طلب المجتمع الدولى من اسرائيل انهاء حصارها الذى تم تعزيزه حديثا على قطاع غزة ويتسبب فى أزمة انسانية تلوح فى الافق بالمنطقة. وكان مجلس جامعة الدول العربية قد عقد اجتماعا طارئا أمس لبحث الوضع فى غزة وحث مجلس الامن الدولى على المساعدة فى انهاء الأزمة. ودعا الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى البلدان التى شاركت فى مؤتمر انابوليس بالولايات المتحدة الى تحمل مسؤولياتها تجاه غزة. قررت اسرائيل يوم الخميس الماضى تشديد حصارها الذى تفرضه على غزة منذ منتصف يونيو من العام الماضى عندما سيطرت حماس على القطاع الساحلى. وتم اغلاق جميع المعابر المؤدية الى غزة يوم الجمعة نتيجة ذلك. ومنعت اسرائيل نقل الوقود والمنتجات الغذائية الرئيسية الى غزة انتقاما من الهجمات الصاروخية التى يشنها المسلحون فى غزة حاليا على اسرائيل. وقد اضطرت محطة الكهرباء الوحيدة فى غزة الى التوقف عن العمل يوم الاحد بسبب نقص الوقود، مما اغرق اجزاء كبيرة من القطاع فى ظلام دامس. وقد اجرى الرئيس المصرى حسنى مبارك أمس اتصالات هاتفية مع رئيس الوزراء الاسرائيلى ايهود اولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك على التوالى وحث اسرائيل على وقف عمليتها العسكرية المستمرة والحصار الذى تفرضه على غزة. كما دعت سوريا الى رفع الحصار وحذرت من وقوع مأساة انسانية بسبب ما وصفته بالانتهاكات الاسرائيلية لابسط اعراف حقوق الانسان. وقدمت وزارة الخارجية الليبية اشعارا عاجلا الى جامعة الدول العربية دعتها فيه الى المساعدة فى رفع الحصار الذى تفرضه اسرائيل على غزة. ومن ناحية اخرى، أعربت تونس عن قلقها العميق إزاء الوضع فى غزة، ودعت الى تدخل دولى فعال لوضع نهاية لمعاناة الفلسطينيين. وناشدت وزارة الخارجية الكويتية الاممالمتحدة الضغط على اسرائيل لوقف الحصار. ودعت الوزارة مجلس الامن الدولى الى بذل جهود لتحقيق السلام فى الشرق الاوسط. كما أكد رئيس الوزراء الاردنى نادر دهبى مجددا على تأييد الاردن التام للفلسطينيين. وقال إن التحركات السياسية والدبلوماسية التى تقوم بها الاردن تركز فى هذه المرحلة على "وضع نهاية للانتهاكات العسكرية الاسرائيلية فى قطاع غزة التى اودت بحياة مدنيين ابرياء". ونددت فرنسا "بشدة" بالحصار الاسرائيلى الذى قالت إنه يوقع "عقوبة جماعية" على سكان "متضررين تماما بالفعل". ودعت الى اعادة فتح المفاوضات والى الاستئناف الفورى لنقل الوقود من اجل ضمان توفير الكهرباء. وذكرت مفوضة الاتحاد الأوربى للعلاقات الخارجية بنيتا فريرو - والدنر "ان القرار الاخير باغلاق جميع المعابر الحدودية المؤدية الى غزة وكذا قطع امدادات الوقود سيؤدى لتفاقم الوضع الانسانى الاليم بالفعل". وعلاوة على هذا، كان من المقرر ان يبدأ مجلس الامن الدولى اجتماعا مغلقا بعد ظهر أمس للمساعدة فى انهاء الوضع الآخذ فى التدهور فى غزة. كما اثار الحصار الاسرائيلى غضب الفلسطينيين فى الخارج. وقام اللاجئون الفلسطينيون فى سوريا بمظاهرة ضد ما وصفوه " بالمذابح الاسرائيلية" فى غزة والحصار المفروض على القطاع. ودعا المتظاهرون، الذين قاموا بمسيرة فى مخيم يرموك للاجئين فى ضواحى دمشق، العرب الى اتخاذ موقف موحد فى مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية. وفى استجابة للمناشدات والضغوط من انحاء العالم، قررت اسرائيل مساء أمس تخفيف الحصار بصورة طفيفة على غزة والسماح بنقل امدادات طبية وادنى كمية من وقود الديزل الى محطة الكهرباء فى غزة. ولكن القيود ستظل مفروضة على البنزين الذى تستخدمه السيارات. وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان وزير الدفاع الاسرائيلى اتخذ هذا القرار عقب اجراء تقييم للوضع كشف ان الهجمات الصاروخية ضد اسرائيل من غزة انخفضت عقب الحصار الاخير. 2008-01-23