قدمت حوالي 50 جمعية عاملة في المجال الحقوقي والتربية والتعليم والحريات عريضة إلى رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر تطالب فيها بمراجعة مقتضيات الفصل 38 من الدستور في صياغته الحالية وذلك بالرجوع إلى الصياغة الأولى خوفا من التأثيرات السلبية للصياغة الحالية على تربية الناشئة . وأشارت العريضة إلى أنّ الهدف الرئيسي للتربية هو تنشئة التلاميذ على حب الوطن والوفاء إليه وترسيخ الهوية الوطنية والشعور بالانتماء إلى حضارة ذات أبعاد وطنية مغاربية عربية إسلامية افريقية ومتوسطية وهي في آن واحد تجذر الانفتاح على الحضارة الكونية . وأكد رئيس شبكة دستورنا جوهر بن مبارك من الجمعيات الممضية على العريضة في تصريح اليوم الاثنين 20 جانفي 2014 أنّ يقتصر الفصل 38 على توضيف حق التونسيين أو التونسيات في التعليم أو أن ينصّ على أنّ برامج التعليم لا تتعارض مع القيم والمبادئ الواردة في الدستور مبينا وجود تعارض بين الصيغة الحالية للفصل الثاني للدستور الذي ينصّ على أنّ تونس دولة مدنية وقال أنّ إشكالية الفصل 38 تتمثل في أنّه يستكمل التوجه أمام التوظيف السياسي الذي ذهب إليه الفصل السادس والفصل 15 المتعلقين تباعا بتحييد المساجد والمؤسسة التربوية عن التوظيف الحزبي دون التنصيص على التحييد السياسي. ويذكر أنّ الفصل 38 الذي ينصّ على أنّ الدولة تضمن الحق في التعليم العمومي المجاني بكامل مراحله كما تعمل على تجذير الناشئة في هويتها العربية الإسلامية وعلى ترسيخ اللغة العربية ودعمها وتعميم استخدامها وقد أثار هذا الفصل عديد ردود الفعل بين الرافض والمتحفظ عليه حيث اعتبره أستاذ القانون الدستوري عياض بن عاشور في تصريحات إعلامية خطرا يمكن أن يصبح أداة للقمع في يد حكومة تميل إلى الاستبداد وذلك عبر غرس مسائل الهوية في ذهن الناشئة وهي مسائل يختلف تأويلها حسب وجهة النظر إن كانت حداثية أو متزمتة ومحافظة وفق ما صرّح به.