تونس الصباح: باستثناء الفنان الاصيل عدنان الشواشي فان لا أحد تقريبا ممن يعرفون بأنهم «نجوم الساحة» الفنية استجاب لدعوة الفنانة سنية مبارك وقبِل المشاركة في الدورة الاخيرة لمهرجان الموسيقى التونسية.. فلا الفنانة صوفية صادق استجابت ولا أمينة فاخت ولا صابر الرباعي.. كل هؤلاء وغيرهم خلال السنوات القليلة الاخيرة ممن دأبوا على «مقاطعة» مهرجان الموسيقى التونسية بدعوى انهم «كبروا» واصبحوا «نجوما» وبالتالي فانه لم يعد «يليق» بهم أن يشاركوا مع «كل من هبّ ودبّ» في مهرجان موسيقي تونسي يحتفي بالاغنية التونسية سنجدهم في المقابل حاضرين بقوة في حفلات المهرجانات الصيفية وخاصة منها الدولية. بين «الرطل» و«الكيلو»! ولأننا لا نروم من خلال هذه الورقة مناقشة «حق» هؤلاء وحريتهم في أن يختاروا في أي المحافل يشاركون وفي أي المناسبات يلتقون بجمهورهم.. ولأننا ايضا لا نريد ان نخوض من جديد في مسألة حق تظاهراتنا الثقافية الوطنية بالمقابل في أن يكون لها نصيبها المعلوم من «نجومية» هؤلاء ومساهمتهم في الارتقاء بمستواها الفني فاننا سنتساءل فقط عن الاسباب «الوجيهة» التي تكون تقف وراء «ظاهرة» عزوف هؤلاء عن المشاركة في مهرجان الموسيقى التونسية في مقابل «حرصهم» على المشاركة في المهرجانات الصيفية. اول ما يتبادر الى الذهن ربما هو الحافز المادي.. فكما يجنيه «النجم» التونسي من مبلغ مالي معلوم مشاركته في احياء حفل واحد في أحد المهرجانات الصيفية الكبرى يفوق في حجمه معلوم الجائزة الاولى في مهرجان الموسيقى مثلا بثلاثة اضعاف على الأقل. ولأن «الرطل» يغلب «الكيلو» فان نجما تونسيا عربيا مثل صابر الرباعي مثلا لا شك أنه يفضّل ان يكون حاضرا في مهرجان قرطاج الدولي الصيفي في اطار حفل خاص به يجني منه عشرات آلاف الدنانير فضلا عن الدعاية الاعلامية على أن يكون حاضرا بوصفه «متسابقا» في مهرجان الموسيقى التونسية من أجل «امكانية» الفوز بجائزة مالية لا يتجاوز مقدارها في اقصى الحالات عشرة آلاف دينار يقتسمها بالتساوي مع كاتب كلمات الاغنية وملحّنها!!! وما نقوله عن صابر الرباعي ينطبق ايضا على صوفية صادق وأمينة فاخت.. ولكن، هل هذه هي وحدها اسباب مقاطعة «نجوم» الاغنية في تونس لمهرجان الموسيقى التونسية و«تهافتهم» بالمقابل على احياء الحفلات العامة في اطار المهرجانات الصيفية؟ هل أن «وليمة» المهرجانات الصيفية ومكاسبها المالية عي التي تجعلهم لا يخرجون من «جحورهم» الا صيفا؟! لا شك اننا ربما نظلم بعض فنانينا اذا ما اجبنا عن هذا السؤال بنعم.. ذلك أن بعض المآخذ التنظيمية التي يبديها هؤلاء على مهرجان الموسيقى التونسية ويبرّرون من خلالها عدم تحمّسهم للمشاركة في مختلف سهراته الفنية تبدو أحيانا وجيهة مثل مسألة وضع جميع الفنانين والمتسابقين في «سلّة» واحدة.. فالمنطق يدعو في رأينا الى ضرورة وضع «اقسام» مختلفة للمسابقات.. ولِمَ واحدة خاصة بالنجوم في مهرجان الموسيقى التونسية. ومهما يكن من أمر ومع تمنياتنا لنجوم الاغنية التونسية ممن سيكون لهم حضورهم العام في سهرات المهرجانات الصيفية بالتوفيق والنجاح والكسب المادي الوفير.. فاننا ندعوهم الى أن يتحمّسوا ايضا للمشاركة في التظاهرات الثقافية الوطنية التي تقام على امتداد السنة تماما مثل تحمسهم «المبالغ فيه» للمشاركة في المهرجانات الصيفية.. وكل عام وهٌم بخيْر!