الاحتفاظ بالاعلامي مراد الزغيدي مدة 48 ساعة    وزير الخارجية يلتقي عددا من أفراد الجالية التونسية المقيمين بالعراق    تنفيذ بطاقة الجلب الصادرة ضد سنية الدهماني: ابتدائية تونس توضّح    مظاهرات حاشدة في جورجيا ضد مشروع قانون "التأثير الأجنبي"    حالة الطقس ليوم الأحد 12 ماي 2024    أزعجها ضجيج الطبل والمزمار ! مواطنة توقف عرض التراث بمقرين    عاجل : برهان بسيس ومراد الزغيدي بصدد البحث حاليا    وزير الشؤون الخارجية ووزير النقل العراقي يُشددان على ضرورة فتح خط جوي مباشر بين تونس والعراق    يوم تاريخي في الأمم المتحدة :فلسطين تنتصر... العالم يتحرّر    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    مقرر لجنة الحقوق والحريات البرلمانية " رئاسة المجلس مازالت مترددة بخصوص تمرير مبادرة تنقيح المرسوم 54"    مع الشروق .. زيت يضيء وجه تونس    مصادر إسرائيلية تؤكد عدم وجود السنوار في رفح وتكشف مكانه المحتمل    انضمام ليبيا لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل    النادي الافريقي: فك الارتباط مع المدرب منذر الكبير و تكليف كمال القلصي للاشراف مؤقتا على الفريق    النادي الافريقي - اصابة حادة لتوفيق الشريفي    بطولة الاردن المفتوحة للقولف - التونسي الياس البرهومي يحرز اللقب    سوسة: أيّام تكوينية لفائدة شباب الادماج ببادرة من الجمعية التونسية لقرى الأطفال "أس أو أس"    6 سنوات سجنا لقابض ببنك عمومي استولى على اكثر من نصف مليون د !!....    كيف قاومت بعض الدول الغش في الامتحانات وأين تونس من كل هذا ...؟؟!!.    سوسة: بطاقات إيداع بالسجن في حق عشرات المهاجرين غير النظاميين    تطاوين: إجماع على أهمية إحداث مركز أعلى للطاقة المتجددة بتطاوين خلال فعاليات ندوة الجنوب العلمية    الدورة 33 لشهر التراث: تنظيم ندوة علمية بعنوان "تجارب إدارة التراث الثقافي وتثمينه في البلدان العربيّة"    تنظيم الدورة 35 لأيام قرطاج السينمائية من 14 إلى 21 ديسمبر 2024    مهرجان الطفولة بجرجيس عرس للطفولة واحياء للتراث    سليانة: الأمطار الأخيرة ضعيفة ومتوسطة وأثرها على السدود ضعيف وغير ملاحظ (رئيس قسم المياه والتجهيز الريفي)    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    مدير مركز اليقظة الدوائية: سحب لقاح استرازينيكا كان لدواعي تجارية وليس لأسباب صحّية    عاجل/ الاحتفاظ بسائق تاكسي "حوّل وجهة طفل ال12 سنة "..    نحو 6000 عملية في جراحة السمنة يتم اجراؤها سنويا في تونس..    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    أسعارها في المتناول..غدا افتتاح نقطة بيع من المنتج إلى المستهلك بالعاصمة    المهدية.. إفتتاح "الدورة المغاربية للرياضة العمالية والسياحة العائلية"    الجامعة التونسية لكرة القدم تسجل عجزا ماليا قدره 5.6 مليون دينار    عاجل : إيلون ماسك يعلق عن العاصفة الكبرى التي تهدد الإنترنت    القيادي في حركة "فتح" عباس زكي: " الكيان الصهيوني يتخبط لا قيادة له.. والعالم على مشارف تحول جديد"    الحرس الوطني يُصدر بلاغًا بخصوص العودة الطوعية لأفارقة جنوب الصحراء    لويس إنريكي.. وجهة مبابي واضحة    رئيس الجامعة بالنيابة جليّل: اعجاب كبير بعمل الوحيشي وسنبقي عليه    صفاقس: الإحتفاظ بشخصين من أجل مساعدة الغير على إجتياز الحدود البحرية خلسة    استشهاد 20 فلسطينياً في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة..#خبر_عاجل    هذه المناطق دون تيار الكهربائي غدا الأحد..    القصرين: بطاقة إيداع بالسجن في حق شخص طعن محامٍ أمام المحكمة    تونس تشهد موجة حر بداية من هذا التاريخ..#خبر_عاجل    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    مهرجان ريم الحمروني للثقافة بقابس.. دورة الوفاء للأثر الخالد    مسيرة فنية حافلة بالتنوّع والتجدّد...جماليات الإبدالات الإبداعية للفنان التشكيلي سامي بن عامر    الجزائر تتوقع محصولا قياسيا من القمح    البطولة العربية لألعاب القوى تحت 20 عاما : تونس ترفع رصيدها الى 5 ميداليات    بعيداً عن شربها.. استخدامات مدهشة وذكية للقهوة!    تونس تشدّد على حقّ فلسطين في العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتّحدة    الكريديف يعلن عن الفائزات بجائزة زبيدة بشير للكتابات النسائية لسنة 2023    في تونس: الإجراءات اللازمة لإيواء شخص مضطرب عقليّا بالمستشفى    وزير السياحة يؤكد أهمية إعادة هيكلة مدارس التكوين في تطوير تنافسية تونس وتحسين الخدمات السياحية    نرمين صفر تتّهم هيفاء وهبي بتقليدها    إتحاد الفلاحة : '' ندعو إلى عدم توريد الأضاحي و هكذا سيكون سعرها ..''    منبر الجمعة .. الفرق بين الفجور والفسق والمعصية    دراسة: المبالغة بتناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تجهيز مسالك سياحية في أدغال الفايجة... وتوقعات بتطوّر مردودية السياحة البيئية
زيارة استطلاعية إلى مرتفعات خمير:
نشر في الصباح يوم 27 - 05 - 2008


زوار :المنطقة جميلة لكن ينقصها التنشيط
هذه انطباعات رئيس دائرة الغابات بجندوبة ومندوب السياحة بطبرقة وممثل الصندوق العالمي للطبيعة بتونس وأستاذ بمعهد الغابات والمراعي
طبرقة: الصباح
"عليكم انتعال أحذية رياضية وقبعات لوقاية رؤوسكم من أشعة الشمس الحارقة.. تزودوا بما يكفيكم من الماء.. واحملوا ما خف وزنه لأننا سنقضي ساعات طويلة في الجبل وستكتشفون لأول مرة المسالك السياحية البيئية الجديدة التي أنجزت في الحديقة الوطنية بالفائجة والتي أردناكم أن تكونوا من أول من يكتشفها ونأمل أن تكون الزيارة مفيدة وممتعة".. هذا ما قاله السيد فوزي المعموري مثل الصندوق العالمي للطبيعة قبل انطلاق الزيارة الميدانية التي نظمها الصندوق بالتعاون مع وزارتي السياحة والفلاحة والموارد المائية لفائدة صحفيين من مختلف وسائل الإعلام الوطنية إلى مرتفعات جبال خمير والحديقة الوطنية بالفائجة.. وقد كانت بالفعل زيارة تتطلب انتعال الأحذية الرياضية.. لأن المسلك الذي اخترناه يبلغ طوله سبع كيلومترات ويمتد في قلب الغابة وفيافيها..
وقال البعض قبل انطلاق الرحلة: "كيف سنقطع كل هذه المسافة في هذه الأجواء الحارة.. ونحن راجلين؟؟ وقال آخرون وهم من ممثلي الإدارة العامة للغابات الذين رافقونا في هذه الرحلة إن طول هذا المسلك عادي جدا بل يعتبره أحباء الطبيعة قصير للغاية ولا يشفي غليلهم وحب إطلاعهم وفضولهم.
وذكر السيد حبيب قشوري رئيس دائرة الغابات بجندوبة وهو على مقربة من صبورة دونت عليها معطيات أساسية حول الحديقة وحول المسالك البيئية بها أنه تم انجاز أربع مسالك وهي تقريبا جاهزة ويمكن للزائر اختيار أحدها حسب قدراته الجسدية على المشي..
وتبينا من خلال ما دون على الصبورة أن هناك مسلكا مخصصا للعائلات وكبار السن والأطفال الصغار وهو قصير ويمكن قطعه خلال ساعة واحدة ومن خلاله يستطيع الزوار مشاهدة سرب الأيل الأطلسي.. ذلك الكائن النادر الذي كان ذات يوما مهددا بالانقراض لكنه أصبح اليوم يسمى ملك غابات خمير دون منازع ..
كما نجد مسلكا متوسط الطول ويستغرق الزائر في قطعه مدة زمنية تتراوح بين ساعتين وثلاث ساعات. ويوجد مسلك آخر يمكن قطعه في ست أو سبع ساعات وهو الذي سلكه الوفد الإعلامي ومسلك آخر قد يقضي فيه الزائر أكثر من 12 ساعة وهو عادة ما يستهوي أحباء الطبيعة والمغامرين والباحثين والمهتمين بعلم الحيوانات والنباتات..
وبين السيد قشوري أن هذه المسالك تسمح للزائر باكتشاف المكونات الطبيعية لحديقة الفائجة التي تمتد على مساحة قدرها 2632 هكتارا في أقصى الشمال الغربي في جبال خمير وبمشاهدة عديد النباتات العطرية وأشجار الزان والفرنان والثدييات وخاصة الأيل الأطلسي ورصد الطيور والجوارح خاصة وأن الحديقة تأوي 71 نوعا منها إلى جانب 18 نوعا من البرمائيات والزواحف.
وبعد أن قدم لنا بسطة عن الحديقة أعطى السيد حبيب قشوري شارة انطلاق الجولة.. وكان ذلك بعد أن ناولنا أهالي الفائجة ما جادت به أيديهم وما لذ وطاب من "خبز الطابونة .. والملاوي.. وخبز الطاجين المبسس والعسل البيولوجي واللبن والزبدة.. وهي أكلات تقليدية يتضمنها برنامج السياحة البيئية في الجهة.. فالوافد عليها يمكنه أن يتذوق هذه الأطعمة في فطور الصباح وهو جالس تحت ظلال الأشجار الوارفة ويستمع إلى زقزقة العصافير ويتنسم روائح اللنج (الفراولو البري) والريحان والملية والحلحال والزعرور وسبحان خلاّقو وغيره من النباتات التي تعطر المكان..
سياحة الهدوء
خلال جولتنا بالغابة في أحد مسالك الحديقة قدم لنا السيد عبد القادر غزال الأستاذ بمعهد الغابات والمراعي بطبرقة معطيات علمية ضافية حول مكونات هذه الحديقة وذكر أن الأيل الأطلسي يكره الإزعاج وهو ما يتطلب من الزائر الهدوء قدر المستطاع والسير على مهل وعدم إحداث ضجيج يقلق راحته خاصة وأن الكثير من الإناث هي حاليا في فترة الحمل.
وبين أنه من المستحسن أن تكون الفرق المشاركة في الزيارة الاستطلاعية مكونة من عدد محدود من الأفراد لا يتجاوز العشرة.. فالسياحة البيئية على حد قوله تختلف عن السياحة الجماهيرية..
وهو نفس ما أفادنا به السيد وحيد الصغير المندوب الجهوي للسياحة بطبرقة إذ قال إن وزارة السياحة تهتم بالسياحة البيئية لكن هذا الاهتمام لا يعادل اهتمامها بالسياحة العادية أي السياحة الشاطئية.. وبين أن هناك دراسة إستراتيجية قام بها ديوان السياحة بالتعاون مع وكالة التعاون الفني الياباني وتم التركيز فيها على موضوع السياحة البيئة.. وقال إن الشهر الماضي شهد إعطاء شارة الانطلاق للسياحة البيئية في القيروان وزغوان وذكر أن الفائجة يمكن أن تكون موضوعا للسياحة البيئية لكن البنية الأساسية على حد قوله لم تكتمل بعد..
ولا شك أنه محق في قوله إذ لاحظنا ونحن نتجول في هذا المسلك في بطن الغابة غياب الحاويات وبيوت الراحة والمقاعد المخصصة للاستراحة وغيرها..
وبين المندوب أن السياح الايكولوجيين هم من النخبة.. وأن السياحة البيئية لها خصوصية معينة وهي أنها متعلقة أساسا بالبيئة.. ولاحظ أن الانجازات في هذا القطاع يجب أن يتم بتأن.. حفاظا على البيئة والطبيعة وعن سؤال يتعلق بعدد النزل المتحصلة على الراية الزرقاء أي النزل الحاصلة على علامة تؤكد أنها تحترم البيئية بين أنه لا يوجد بعد في طبرقة مثل هذه النزل.. كما قال إن سياحة الصيد تجد أيضا مكانة هامة في البرنامج الترويجي الذي تقوم به وزارة السياحة بالخارج.
ولتجاوز إشكالية موسمية النشاط السياحي بالشمال الغربي قال"نحن بصدد تنويع المنتوج والنشاط السياحي بالمنطقة والخروج من التركيز فقط على النشاط السياحي الشاطئي الصيفي وإدراج السياحة الأثرية والسياحة الايكولوجية وذلك باستغلال عديد المناطق الطبيعية على غرار مخثة دار فاطمة والفائجة وماجل الشيطان..
وعن سؤال آخر يتعلق بمدى التنسيق بين وزارات الفلاحة والموارد المائية والبيئة والتنمية المستديمة والسياحة لتكثيف أنشطة السياحة البيئة في الجهة. بين أن هناك تنسيقا فعليا بين مختلف الأطراف المتدخلة وذكر أن مشاركة الوزارة الصندوق العالمي للطبيعة في تنظيم الزيارة الميدانية للصحفيين مثلا يندرج في إطار التنسيق مع جميع المتدخلين في الفائجة.. لكن الهدف المنشود على حد قوله "ليس في أن تكون السياحة البيئية بنفس مستوى السياحة الشاطئية لأن هناك اختلاف واضح بين الأولى والثانية".. وذكر أنه حينما نتحدث عن تطور السياحة البيئية فهذا لا يعني "أننا مطالبون بجلب مليون سائح بيئي إلى المكان؟؟"..
وقال "لا تنسوا أيضا أننا انطلقنا في إرساء السياحة الشاطئية منذ 40 سنة.. ولكن انطلاق السياحة البيئية كان منذ سنوات قليلة فقط.. لكن تركيز منتوج سياحي بيئي شهد تطورا ملحوظا في الفترة الماضية.. واقترح الإعلاميون عليه تنظيم رحلات منظمة لمحمية الفائجة لفائدة السواح.. فأجاب أنه تم التفكير في ذلك على أن تنطلق الرحلات من أحد نزل طبرقة إلى شمتو وبلاريجيا والفائجة ودار فاطمة وغيرها ويكون سعرها في حدود ثلاثين دينارا.
سكان الغابة
خلال مرورنا بالمسلك فاجأنا نباح الكلاب فأخبرنا ممثل الصندوق العالمي للطبيعة أنه بعد مسافة قصيرة سنمر على مقربة من دوار شهيد وهو يتكون من 13 عائلة تنتمي إلى مجمع التنمية الفلاحية وقد كان المجمع في البداية جمعية غابية ثم أصبح مجمعا غابيا للتنمية المشتركة والآن تحول إلى مجمع للتنمية الفلاحية وبين أن هناك قرابة 400 عائلة تقطن في دوائر الفائجة.. وأن الصندوق قام بدورات تكوينية للعديد من سكان المنطقة لتحسين مهاراتهم في تقطير النباتات العطرية وانتاج العسل البيولوجي وتعتبر هذه الأنشطة موردا من موارد رزقهم.. وتم تمكينهن من بيوت النحل ومعدات رحى عصرية لتسهيل أعمال التقطير واستخراج الزيوت. وتم في ببوش تطوير قدرات الحرفيين في صنع التحف الخشبية إذ تبين في الماضي أن شكل القطع غير جميل لذلك تم تكوين عدد منهم لتملك القدرات اللازمة لتجويد منتوجاتهم التقليدية اليدوية لتكون أكثر رواجا. كما تم تكوين عدد من الفتيات والنساء في الطبخ والاستقبال وهن اللائي يطبخن الآن ويقدمن الأكل لزوار الفائجة..
وقال " قبل سنوات قليلة.. لم يكن من السهل علينا دعوة إمرأة أو فتاة تقيم بأحد الدواوير المحيطة بالفائجة لنعلمها الطبخ ولتتملك المهارات اللازمة لاستقبال السائح وتقديم الطعام له.. لكن الآن تغير الحال.. وبعد قطع أشواط كبيرة في تنفيذ المشروع الممول عن طريق التعاون الاسباني بقيمة 1 فاصل 5 مليون دينار الذي ينجزه الصندوق بالتعاون مع منظمة "إيبادي" ووزارة الفلاحة والموارد المائية تغيرت عقلية سكان القوايرية وفرنانة وعين دراهم والفائجة وأصبحوا أكثر انفتاحا وأصبحت لهم أفكار جديدة لتحسين ظروف عيشهم".
وأضاف الأستاذ المعموري أنه من المهم تشريك السكان المحليين بالجهة في الخيارات والمشاريع المزمع انجازها لفائدتهم فالمهم هو أن تكون لهم قناعات راسخة وقوية بجدوى هذه النوعية الجديدة من المشاريع المندرجة في إطار السياحة البيئية..
وذكر أن المشروع سالف الذكر انطلق في شهر جوان 2005 وسينتهي في شهر جويلية 2008 وسيتم في النصف الثاني من شهر جوان تنظيم ملتقى لاختتامه وتقييمه..
وحدثنا الخبير عن الخاصيات التي يتميز بها الشمال الغربي والتي يمكن تثمينها في مجال السياحة البيئة وهي البحر والشلالات والمرتفعات والهضاب والغابات والجبال والمنخفضات ونجد في جهة خمير مشاهد طبيعية خلابة تمتد من كاب سيرات إلى كاب نيقرو ثم الفائجة وعين الزانة ودار فاطمة وخروفة وماجن الشيطان ومحيبس وإشكل ولو يتم ربطها ببعضها سيكون هناك مسلك سياحي بيئي جذاب كما يمكن إضافة بحيرة اشكل إذ تعد هذه المنظومة الطبيعية مأوى لعديد الأنواع من الطيور ولثعلب الماء. وقال إنه يمكن تشريك السياح مثلا في عمليات الصيد البحري وفي علميات تقطير النباتات العطرية وخاصة زيت الريحان والقذوم كما يمكن توظيف المعارف التقليدية الفلاحية في المسالك السياحية البيئية مثل اطلاع السائح على طرق الدرس بالجاروشة ودعا المعموري إلى بعث متحف للعادات والتقاليد بطبرقة.. كما أثار إشكالية عدم تملك السواد الأعظم من متساكني غابات خمير لمساكنهم وهو ما يقلقهم ولا يشجعهم على الاستثمار. وقال المعموري إنه من المهم أيضا توظيف دليل مختص في السياحة البيئية بالحديقة الوطنية بالفائجة لكي يرافق الزوار في جولتهم بالغابة.
وبعد قطع الجزء الأكبر من مسافة المسلك السياحي البيئي.. وبعد أن تصبب الجميع عرقا ونفذت لديهم كميات المياه وأرهقهم المشي كانت المفاجأة وهي الوصول إلى زريبة الأيل الأطلسي الممتدة على مساحة تتجاوز أربع هكتارات وهناك شاهدنا سربا من هذا الحيوان الثديي اللبون.. والتقطنا له الكثير من الصور.. ثم أتممنا الرحلة وكل يقول "لقد تخلصنا اليوم من كل الشحوم الضارة في أجسادنا".
ولما أنهينا المسلك السياحي تحولنا إلى الفضاء المخصص للاستقبال وتناولنا هناك وجبة الغذاء وكان طبق الكسكسي أيضا من إعداد نسوة الفائجة.. وبعد الغذاء أتممنا الرحلة الاستطلاعية وزرنا كاف النقشة وهو برج لمراقبة الحرائق في شكل مرتفع صخري شاهق الارتفاع ولا يستطيع تسلقه إلا الرياضيين.. وشاهدنا فوق قمة هذا البرج الذي يرتفع على سطح البحر بنحو 712 مترا مختلف أرجاء الغابة والحدود الجزائرية.. ويذكر أننا خلال الزيارة ومن خلال الإرساليات التي وصلتنا عبر الهاتف الجوال لاحظنا أن هناك مناطق في الغابة مغطاة بشبكات الهاتف الجوال التونسية وأخرى بشبكات جزائرية.. وقال العون المكلف بالمراقبة إن الحراسة تتم طيلة 24 ساعة ويتداول عليها يوميا ثلاثة أعوان وأن البرج مجهز بمخابر لا سلكية لمراقبة الغابة..
متحف إيكولوجي
بعد كاف النقشة كان المقام مطولا في المتحف الإيكولوجي الذي يعتبر من المكونات الأساسية للحديقة إذ يحتوي على بيانات ومعطيات علمية وتربوية وفيه عروض حية بالصوت والصورة والمجسمات للنباتات والحيوانات الموجودة هناك.. إضافة إلى خريطة مفصلة للحديقة ودواويرها على غرار دوار الفائجة ودوار الرحيم ودوار البطحة ودوار المواجن وأم الديسة وستاتير ودوار المروج.. ولا شك أن كل سكان هذه الدواوير في حاجة إلى موارد رزق إضافية لتثبيتهم بهذه المنطقة الحدودية الوعرة كما يجب تقريب الخدمات منهم لأن هناك من العائلات من تقطع مسافة طويلة للوصول إلى الحنفية العمومية وجلب المياه..
وتحولنا في خاتمة الزيارة إلى الفضاء المخصص للتربية البيئة وللإقامة وهو مبنى تم تجهيزه بقاعة محاضرات وبمبيتين: واحد للذكور والآخر للإناث وغرفة نوم للمشرفين على تنظيم الرحلة وفيهما عدد كبير من الأسرة والخزائن والمفارش وكل ما تتطلبه الإقامة كما نجد فيهما أدواش للنساء وأخرى للرجال ومطبخا مجهزا بكل المعدات وهي كلها من اقتناء الصندوق العالمي للطبيعة.. وعبر المعموري عن أمله في أن يتم الشروع في استقبال الزوار فيهما لتمكين متساكني الغابة من العمل والتخفيض في نسبة البطالة بالجهة.
وأشار الإعلاميون إلى ضرورة توفير المعدات الضرورية لترويج السياحة البيئية على المستويين الداخلي والخارجي. وقالوا إنه يجب تحديد المسالك البيئية بكيفية أدق وتجهيزها بالمرافق الضرورية وخاصة ببيوت الراحة.. واقترحوا توفير العدد الكافي من الحاويات وتعريف الخواص بالإمكانيات المتاحة للاستثمار في مشاريع السياحة البيئية وكان السيد فوزي المعموري قد كشف أن القطاع الخاص لم ينخرط بعد في جهود السياحة البيئية وأن الكثير من الناس لم يفهموا بعد معنى السياحة البيئية.
سعيدة بوهلال
جبال خمير... صيدلية محلية
خمير - الصباح
أصبح التداوي بالأعشاب الطبيعية اليوم ممارسة شائعة لدى العديد من الباحثين عن علاج ملائم دون تأثيرات غير مرغوب فيها.. وتشير معطيات وزارة البيئة والتنمية المستديمة المتعلقة بالحديقة الوطنية بالفائجة إلى أن السكان المحليين بالجهة لجؤوا منذ زمن بعيد إلى استعمال المزايا الطبيعية للنباتات وتوارثوا مكتسباتهم المعرفية في هذا المجال من جيل إلى آخر..
وتتمثل النباتات الطبية المستعملة بمنطقة خمير في الريحان ويستمعل لعلاج قرح المعدة وأوجاع المعدة والتهاب اللثة والإسهال والسعال.
كما نجد اللنج ويستعمل لعلاج السكري وارتفاع ضغط الدم والاسهال.
ونجد ملية مونبيلييه وتستعمل لعلاج الجروح والحروق وعضة الكلب.
ومن النباتات الأخرى نجد الحلحال ويستعمل لعلاج السعال والتهاب الأمعاء وأوجاع المعدة والربو والهستيريا كما نجد الزعرور ويستعمل لعلاج ارتفاع مستوى الكوليستيرول والدهون في الدم أما الرند فيستعمل لعلاج التوتر وأوجاع الرأس وداء المفاصل وبعض الأمراض الجلدية.
لكن لا بد من التذكر أنه يجب استعمال النباتات الطبيعية لأغراض طبية بحذر بالغ نظرا لأن المقدار السام لا يبعد أحيانا عن المقدار الفعال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.