أكد القيادي البارز في حركة النهضة لطفي زيتون في معرض حديثه عن حكومة مهدي جمعة، خلال حوار مع تونس الرقمية، بأنّ الحكومة الحالية متكوّنة من كفاءات مستقلة نتجت عن توافق وطني واسع لم يقتصر على الطبقة السياسية بل شمل كبرى المنظمات الوطنية المتمثلة في رباعي الحوار الوطني. وأشار زيتون إلى أن حكومة جمعة تحضى بظروف أفضل مقارنة بسابقتها حكومة علي العريض وهو ما يؤهلها حسب قوله إلى العمل في ظروف مريحة من أجل تحقيق ثلاثة أهداف متمثلة أساسا في الإستقرار الأمني و الإنتعاش الإقتصادي وصولا إلى تأمين الإستحقاق الإنتخابي المنتظر تركيزه قبل موفى هذه السنة. كما بيّن محدثنا أنّ النجاح في الوصول إلى هذا الإستحقاق يتطلب من كل القوى السياسية في البلاد الأخذ على عاتقها توفير الأرضية السياسية و المناخ الملائم للنجاح. وبخصوص المشروع الإنتخابي القادم لحركة النهضة عبر لطفي زيتون عن أمله في أن تمسك حركة النهضة من جديد بزمام السلطة في المرحلة القادمة التي ستكون فيها الفترة الرئاسية لمدة 5 سنوات، مبينا في السياق ذاته أن الحركة استفادت من التجربة السابقة وستسعى مستقبلا إلى بذل أقصى جهودها في تحقيق توافق أوسع بين الأطراف السياسية بالإضافة إلى أنها ستستعين بكلّ الكفاءات الوطنية حتى تتمكن الحكومة القادمة على حد قوله من التفرغ لمعالجة القضايا الرئيسية مثل الفقر والبطالة والتنمية و تأسيس منوال إقتصادي ينهض بالبلاد. و بالنسبة إلى التحالفات السياسية أكّد زيتون أنّ النهضة إستوعبت الدرس و المشروع المطروح الآن هو إيجاد توافقات سياسية أوسع من التريكا مضيفا انه في حال عجزت الحركة عن تقديم قوائم إنتخابية موحدة فالتوجه سيكون نحو إيجاد آليات توافق بين كل الأطراف قبل الإنتخابات من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية. هذا وعبّر القيادي بالنهضة عن مخاوفه من عزوف الناخبين عن الإقتراع في الإنتخابات القادمة في حال تواصل الصراع السياسي، لأنّ نسبة الإقبال على الإنتخابات هي المؤشر الرئيسي وفق تعبيره لنجاح الأطراف المشاركة فيها من عدمه وليست النسبة التي يتحصل عليها أي طرف منفرد. وفي السياق ذاته شدّد لطفي زيتون على أن دخول البلاد في إنتخابات تقوم على المنافسة المفتوحة دون أفق سياسي واضح يدفع الناخبين إلى التحفظ عن المشاركة في عملية الإقتراع ما يعني إمكانية إنهيار تجربة الإنتقال الديمقراطي جملة و تفصيلا حسب قوله.