تستعد قناة «هانيبعل» التونسية الخاصة للانتشار في المشرق بإطلاق قناة ثانية مُخصصة للشرق الأوسط. وأفاد مسؤولون في القناة أن وفداً تلفزيونياً مصرياً زار تونس في الأيام الأخيرة لإعداد ترتيبات إطلاق القناة الجديدة «هانيبعل الشرق» التي ستبدأ البث التجريبي اعتباراً من 13 الشهر المقبل. ويتزامن هذا التاريخ مع الذكرى الثالثة لانطلاقة القناة الأم بعد احتكار القطاع العام للبث التلفزيوني طوال أربعين عاماً. وتوجد في تونس حالياً قناتان عموميتان «تونس 7» و «قناة 21» الخاصة بالشباب وقناة خاصة واحدة. وأوضح المسؤولون أن «هانيبعل الشرق» ستبث على القمر الاصطناعي «نايل سات» انطلاقاً من مصر، غير أن البرمجة والإدارة ستكونان في مكاتب القناة الأم في تونس. وستُركز الشبكة البرامجية الأولى على المسلسلات التونسية والسورية والمصرية والخليجية والمغاربية. ولاقت القناة خلال السنوات الثلاث التي مضت على إنشائها إقبالاً على برامجها بعدما فسحت مجالاً للتعليق الحر على المباريات الرياضية لم يكن مُتاحاً في القناتين العموميتين. وبات برنامجها الرياضي «بالمكشوف» يحظى بشعبية كبيرة لأنه لا يتوانى عن توجيه النقد الى رؤساء النوادي الرياضية الكبيرة والمدربين بمن فيهم مدرب المنتخب التونسي. غير أن إحدى الحلقات الأخيرة من البرنامج أثارت ضجة واسعة بعدما اعتبر مسؤولون رياضيون أن النقد زاد عن حده وخرج عن المألوف بنقل صور مثيرة من مباراة ساخنة في كرة القدم. وكانت اللقطة الأكثر إثارة هي بث سباب بين مدرب ورئيس ناد على الهواء. وعقد وزير الإعلام رافع دخيل اجتماعاً طارئاً مع المسؤولين عن البرامج الرياضية في وسائل الإعلام المحلية ودارت المناقشات حول موضوع «هل يجوز بث جميع ما يُسجل ويُصور في الملاعب؟». وأصدر المجلس الأعلى للاتصال وهو هيئة استشارية رسمية بياناً حض الإعلاميين على تفادي الإثارة والقذف والمغالاة وإلهاب المشاعر وشدد على ضرورة توخي الموضوعية والتعاطي الرصين مع الأحداث الرياضية. غير أن المعلق فتحي المولدي أحد المحللين الرياضيين البارزين في قناة «هانيبعل» نفى اجتياز الخطوط الحمر، وأكد أن أسرة البرنامج تشاهد الصور قبل بثها، وأنها ترددت قبل بث صور الخلاف بين المدرب والرئيس، ثم بثتها مع انتقاد قاس لتلك الممارسات، ما حمل رئيس النادي على الاعتذار علناً للمدرب لاحقاً. وتساءل المولدي: «هل يتجاسر رئيس ناد على شتم مدرب بعد اليوم؟». واعتبر مُعدو البرنامج أن أسلوبهم في التعاطي مع الأحداث الرياضية جديد لأنه يكرس قطيعة مع الخطاب الواحد السائد في القنوات الرسمية، لكنهم واثقون بتعود الجمهور عليه. أكثر من ذلك قال المولدي إن التعاطي الجديد يشكل ضغطاً على قناتي «تونس 7» و «قناة 21» كي تتغيرا، ورأى أن ميزة القنوات الخاصة أنها تحمل القنوات العمومية على التطوير والتجديد.