قرطاج (وات) أشرف الرئيس زين العابدين بن علي صباح أمس السبت على الاحتفال بالذكرى الحادية والخمسين لانبعاث الجيش الوطني وحيا رئيس الدولة في مستهل الموكب الذي انتظم بهذه المناسبة العلم على انغام النشيد الوطني قبل ان يتفقد وحدات الجيوش الثلاثة التي ادت له التحية. ثم توجه رئيس الجمهورية والقائد الاعلى للقوات المسلحة إلى كافة وحدات الجيش الوطني بالامر اليومي التالي: » بسم الله الرحمان الرحيم ايها الضباط وضباط الصف والجنود نحتفل اليوم بكل اعتزاز بالذكرى الحادية والخمسين لانبعاث الجيش الوطني. ويسعدني بهذه المناسبة المجيدة ان اتوجه باخلص التهاني واطيب التمنيات إلى سائر افراد جيشنا الباسل وان اعرب لهم عن عميق تقديري وتشجيعي لما يبذلونه من جهود وتضحيات في اداء واجبهم المقدس حفاظا على سيادة الوطن وتعزيزا لمناعته ودعما لمسيرته التنموية الشاملة. واننا نقف في هذا اليوم الاغر اجلالا للتضحيات الجسام التي قدمتها قواتنا المسلحة طوال العقود الخمسة الماضية ونعرب عن اسمى مشاعر الاكبار والعرفان لكل الذين استشهدوا في سبيل تونس وجسموا بنبل وشرف روح الوفاء والفداء لها دون سواها. ايها الضباط وضباط الصف والجنود لقد ارسينا دعائم التكوين العلمي والتقني الحديث بالمؤسسات التعليمية العسكرية وعملنا على تطوير معداتها وتجهيزاتها بما ينمي قدرات جيشنا ويوفر له الظروف الملائمة لمواكبة مستجدات العصر واكتساب متطلبات الصمود والمناعة. كما حرصنا على تحسين المرافق الضرورية للعمل والاقامة بالمنشات العسكرية وعلى تنويع الصيغ التي نمكن بها افراد قواتنا المسلحة من الحصول على المسكن اللائق. وعززنا قطاع الصحة العسكرية واعدنا تنظيم هياكله ودعمه بمختلف المرافق الضرورية والمعدات الطبية العصرية واحدثنا مراكز صحية بالجهات لتشمل بخدماتها كل الوحدات العسكرية. وحرصنا كذلك على تطوير منظومة التكوين المهني بورشات الجيش لتستوعب اكثر ما يمكن من الشبان المجندين حتى يستفيدوا خلال المدة التي يقضونها في اداء واجبهم الوطني من التكوين الذي يؤهلهم بعد عودتهم إلى الحياة المدنية للاندماج في سوق الشغل. وكرسنا الشراكة بين المؤسسات المدنية والعسكرية في كل ما يخدم المصلحة الوطنية. واذ اعرب لكم عن ارتياحي لحصولكم على اعلى مستويات التكوين والتدريب والاداء فاني اشيد بمساهماتكم القيمة في دفع مسيرة البلاد التنموية وتقديم جليل الخدمات لصالح المواطنين في مجالات النجدة والانقاذ والاسعاف وفي مجابهة الكوارث والآفات الطبيعية والمحافظة على البيئة والمحيط والمشاركة الايجابية في التحكم في الطاقة وترشيد استعمال الموارد المائية. ولا يفوتني بهذه المناسبة ان اعرب عن اكباري لكل افراد جيشنا الذين يشاركون ضمن القوات الاممية في عمليات حفظ السلام في عدة بقاع من العالم وبقارتنا الافريقية خاصة حيث وجدوا كل الترحيب والتنويه وتركوا احسن الانطباعات وشرفوا تونس وجلبوا لها المزيد من الاحترام والتقدير. ايها الضباط وضباط الصف والجنود اجدد ثقتي بكم وبقدراتكم وكفاءاتكم مكبرا فيكم الاخلاص للوطن والوفاء للنظام الجمهوري والتفاني في الاضطلاع بواجبكم على افضل وجه ذودا عن تونس وصيانة لمكاسبها وتعزيزا لمناعتها ودوام عزتها. عاشت تونس حرة آمنة ابد الدهر عاشت الجمهورية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». واثر القائه الامر اليومي قلد رئيس الدولة شارات الرتب لعدد من العسكريين كما قلد عددا آخر منهم الوسام العسكري. وقد حضر هذا الموكب النائب الاول لرئيس التجمع الدستوري الديمقراطي والوزير الاول ورئيسا مجلس النواب ومجلس المستشارين واعضاء الديوان السياسي للتجمع ووزير الدفاع الوطني وسامي ضباط الجيش.