قال زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي ان نتائج الانتخابات لم تكن صدمة للحركة رغم انها جاءت أقل من توقعاتها معتبرا انها "في النهاية " انتصار للديمقراطية وان الاهم هو نجاح العملية الديمقراطية. وأضاف الغنوشي في حوار ببرنامج " بلا حدود" على قناة الجزيرة أن النهضة رفضت كل قوانين الإقصاء ولم تعامل غيرها بالمثل لأن الإقصاء ليس حلاّ بدليل ما حصل في العراق وأقطار أخرى . و في سياق حديثه عن الماضي قال الغنوشي أن "أصنام الحزب الواحد والزعيم الواحد سقطت نهائيا " وان النهضة لا تريد الهدم بل العفو وبناء المستقبل . واعتبر ان تونس فخورة بانتخاباتها رغم انها بلد صغير وقال انها أصبحت نموذجا يضرب به المثل وانها أدخلت العالم العربي عصرَ الديمقراطية وأثبتت أنها ممكنة في العالم العربي . وحول نتائج الانتخابات قال أنّ ترتيب النهضة في 33 دائرة كان إما الأولى أو الثانية وهذا يعني أن الشعب قد أرسل رسالة واضحة هي أنه لم يُعط أغلبية لحزب بعينه موضحا في هذا السياق " نحن سنكون في الحكم والشعب اختارنا لنكون رقما صعبا فيه" . وشدّد راشد الغنوشي عن اهمية حكومة وحدة وطنية في المرحلة القادمة لأنها ستواجه تحديات كبيرة لن يقدر عليها حزب واحد بعينه مضيفا "نحن لن نُفشل الحكومة الجديدة ولن نُعيقها كما فُعل من قبل مع حكومتنا لأن مصلحة تونس فوق كل اعتبار" . وقال في هذا الاطار انه إذا عجز الحزب الأول عن تشكيل الحكومة يمكن أن يكلف رئيس الجمهورية الحزب الثاني أو غيره ، لأن الأحزاب تتشكل لكي تحكم وليس أن تتخلى عن ذلك للتكنوقراط بل تستعين بهم . وفي موضوع الانتخابات الرئاسية قال ان النهضة لم ترشح أحدا للرئاسة ولم ترد إيجاد استقطاب ثنائي يفسد الديمقراطية ويضر وحدة البلاد . وبالنسبة للمترشحين قال أن معظمهم أصدقاء أو حلفاء للنهضة "ولا نريد ان ننحاز لأحد منهم ونعادي البقية وقد طالبنا من قبل برئيس توافقي ولكن أصدقاءنا لم يتفقوا فيما بينهم و لهذا تركنا لأنصارنا حرية اختيار من يشاؤون " مضيفا ان بعض المرشحين للرئاسة رفضوا أن تدعمهم النهضة حتى لا يحصل (تصويت مفيد) ضدهم وانه وبعد الدورة الأولى قد تنظر النهضة في دعم أحد المرشحين أو الحياد . واضاف في الاتجاه ذاته " لا نريد أن نفرض على قواعدنا أحد المرشحين ولم نوصِ بانتخاب واحد منهم بسبب وجود الكثير من الآراء في مجلس الشورى" . وتحدث زعيم النهضة عن منصف المرزوقي قائلا "نكن له كل الاحترام وهو صديق لنا ولا توجد لنا توصية للتصويت له" كما تحدث عن نداء تونس بالقول انه جزءٌ من الشعب ونحن شعب يتعلم الحرية والديمقراطية ولا ينبغي تجريم طرف بالكلية . وقال ايضا انه لا توجد لدينا أحزاب إرهابية بل توجد أحزاب تعمل تحت مظلة الدستور والقانون وان التحدي الأمني وتوعية الشباب مطلوب للتصدي للإرهاب معتبرا أن الاستبداد هو الذي فرّخ الإرهاب والفساد وضياع فلسطين وان الإرهابيين شباب مغرر بهم ويحتاجون التوعية وتحاورنا معهم قبل أن يرفعوا السلاح ، وعندما بدؤوا جمعه واستعماله تحول الملف إلى ملف أمني وقضائي . واعتبر ان الإرهاب ظاهرة معقدة ولا يمكن محاربتها بالحلول الأمنية بل بالتنمية والوعي والفكر والحوار . وحول الربيع العربي قال انه تعثّر وصمود تونس يعطي الأمل للديمقراطية في البلدان الأخرى . وختم بالقول ان النهضة و تونس لهما مستقبل زاهر «ونحن نستشرف الازدهار الاقتصادي ورفع مستوى الصحة والتعليم ولا نرى أي شيء يمنعنا من ان نكون مثل ماليزيا أو تركيا أو حتى سويسرا" وتوجه بالشكر لقطر وتركيا والجزائر وكل البلدان التي ساعدت تونس.