افتتح صباح اليوم، الأربعاء 01 فيفري 2023، وزير السياحة محمد المعز بلحسين ورئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور بندر بن فهد آل فهيد فعاليات تظاهرة أيام الطهي العربي في دورتها الأولى والتي تنظمها الجامعة التونسية للمطاعم السياحية بمدينة الثقافة تحت شعار: تراث وتنوع في خدمة السياحة العربية، بدعم من وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج ووزارة الشؤون الثقافية، وذلك بحضور رئيس الجامعة السيد الصادق كوكة بالإضافة إلى سفراء عدد من الدول العربية وايطاليا ومالطا ورؤساء وممثلي الجامعات المهنية السياحية وممثلي البعثات الديبلوماسية ومشاركين من تونس ومن الدول العربية وممثلي وسائل إعلام وطنية وأجنبية. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد وزير السياحة على أهمية تظاهرة أيام الطهي العربي التي تنتظم في دورتها الأولى في تونس، باعتبارها تهدف إلى الترويج للطبخ التونسي والعربي محليا ودوليا لدعم صورة الوجهات السياحية العربية البينية. وأعلن الوزير بالمناسبة دعم مبادرة إقرار يوم وطني للإحتفال بالطبخ التونسي على غرار اليوم الوطني للصناعات التقليدية ودعم كل مبادرة أو مقترح من المهنيين قصد بعث هيكل مهني عربي مشترك تحت لواء منظمة السياحة العربية يجمع المهنين العرب في ميدان الطبخ والمطاعم السياحية، مضيفا أنه يرفع لرئيس المنظمة العربية للسياحة إقتراح تنظيم يوم للطبخ العربي يحتفل به سنويا نحافظ به على هُوية وثقافة مطبخنا العربي ونسعى من خلاله لمزيد نشره بين الدول والمجتمعات الأخرى. وأكد أن التظاهرة تعمل على تعزيز التقارب بين الشعوب العربية وخدمة التنمية المستدامة بأبعادها المتعددة، مشيرا إلى أن السياحة تشمل جوانب ومجالات ومنتوجات متعددة، لافتا إلى أهمية التراث المادي واللامادي في المجال السياحي وكذلك في المحافظة على الهوية لكل بلد مشددا على إيلاء كل الأهمية لتطوير مجال الطهي الذي يعد من عوامل الجذب السياحي باعتبار ان السائح يريد عيش تجربة ونمط حياة متساكني الوجهات التي يقصدها. وأضاف أن منظمة السياحة العالمية تعتبر أن وجهات المسافرين بدأت تتحدد بناء على نوع الطعام ودرجة ارتباطه بتراث المدن، فضلا على النمط الحياتي اليومي للشعوب ما يجعل المدن السياحية القديمة والمناطق الريفية متصدرة الوجهات المعتادة في هذا النوع من السياحة لافتا إلى أن الكثير من الدول السياحية تضع كل السبل اللازمة لتعزيز هذا النوع من السياحة والاهتمام بها على نطاق واسع، لأنه يسهم وبشكل كبير في خلق ميزة تنافسية كبيرة وهو ما تعمل وزارة السياحة على تكريسه بالتعاون مع الهياكل المعنية ضمن استراتيجية تنويع المنتوج السياحي. وعلى صعيد آخر، أبرز الوزير أن الخطة الإستراتيجية لتنمية السياحة التونسية في أفق 2035 التي تعمل الوزارة على تنفيذها بالتعاون مع مهنيي القطاع والهياكل العمومية والخاصة ذات العلاقة، تولي أهمية كبيرة لمدّ جسور النمو السياحي إلى كامل جهات البلاد عن طريق مزيد حفز الإستثمار في أنماط سياحية واعدة خاصة السياحة الثقافية والبيئية وسياحة الطبخ والمأكولات بهدف التعريف بهذا التراث العريق الذي يعكس جانبا من ملامح تونس التاريخية والحضارية، ويساهم في الترويج للوجهة السياحية. وأكد أن الدولة شجعت من هذا المنطلق على إحداث المراكز والمدارس والمؤسسات التعليمية العمومية والخاصة التي تدرس فنون الطبخ والطهي على غرار معهد الدراسات السياحية العليا بسيدي الظريف ووكالة التكوين في مهن السياحة التابعين لوزارة السياحة والتي عملت على وضع برامج متكاملة لدراسة فنون الطبخ والطهي تهدف إلى تزويد الطلبة بمجموعة من المهارات المتنوعة تجمع النظرية بالممارسة والخبرة العملية التطبيقية ضمن بيئات عمل حقيقية مع تركيز هذه البرامج على أهمية فن الطبخ وأثره على المجتمعات وأنماط حياة أفرادها، وعلى صناعة الضيافة والسياحة عالميا لتؤهّل الطلبة للعمل بعد الدراسة في سوق الشغل. وقد ساهمت هذه البرامج الدراسية في إشعاع اليد العاملة التونسية في مجالات الطهي والطبخ لتتمكن من تسجيل حضورها في أكبر العلامات الفندقية العالمية والفوز في عدة مسابقات دولية. ومن جهته، أكد رئيس المنظمة العربية للسياحية أهمية منتدى أيام الطهي العربي، وأن السياحة تمثل صناعة في الأساس ويشكل الطهي جزء أساسيا منها، كما أنه يمثل موروثا عربيا يجب مزيد تطويره بما يساهم في مزيد تقريب الشعوب العربية وتوحيدها وتشارك تجاربها. وقال إن المنظمة العربية للسياحة تعمل بالتعاون مع تونس بصفة ممتازة وسيتم تطوير عديد البرامج المشتركة والهادفة إلى تطوير الوجهة السياحية التونسية وتم وضع خطة عمل في مجالات متعددة منها التكوين والصناعات التقليدية، لافتا إلى دور السياحة في دعم التسامح ونشرها، مشيراً إلى ضرورة تعزيز جودة العنصر البشرى لتطوير جودة المنتج السياحي. وأشرف وزير السياحة رفقة رئيس المنظمة العربية للسياحة على تدشين معرض المأكولات التقليدية العربية والمنتوجات الغذائية البيولوجية والصناعات التقليدية تم تنظيمه على هامش تظاهرة الطهي العربي بمشاركة عدد من الدول العربية والديوان الوطني للصناعات التقليدية ومدرسة التكوين في مهن السياحة ومعهد الدراسات السياحية العليا بسيدي الظريف ووكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية والخطوط التونسية وغيرها من الهياكل الخاصة ذات العلاقة.
