سجلت ثلاثة بلدان في الشرق الأوسط أكبر زيادة في عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر منذ انتشار وباء فيروس كورونا، وذلك وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن موقع fDi Intelligence. وتُظهر البيانات التي تقارن السنوات الثلاث قبل مارس 2020 وبعده والذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية عن جائحة كورونا، تباينًا في آفاق الاستثمار في جميع أنحاء العالم. غير أنّ الإمارات العربية المتحدة كانت المستفيد الأكبر من التحول بعد الوباء في التعهدات الرأسمالية إذ اجتذبت 792 مشروع استثمار أجنبي مباشر في السنوات الثلاث الأخيرة منذ وباء كورونا، مقارنة بالسنوات الثلاث التي سبقته. امارة دبي في الصدارة استقطبت إمارة دبيّ 1469 مشروعًا للاستثمار الأجنبي المباشر منذ انتشار وباء كورونا، تلتها إمارة أبو ظبي ب 273 مشروعًا. فيما كان ما يقرب من ثلثي (62.5٪) الاستثمارات الأجنبية في دبي في مجالات التكنولوجيا والأعمال والخدمات المالية. وتأتي المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية بعد أن سعت في السنوات الأخيرة لتصبح مركزًا بديلًا للمقر في الشرق الأوسط اذ اجتذبت البلاد 479 مشروعًا للاستثمار الأجنبي المباشر في السنوات الثلاث التي انقضت منذ بدء وباء كورونا، بزيادة قدرها 72.3 بالمائة عن الفترة المماثلة التي سبقت انتشار الوباء. أما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب دولة قطر التي صارت محور اهتمام دولي من خلال استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، واستقطبت 245 مشروعًا للاستثمار الأجنبي المباشر منذ انتشار وباء كورونا وهو أكثر من ضعف الرقم الذي سجلته في السنوات الثلاث السابقة. تراجع حاد في الاستثمار الأجنبي بالعديد من الاقتصادات الكبيرة كانت كوستاريكا الدولة الوحيدة في الأمريكتين التي احتلت المرتبة العاشرة في المرتبة العاشرة في السنوات الثلاث منذ أفريل 2020، إذ اجتذبت الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى 394 مشروعًا للاستثمار الأجنبي المباشر، بزيادة حوالي 80 بالمائة عما قبل وباء كورونا، وفقًا لأرقام fDi Markets. وقد مثلت التكنولوجيا حوالي ربع هذه المشاريع، فيما اجتذبت كوستاريكا ثاني أكبر عدد من مشاريع الأجهزة الطبية (63) في العالم منذ وباء كورونا، لتحتل المرتبة (71) بعد الولاياتالمتحدة. أما جميع الدول العشر المتبقية التي سجلت أكبر زيادة في مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر منذ وباء كورونا فتقع في الاتحاد الأوروبي. فقد شهدت البرتغال أكبر ارتفاع في مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر (142) بين أقرانها الأوروبيين وتلتها جارتها إسبانيا (+135) وبولونيا (+128) وأيرلندا (+115). وفيما حولت الشركات متعددة الجنسيات عملية اتخاذ قرارات الاستثمار إلى هذه البلدان المذكورة أعلاه، شهدت العديد من الاقتصادات الكبيرة تراجعًا حادًا في الاستثمار الأجنبي المباشر. وشهدت خمس دول من مجموعة الثمانية أكبر انخفاض في المشاريع منذ وباء كورونا. أما الصين فقد سجلت أكبر انخفاض في مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر منذ وباء كورونا (-1210) تليها المملكة المتحدة (-1127) وفرنسا (-577) والولاياتالمتحدة (-529) وروسيا (-500).
