يتواصل النشاط حثيثاً في مختلف فضاءات التصوير للانتهاء من تصوير الأعمال الدرامية والكوميدية التي ستعرض خلال شهر رمضان المبارك على الفضائية التونسية. والتلفزيون التونسي سيحافظ كغيره من المحطات التلفزيونية العربية على تقديم أعمال تونسية من حين لآخر، وخاصة في شهر رمضان المبارك. ومن بين أهم الأعمال يبرز سيتكوم «شوفلي حل» الذي يتواصل إنتاجه وعرضه للموسم الثالث على التوالي بعد نجاحه الكبير، إضافة إلى مسلسلين جديدين هما «حسنة» و«الليالي البيض». شوفلي حلّ :كوميديا اجتماعية ساخرة سلسلة تلفزيونية من ثلاثين حلقة (مدة الحلقة الواحدة 30 دقيقة)، وهي من تأليف الكاتب حاتم بلحاج وإخراج صلاح الدين الصيد (من أهم المخرجين وحاصل على عديد من الجوائز العربية)، ويتولى أداء أبرز شخصيات العمل :كمال التواتي، منى نور الدين، سفيان الشعري، آمال البكوش، كوثر بلحاج، جميلة الشيحي، فيصل بالزين ... وتتواصل أحداث السلسلة بين عيادة الطبيب النفساني ومحلّ العرّافة التي تستغل سذاجة حرفائها لكسب مال وفير. وفي قاعة الإنتظار في عيادة الدكتور ومحل العرافة تدور أحداث طريفة بين الحرفاء لكن ماهو جديد العروسين عزة والسبوعي بعد العودة من شهر العسل. وسط هذه المناخات تتفاعل مختلف شخصيات العمل لتقدم مواقف من الواقع التونسي اليومي بشكل كوميدي ساخر. ويذكر أن هذا العمل يقدم للموسم الثالث على التوالي بعد أن حقق نجاحا كبيرا وقد إقتنته التلفزة الجزائرية إلى جانب أعمال تونسية أخرى. حسنة :أوّل لقاء بين اللواتي وعرافة مسلسل «بسيكو درامي» إجتماعي في 15 حلقة (مدة الحلقة ساعة تلفزيونية)، من تأليف أهم كتاب السيناريو في تونس الشاعر والناقد الفني الأستاذ علي اللواتي الذي كتب للتلفزيون والمسرح عددا من الأعمال الناجحة والتي عرضت في تونس وتلفزات عربية أخرى منها: الخطاب ع الباب، قمرة سيدي محروس، منامة عروسية، حسابات وعقابات ...ويخرجه الأستاذ حمادي عرافة الذي عرف هو الآخر بإخراجه عددا من الأعمال الإجتماعية المعاصرة. ويعتبر هذا العمل أول لقاء بين الكاتب والمخرج، كما يسجل هذا المسلسل عودة الممثلة المتميزة سنيا المؤدب بعد غيابها عن الشاشة لسنوات، ويشاركها تقديم شخصيات هذا العمل :يونس فارحي، علي بنور، سامية رحيم، زهير الرايس، لطفي العبدلي، محمد علي بن جمعة ... وتتلخص أحداث المسلسل في أن عقيلة أرملة حمزة عبدالمقصود الديبلوماسي السابق تعيش في شبه عزلة في بيت كبير قديم مع ابنتها ثريا وابنها المنذر وزوجته حسنة، ويخيم على البيت جوّ من الضيق والأسى ويجد سكانه صعوبة في التفاهم والتواصل لأسباب عدّة منها ميل إلى الإنطواء والذكرى المؤلمة لغياب سلاّمة ابنة عقيلة عازفة الكمنجة الموهوبة التي انتحرت كما يقال إثر فشلها في مناظرة عزف دولية، تاركة زوجا وولدا. ويزيد من العزلة النفسية للعائلة وجود البيت في منطقة على أطراف المدينة تنقطع أو تكاد عن المحيط الإجتماعي والثقافي. وتسيطر عقيلة المرأة الفظّة المتعجرفة على الجميع معمقة الهوّة التي تفصلهم عن الواقع وتفرض عليهم آراءها القديمة حول الوجاهة والتربية والتصرف في شؤون البيت. تمرّ ثلاث سنوات على موت سلاّمة ...وتستمر القصة في إقتفاء أقدار أفراد العائلة الباحثين، كلّ بطريقته، عن الخلاص، أقدار تتآلف أو تتنافر، تتجاذبها رياح العواطف والرغبات الذاتية وعواصف الأحداث الخارجية ...كلّ ذلك على ايقاع موسيقى كمان سلاّمة ومن خلال ذكراها الموجعة التي تطفو بين الحين والحين على الذاكرة ... الليالي البيض :جرأة غير مسبوقة في عرض الواقع الإجتماعي التونسي مسلسل درامي إجتماعي في 15 حلقة (مدة الحلقة ساعة تلفزيونية)، من تأليف أستاذة الحضارة في الجامعة التونسية رفيقة بوجدي (تكتب لأول مرة للتلفزيون)، ومن إخراج الأستاذ الحبيب المسلماني، وهو من أهم المخرجين في التلفزة التونسية وله في رصيده عدد من الأعمال الناجحة ومتحصل على عديد من الجوائز آخرها : الجائزة الذهبية في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون عن الفيلم الروائي- الوثائقي ابن خلدون ويشارك في هذا العمل عدد من الممثلين والممثلات :فتحي المسلماني، آمال سفطة، صلاح مصدق، سوسن معالج، أحمد الحفيان، سناء كسوس ...وثلة من الشباب. وتدور أحداث المسلسل في الوقت الراهن ويعرض لصور من واقع العائلات التونسية اليوم، حلوه ومرّه، ونماذج من شباب مختلف بيئة ونشأة وتعليما، بعضه يصارع تكريسا لقيم الصدق والعمل والوفاء، وبعضه يختار من الحلول أسهلها، فينجرف وراء أحلام برّاقة، إنبهارا يعمي عن الحق، ومشاهد قاسية قسوة ليالي الشتاء البيض، ولكنّها منبئة حتما بمولد ربيع جديد، تستفيق فيه الحياة من سبات عميق ... عمل يرجح أن يحدث ضجة إجتماعية عند عرضه في رمضان لأنه يتضمن جرأة غير مسبوقة في الدراما التونسية من خلال العرض المباشر والفاضح لنماذج من سلوك الحياة اليومية. لكن كيف سيتقبل المشاهد هذه الأعمال؟ هذا ما سنتبينه في رمضان المقبل.