هناك معلومات غير رسمية مفادها أن وزارة الخارجية الأمريكية وضعت عددا من المؤسسات الصناعية الروسية المصنعة للأسلحة والمعدات العسكرية في "قائمة سوداء" للمؤسسات والشركات التي لا يجوز للشركات الأمريكية وغيرها من الشركات الغربية التعامل معها. والسبب هو أن روسيا بدأت بدخول أسواق الأسلحة التي كانت حكرا ووقفا على الولاياتالمتحدةالأمريكية من قبل. ومن هنا فإن البيت الأبيض توجه لممارسة ضغوط غير مسبوقة على الكرملين من الممكن أن تشعل نار الحرب التجارية الخفية. وترفض روسيا الانصياع للضغوط الأمريكية. ولقد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا لا تأبه لمحاولات تحديد صادراتها من المعدات العسكرية إلى بلدان تهتم بتأمين قدرتها الدفاعية والمحافظة على الأمن الإقليمي. وهناك من يتوقع أن يكشف التقييم النهائي أن قيمة الصادرات الروسية من الأسلحة والمعدات العسكرية قاربت 8 مليارات دولار في عام 2007 بزيادة تقارب 5ر1 مليار دولار عن عام 2006. ويرى الرئيس الروسي أنه من الضروري أن يعتني منتجو ومصدرو الأسلحة بجودة المنتجات ويركزوا على إنتاج تقني حديث. ولهذا الغرض أنشأت الحكومة الروسية شركة تعرف باسم "روس تكنولوجيا" في العام الماضي وأسندت رئاستها ل"سيرغي تشيميزوف" مدير عام مؤسسة "روس اوبورون اكسبورت" التي هي وكيل الدولة في تصدير المنتجات العسكرية إلى بلدان العالم الأخرى. وعهد إلى هذه الشركة، إضافة إلى إنتاج التقنيات المتطورة، توريد العتاد المطلوب للجيش الروسي. وهكذا وضعت عمليات إنتاج الأسلحة والمعدات العسكرية وتوريدها لطالبيها تحت إدارة واحدة الأمر الذي يتيح التأكد من جودة المنتجات على نحو أفضل. وعلى صعيد ذي صلة يُنتظر أن تتركز محادثات وزير الدفاع الروسي خلال زيارته المرتقبة للعاصمة الصينية بكين على توقيع صفقات أسلحة. وكانت روسيا توجه نحو 40% من الصادرات من الأسلحة والمعدات العسكرية إلى الصين من قبل. لكن لم يتم توقيع صفقات كبيرة جديدة مع الصين في الفترة الأخيرة. والسبب هو أن روسيا لا تبدو مستعدة لتلبية بعض الطلبات الصينية بما فيها طلب شراء قاذفات القنابل البعيدة المدى والغواصات التي تعمل بالطاقة النووية لاسيما وإن الصين لا تريد شراء هذه المعدات فحسب بل تريد الحصول على الترخيص لإنتاجها محليا. ويرى المراقبون أن الصين قد لا ترى مفرا من التعاقد على شراء ما تعرضه روسيا من أسلحة في الوقت الراهن لأن الاتحاد الأوروبي لم يرفع الحظر المفروض على التعاون العسكري مع الصين حتى الآن.