أكد معالي عبد الوهاب عبد الله وزير الشؤون الخارجية التونسي أن انعقاد الدورة الخامسة للجنة المشتركة الاماراتيةالتونسية يعد تجسيدا لحرص قائدي البلدين الشقيقين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " وفخامة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية على الارتقاء بالعلاقات الثنائية الى أفضل مستوياتها . وقال معاليه في حديث خاص لوكالة أنباء الامارات ان هذه الاجتماعات تنعقد في ظل مرحلة جديدة ونوعية تتميز بارتفاع وتيرة التشاور السياسي والتنسيق جسدتها عدة زيارات لكبار مسؤولي البلدين .. واصفا مستقبل العلاقات بين تونسوالامارات بأنه واعد وأكد أن التعاون بين البلدين نموذج يحتذى بين الدول العربية . وشدد على أن هذه العلاقات تتميز بحركة متزايدة للنشاط الاستثماري الاماراتي في تونس والتطور الملحوظ للمبادلات التجارية فضلا عن التعاون الفني وتوسيع التعاون في مجالات اخرى مما جعل دولة الامارات العربية المتحدة تتبوأ موقع الشريك الخليجي المتميز والواعد لتونس . وأشار الى أن هذه الدورة التي تستأنف أعمالها بعد ثماني سنوات ستكون مناسبة لتفعيل الاطار القانوني واثرائه بتوقيع عدد من الاتفاقيات خاصة بعدد من المجالات الثقافية والعلمية والدينية اضافة الى الاعداد لاتفاقيات اخرى في المجالات المالية والصناعية والجمركية والتباحث حول السبل الكفيلة بتطوير المبادلات التجارية التي سجلت سنة 2007 تطورا مهما للصادرات التونسية حيث بلغت 45 مليون دينارتونسي مقابل 22 مليون دينار سنة 2006 في حين تراجعت الواردات مسجلة ما قيمته 6ر46 مليون دينار مقابل 54 مليون دينار سنة 2006 وأوضح معاليه أن اجتماعات اللجنة ستكون مناسبة مهمة لتطوير التعاون الاستثماري والمالي لاسيما من خلال مساهمة الامارات في تمويل واقامة مشاريع تنموية في تونس فضلا عن توسيع قاعدة التعاون الفني ليشمل اختصاصات جديدة في مجال الخدمات والهندسة وذلك للمكانة المتميزة التي يحظى بها المتعاونون التونسيون في دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة . وعن تقييمه لتجربة الاستثمار الاماراتية في تونس قال معالي وزير الشؤون الخارجية التونسي ان دولة الامارات العربية المتحدة أصبحت خلال عامي 2006 و 2007 المستثمر العربي الاول بتونس بقيمة اجمالية للاستثمارات تتجاوز 20 مليار دولار ..واصفا تجربة القطاع الخاص الاماراتي في الاستثمار بتونس بأنها مثال يحتذى ونموذج للتعاون الاستثماري بين الدول العربية . وأكد أن المشاريع التي أبرمتها كل من شركة " سما دبي " لتهيئة البحيرة الجنوبية لمدينة تونس و مجموعة " بوخاطر " لانجاز مدينة تونس الرياضية ومساهمة شركة "تيكوم ديج" في رأس مال اتصالات تونس تقف شاهدا على القفزة النوعية التي بلغتها الاستثمارات الاماراتية في تونس والتي تساهم في دفع علاقات البلدين نحو اقامة شراكة شاملة ونموذجية . وأوضح أن عددا من المستثمرين ورجال الاعمال الاماراتيين يبدون اهتماما بالاستثمار في تونس خلال المرحلة المقبلة خاصة في مجالات استكشاف النفط والسياحة والنقل و الزراعة . ونوه المسؤول التونسي بأداء المستثمرين الاماراتيين وقال " ان تجربة الاشقاء الاماراتيين تتميز في مشاريعهم الاستثمارية بالجدية وبالفعل الناجز والعملي وهو ما جعل مشاريعهم تتقدم بسرعة لافتة ". وعن آفاق العلاقات بين البلدين .. قال ان مستقبل العلاقات بين البلدين سيكون واعدا في المجالات كافة لما تتوفر له من ارادة سياسية وحرص من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الدولة والرئيس زين العابدين بن علي . وأضاف " اننا على يقين بأن ما تحقق من انجازات ومكاسب اقتصادية في البلدين يوفر الدعامة الموضوعية لتحقيق شراكة اقتصادية شاملة تساهم في تعزيز المسيرة التنموية الناجحة في تونس خاصة مع انطلاق العمل بمخططها التنموي الحادي عشر والذي يتضمن مجموعة من المشاريع الكبرى في عدد من المجالات اضافة الى اقامة منطقة تبادل حر مع الاتحاد الاوروبي في مستهل هذا العام " . وأوضح معاليه أن ما يشهده الاقتصاد الاماراتي من نقلة نوعية وحركة ايجابية كبيرة جعلت من دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة مركزا ماليا هاما وموقع اشعاع اقتصاديا على المستويين الاقليمي والدولي .. مشيرا الى ان هذا التطور سيساهم في تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين .