يوم 26 جويلية 2006 وردت مكاملة هاتفية صادرة عن مركز الأمن الوطني بقمرت في حدود الساعة العاشرة صباحا مفادها العثور على جثة شاب ملقاة بغابة قمرت وهي تحمل 6 طعنات بآلة حادة وبالقرب منها سيارة محترقة، وقد تبين لاحقا أن الهالك جزائري الجنسية وأن السيارة المحترقة تابعة لشركة عالمية في كراء السيارات ومتسوغة من قبل هذا الأخير فانطلقت بذلك التحريات لتكشف كون الهالك جزائري الجنسية ويعمل تاجرا متنقلا بين الجزائر وتونس وليبيا وقد تعرّف خلال سنة 2006، على المتهم الاول بواسطة المتهمة الثالثة وهي جزائرية الجنسية، وقد أوهم الهالك المتهم الاول بامكانية التعامل في نطاق جلب العملة الأجنبية والمتاجرة فيها لتحقيق أرباح مالية كبيرة. وأضاف المتهم أن الهالك وثلاثة أنفار جزائريين ابتزّوا منه مبلغ 16150 ألف دينار قصد توليدها ولكن اتضح له فيما بعد أن ذلك المشروع وهمي فحزّ ذلك في نفسه واتصل بالمتهمة الثالثة بوصفها كانت همزة الوصل بين المتهم الاول والهالك وأعلمها بما تعرّض له من قبل المجني عليه فنفت علمها بما قام به الهالك واتفقت معه على استدراج الضحية واجباره على إرجاع الأموال التي قام بسلبها عن طريق الحيلة أو الانتقام منه بازهاق روحه. ولتنفيذ خطتهما اتصل المتهم الاول بشقيقه المتهم الثاني وأعلمه بكونه تعرّض الى اشكالية وطلب منه مساندته لفض مشكلته وطلب منه كذلك احضار سكين كبيرة الحجم من منزل والديهما، كما تولت المتهمة، استدراج المجني عليه الى منطقة المرسى أين دار بين الأطراف حديث حول ارجاع الأموال التي ابتزها الهالك من المتهم الاول أو البعض منها الا أن المحاولات باءت بالفشل فطلب كافة المتهمين من الهالك التحول الى غابة بقمرت على متن السيارة التي تسوغها الهالك وبوصولهم الى إحدى محطّات البنزين تولى المتهم الاول اقتناء كمية من الوقود وضعها بقارورة بلاستيكية وأثناء السير هدّد الهالك بإحراقه في صورة عدم تلبية طلبه ولكن الهالك كان غير مكترث. وبوصولهم الى إحدى الهضاب بمنطقة قمرت وبعيدا عن الأنظار قرر المتهم الأول ازهاق روح الهالك انتقاما منه، وبمجرد الوصول إلى غابة بقمرت تولى المتهم الاول سكب البنزين على المقعد الخلفي للسيارة ثم قام بإشعال عود ثقاب رماه على المقعد الخلفي فاشتعلت النيران بالسيارة فنزل الهالك وفرّ الا أن المتهم الاول التحق به. وقد أمدته المتهمة بسكين في شكل سيف وسدّد بواسطته طعنة للهالك على مستوى فخذه وواصل فراره ولكنه لم يفلح لأن المتهم الاول اعتدي عليه بضربة مقصيّة ثم جثم فوقه وسدّد له عدة طعنات على مستوى جسده وتولى المتهمة لكمه ولطمه بكلتا يديها على وجهه ثم بارح الجناة مسرح الواقعة وتخلّصوا من الملابس التي كانوا يرتدونها زمن ارتكابهم لجريمة القتل. الراعي اكتشف الجريمة وبعد فرار المتهمين للتفّصي من جريمتهم كان أحد الرعاة قد عاين السيارة المتسوّغة من قبل الضحية وهي تحترق كما اكتشف جثة هذا الأخير. وقد أثبت تقرير الطبيب الشرعي أن الوفاة كانت نتيجة نزيف داخلي جرّاء تلك الطعنات كما تم ايقاف المتهمين واعترفوا أمام الباحث بأطوار الجريمة فوجهت لهم دائرة الاتهام تهمة القتل العمد مع سابقية القصد بالنسبة للمتهم الاول والمشاركة في ذلك بالنسبة للمتهم الثاني والمتهمة الثالثة طبق الفصول 307 و32 و201 و202 من المجلة الجزائرية ويضاف للأول اضرام النار بمنقول. وقد أحيلوا على أنظار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس وأخرت القضية الى جلسة لاحقة.