التقت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بواشنطن يوم الخميس مع نظيرها الليبى عبد الرحمن شلقم لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية التى تهم البلدين . ويعتبر هذا اللقاء الاول من نوعه منذ 36 عاما. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية شون ماكورماك بان رايس وشلقم "التقيا طوال نصف ساعة تقريبا"، وناقشا العلاقات الثنائية والاهمية التي يوليها البلدان العضوان في مجلس الامن لاستمرار المشاورات الوثيقة حول كوسوفو وايران والسودان على سبيل المثال. واعربت رايس خلال اللقاء عن ارتياحها لتحسن العلاقات بين البلدين .ودعت ليبيا الى تسريع دفع التعويضات التي تطالب عائلات ضحايا الارهاب الحكومة الليبية بها، وشددت على ان "حقوق الانسان تشكل جدول اعمال مهما للعلاقات الثنائية" بين البلدين. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية انها تأمل في " ان يتمكن بلدانا من ان يكونا قادرين، بمقدار تطور العلاقات الثنائية ونضجها، على مناقشة مواضيع كحقوق الانسان بطريقة صريحة وبما يتيح تحسين هذه العلاقات". واشارت رايس الى ان "العلاقات بين الولاياتالمتحدة وليبيا قد تغيرت بطريقة لافتة منذ 2003 وفي الاتجاه الصحيح بفضل الاعمال التي تنم عن النية الحسنة لدى الطرفين في السنوات الاربع الماضية". وكان شلقم قد التقى في نفس اليوم نيكولاس بيرنز المسؤول الثالث في الخارجية الامريكية وديفيد ولش مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الاوسط. ووقع مسؤولون من البلدين اتفاق تعاون علمي وتكنولوجي وصفته واشنطن بأنه "اشارة مهمة ترمي الى ان تأخذ في الاعتبار التخلي التاريخي لليبيا عن اسلحة الدمار الشامل". وكررت رايس الاعراب عن رغبتها التي عبرت عنها فى ديسمبر الماضي فى زيارة ليبيا "في الوقت المناسب". واذا ما تأكدت هذه الزيارة، فستكون الاولى لوزير خارجية امريكي الى ليبيا منذ 1953. وقد اعرب الزعيم الليبى معمر القذافى خلال جولته الاوروبية فى ديسمبر الماضى عن رغبته فى زيارة الولاياتالمتحدة على غرار جولته الاوروبية. وتعد هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها القذافي علانية عن رغبته في زيارة الولاياتالمتحدة والاجتماع مع الرئيس الامريكى جورج بوش . ومن ناحية اخرى اعرب الرئيس الامركي بوش في رسالة الى القذافى بمناسبة عيد الاضحى عن الامل في العمل مع القذافي لارساء السلام في العالم . وكانت الولاياتالمتحدة قد اعلنت فى عام 2006 تطبيع العلاقات بشكل تام مع ليبيا فسحبت هذا البلد عن اللائحة الامريكية للدول الداعمة للارهاب ورفعت تمثيلها فى ليبيا الى مستوى السفارة. يذكر ان العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قطعت بشكل كامل عام 1981، واعيدت هذه العلاقات عام 2004 بعد اسابيع من اعلان القذافى في 19 ديسمبر 2003 تخلي بلاده عن السعي الى امتلاك اسلحة دمار شامل.