعي القانون الجديد للإعلام الالكتروني الذي تتولى الحكومة إعداده أخذ هذا المعطى الجديد بعين الاعتبار". وفي العاشر من ديسمبر أصدرت النقابة بيانا أعلنت فيه "أن هذه التجربة هي اختبار للسلطات حول نيتها في التخلي عن السيطرة على القطاع السمعي البصري". البيان أشار إلى أن منح تراخيص "لمقربين من السلطة " لبعث ثلاث إذاعات حرة وهي موزاييك والجوهرة وآخرها إذاعة الزيتونة للقرآن لا يعني أن السلطة قد رفعت يدها عن القطاع. وتشكلت نقابة للدفاع عن حقوق أصحاب المطالب في بعث إذاعات خاصة خلال انعقاد قمة المعلومات التي احتضنتها تونس خلال نوفمبر عام 2005 ويعود آخر مطلب لبعث إذاعة أطلق عليها صاحبها راديو "7 فري اف ام" إلى سنة 1987 لتليها إذاعة "صوت قرطاج صوت السلام والحرية" عام 1996 و"الشراع" في 2004 و"مجردة" كذلك في 2004 و"نوميديا" في 2006. وكان يُرجى من الأخيرة أن تكون صوتا للمعاقين. ولكن جميع مطالب هؤلاء مازالت تنتظر ترخيص السلطات الرسمية. وبسؤاله إن كان هو ومجموعته قد تلقوا أية إشارة من السلطات الرسمية بُعيد انطلاق بث "راديو 6" قال الفورتي "لم نتلق أية إشارة تذكر هم يعرفون مطالبنا أما عن إذاعتنا فإنها لا تخرق القانون وأمورنا من هذه الناحية سليمة مئة بالمائة". وتبث الإذاعة على مدار الساعة ويديرها متعاونون محترفون ويمكن للمستمع أن ينتقل بين مختلف الأغاني الشرقية وخطب الزعيم الحبيب بورقيبة أول رئيس للجمهورية بالإضافة إلى أخبار متفرقة وحوارات. وحسب زياد الهاني، فإن موقع الإذاعة تلقى عدة رسائل "تدعمنا وتشجعنا على مواصلة المشوار حتى أن بعض الرسائل تقترح علينا بث أغاني بعينها".