رفعت مساء اليوم الجلسة العامة المخصصة لمنح الثقة لحكومة مهدي جمعة بعد عرض رئيس الحكومة المكلف برنامج أعمال الحكومة الجديدة في الحصّة الصباحية ثم إنطلقت عملية التصويت على منح الثقة في الحصّة المسائية . و من الملاحظ انّ حكومة مهدي جمعة تواجه إنتقادات لاذعة من قبل نواب المجلس التأسيسي و أصبحت عملية منحها الثقة متأرجحة بين مريد و رافض و آخر متحفظ . وقد إستهلت عملية التصويت بنائب عن حركة وفاء عبد الرؤوف العيادي الذي اكّد على ضرورة إنتهاج إصلاحات إقتصادية و ملفات الشهداء و ملفات الطاقة و التجارة الموازية مشيرا إلى انّ الآلية التي إتبعها الحوار في تركيز هذه الحكومة لا يمثل قوة ثانية في الدولة بعد المجلس التأسيسي مع الإشارة إلى رفض الحكومة لوجود أشخاص لهم علاقة بالتطبيع مع إسرائيل . و أضاف العيادي بأنّ الحوار كرّس سلطة إزدواجية كما كان العمل به في الديكتاتوريات السابقة . و بيّن مراد العمدوني عن التيار الشعبي أنّ خطاب رئيس الحكومة السيد مهدي جمعة يتضمن نفس خطاب الحكومات السابقة التي تعتمد "التسويف" حسب قوله، كما أشار أنّ تركيبة الحكومة الجديدة فيها العديد من المؤاخذات. اضافة إلى إبقاء لطفي بن جدو على رأس وزارة الداخلية ممّا يؤكد خضوع رئيس الحكومة إلى املاءات الأحزاب مصرحا أنّه لذلك لن تمنح منهم الثقة … و من جهتها قالت مية الجربي عن الحزب الجمهوري بأنّ الحكومة الجديدة لم تتطرق الى ملف حلّ رابطات حماية الثورة التي وصفته " برابطات الإرهاب" منتقدة خرق بعض فصول خارطة الطريق التي تستوجب الإنطلاق من ورقة بيضاء في تشكيل الحكومة و هو ما تم تجاوزه من خلال الإبقاء عن شخصيتين من الحكومة المستقيلة معتبرة انّ كتلتها ترفض منح الثقة لمهدي جمعة . في حين صرّحت لبنى الجريبي عن حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات استنكرت موقف بعض الأحزاب التي اعتبرتها منقلبة على التوافق لتسييسها لموقفها من الحكومة و هو لا يتماشى مع المصالحة الوطنية في وقت أشادت فيه دول العالم بالتجربة التونسية.. و كان مهدي بن غربية نائب عن التحالف الديمقراطي اكد ان حزبه سيمكن حكومة جمعة من ثقته و يدعوه الى الإلتزام بملفات عاجلة ينتظرها الشعب التونسي . و لكن تحفظ النائب ايمن الزواغي عن تيار المحبة في إعطاء الحكومة الجديدة الثقة . و كانت بداية الإنفراج مع حركة النهضة عندما بيّن النائب الصحبي عتيق بان كتلته تقبل بهذه الحكومة و تساندها . و عبّر النائب المستقل إبراهيم القصاص عن رفضه لهذه الحكومة مشككا في انتماءات البعض من أطرافها إلى التجمع المنحل و طالب بالتعريف بأعضاء الحكومة الجديدة… و بالنسبة لطاهر هميلة نائب بالمجلس الوطني التأسيسي عن حزب الاقلاع قال أنّ الحكومة تقييم ببرامجها لا بأسماء أعضاءها بل ببرنامج عملها . و أكّد المولدي الرياحي القيادي في حزب التكتل من أجل العمل و الحريات أنّ نجاح الحكومة هو نجاح لتونس و نجاحا لمن بقي من الانتقال الديمقراطي كما اعتبر أنّ من أولويات الحكومة الجديدة العمل على الملف الأمني و الاقتصادي و الإعداد للانتخابات القادمة و انجاح الشوط الأخير من الانتقال الديمقراطي.