كانت الميزانية العسكرية الروسية ترتفع بنسبة 20% سنويا في الأعوام القليلة الماضية. وبطبيعة الحال فإن قدرة الجيش لم تكن ترتفع إلى حد كهذا، إذ تطلب الأمر تخصيص جزء كبير من الميزانية لتصحيح أخطاء نتجت عن إصلاحات اعتباطية شتى أجريت في تسعينات القرن الماضي. ويأتي في مقدمة النتائج التي تم تحقيقها في هذا الإطار في العام الجاري تعزيز القوات الإستراتيجية النووية الروسية التي تسلمت المزيد من الصواريخ البالستية المطورة من نوع "توبول م". ومن الممكن أن تبدأ روسيا بتصنيع صاروخ إستراتيجي عابر للقارات جديد كما أشار إلى ذلك الجنرال سولوفتسوف، قائد القوات الإستراتيجية. وعاود سلاح الجو الإستراتيجي الروسي تسيير الدوريات خارج الأجواء الروسية. ولا تحمل القاذفات الإستراتيجية الروسية التي تحلق هناك السلاح النووي، لكن عودة القاذفات الروسية أثارت قلق حلف شمال الأطلسي عامة والولايات المتحدةالأمريكية خاصة. كما أرسلت روسيا مجموعة من البوارج الحربية إلى البحار البعيدة لتعرض العلم الروسي هناك قبل شهر من نهاية العام الجاري. ويستمر العمل في تطوير شبكة حماية منطقة موسكو من هجوم بالصواريخ. وحصلت القوات الروسية على عدد من الطائرات والمروحيات الجديدة في العام المنصرم. ودخل الفوج الأول من صواريخ "س 400" المضادة للطائرات شرف الخدمة العسكرية في حين تسلمت القوات البرية صواريخ "اسكندر". وانضم إلى القوات الروسية لواءان مهيآن للعمل في المناطق الجبلية. وبدأ تغيير الهيكل التنظيمي للقوات المسلحة الروسية بإطلاق تجربة تشكيل ما يسمى بالقيادة الإقليمية في إحدى المناطق العسكرية. وتضاعف عدد المناورات العسكرية والمشاريع التدريبية التي تنفذها وحدات كبيرة بحجم فرقة أو مجموعة فرق. وفي معلومات العالمين ببواطن الأمور تزايدت الاعتمادات المخصصة للمخابرات العسكرية. واستمر العمل في إعادة تشكيل مجمع الصناعات العسكرية، حيث بدئ بإنشاء الشركات القابضة الحكومية. وجملة القول إن الجاهزية القتالية للقوات المسلحة الروسية تواصل ارتفاعها.