5 موقوفين بينهم والد أحد المفقودين وبطاقة إيداع وحيدة الأسبوعي القسم القضائي: أحيل خلال الأسبوع الفارط خمسة أشخاص بحالة أحتفاظ على أنظار السلط القضائية بالمهدية للتحقيق معهم في ملابسات فاجعة «الحرقان» بعرض سواحل المهدية التي خلفت ثمانية قتلى و15 مفقودا. وقد أطلق حاكم التحقيق سراح أربعة أشخاص فيما أصدر بطاقة إيداع بالسجن في شأن المشبوه فيه الخامس وهو والد أحد المفقودين في الفاجعة. التحضيرات الأولى وكان أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش بمنطقة الحرس الوطني بالمهدية تولّوا البحث في الظروف التي حامت حول وقوع هذه الكارثة البحرية ونجحوا بفضل حنكتهم ودهائهم في كشف عدّة حقائق حول هذه الفاجعة التي حطّت أوزارها بمناطق المحمدية غرب العاصمة والسعيدة بوادي اللّيل والمرادسة بجبنيانة وأولاد مبروك بملّولش ومرناق بولاية بن عروس والوردية الخامسة جنوب العاصمة. وكشفت المعطيات المتوفرة ان عددا من الحالمين بالهجرة إلى أوروبا ألتقوا بشاب يدعى الفاهم بن حمدة أصيل منطقة المرادسة من معتمدية جبنيانة وسلّموه مبلغا ماليا للتحضير لعملية الإبحار خلسة وشراء مركب صيد وفعلا وبعد فترة من البحث نجح الفاهم (مفقود) في التعرف على بحار أصيل مدينة الشابة الساحلية واتفق معه بحضور شخص آخر (ألقي القبض عليه) على شراء المركب الذي يتصرّف فيه بمقتضى توكيل سلمه له صاحب المركب وهو طبيب أصيل المنطقة. المرحلة الثانية من التحضيرات وعلمنا ان الأتفاق الأولي ينص على تسلم البحار مبلغ 15 الف دينار تقريبا مقابل التفريط في المركب. في الأثناء حل 18 شخصا من إقليمتونس الكبرى بمنطقة أولاد مبروك حيث تولّى الضحية حمزي بن حمد (21 سنة) اخفاءهم بمنزل بصدد البناء قريب من منزل والديه بناء على أتفاق مع المنظم الفاهم بن حمدة (20 سنة) فيما أتصل الأخير بوالده القاطن بمنطقة المرادسة الريفية وطلب منه إيصال شابين جاءا من العاصمة الى المكان الذي يتجمع فيه بقية المشاركين فأتصل بشخص آخر يملك شاحنة وسلمه عشرة دنانير وطلب منه إيصال النفرين الى مكان حدده له فلبّى السائق طلبه ليرتفع عدد الوافدين من إقليمتونس الكبرى العشرين ثم أنضم إليهم المنظم الفاهم وشاب من منطقته يدعى محمد علي بيكة إضافة للشاب حمزي بن حمد وابن منطقته أيمن بن حسين وهكذا بلغ عدد المشاركين في عملية «الحرقان» 24 شخصا ولكن ساعات قبل الأنطلاق تلقى أحد المشاركين وهو شاب أصيل منطقة المحمدية مكالمة هاتفية من والدته تطالبه بضرورة العودة بسبب مرض والده فتخلف عن الرحلة وعاد من حيث أتى فيما أنطلق «مركب الموت» ليلا من منطقة الحمادة الواقعة بين الشابة وملّولش قبل ان يغرق بمن فيه بعد ساعات من الإبحار خلسة وتحديدا في النقطة المحددة ب 70 كلم شمال شرق ميناء الصيد البحري بالمهدية. العثور على 8 جثث حينها لم يعلم أي كان بالحادثة ما عدا والدة أحد المشاركين وخطيبة مشارك آخر الى أن عثر بحارة على ثلاث جثث عالقة بشباكهم في المياه الدولية لتنطلق عمليات البحث والتفتيش عن مفقودين محتملين الى أن تمكن أعوان البحرية الوطنية من العثور على خمس جثث ليرتفع عدد الغرقى الى ثمانية ويظل البقية وعددهم 15 شخصا في عداد المفقودين. 5 موقوفين في الأثناء كان أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بالمهدية يجهدون انفسهم لفك اللغز فتوصلوا الى ايقاف خمسة أشخاص وهم الشاب الذي تراجع في آخر لحظة عن المشاركة في «الحرقة» ووالد الضحية حمزي بن حمد وسائق الشاحنة الذي قام بإيصال اثنين من المشاركين وشخص آخر حضر اللقاء الذي جمع المنظم بالبحار والذي تمحور حول بيع المركب ووالد المفقود الفاهم بن حمدة وهو الوحيد الذي صدرت في شأنه بطاقة إيداع بالسجن في حين أطلق سراح بقية الموقوفين من طرف السلط القضائية بالمهدية. وفي السباق ذاته علمنا أن أعوان الفرقة الأمنية المذكورة أستمعوا لأقوال صاحب المركب الأصلي وهو طبيب أصيل مدينة الشابة والذي نفى جملة وتفصيلا علمه بمسألة تفريط البحار الذي سلّمه توكيلا في المركب وأكد أنه خالي الذهن من العملية فيما يتواصل اختفاء البحار الذي يرجح أنه فر الى خارج الحدود ويتواصل مع كل يوم جديد انتظار عائلات المفقودين وحيرتهم وحزنهم وألمهم. صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: