تونس/الصباح: الحدث كان استثنائيا مساء امس الاول بالمسرح البلدي بالعاصمة بتنظيم حفل فني كبير في أول مهرجان للاذاعة التونسية اراده المشرفون عليه ان يكون موعدا لتتويج المتميزين في مختلف الانتاجات السمعية والتأكيد على ان الاذاعة باقية.. في المشهد السمعي رغم تعدد تكنولوجيات الاتصال بل لعلها هي الجزء الهام في كل ثورة اتصالية.. اذاعيون ومثقفون التقوا مساء امس الاول للاحتفال بأول مهرجان اذاعي سيتحول حتما الى موعد سنوي للنقاش والتحاور في كل ما له علاقة بالمشهد السمعي ومدى تفاعل المتلقي ما تقدمه وتطرحه الاذاعة عليه من برامج وريبورتاجات واغنيات ومنوعات. لطفي بوشناق هرم غنائي الحفل الفني الذي نفذته الفرقة الموسيقية للاذاعة التونسية بقيادة عازف العود المعروف عبد الحكيم بلقايد قدم لنا لطفي بوشناق في 3 أغنيات جديدة منها قصيدين (الاول بالاشتراك مع درة الفورتي والثاني بمشاركة درصاف الحمداني).. ليتأكد الجميع على ان هذا الفنان سيبقى بل لعله كذلك علامة بارزة وقيمة ثابتة في المدونة الغنائية التونسية.. صوت قوي شامخ.. ثابت متشبع بالموسيقى خبيرا لكل خفاياها. اكد لطفي بوشناق انه لازال وفيّا لنهجه الفني الذي اسّسه وعبّد طريقه على مدى اكثر من عشرين سنة: الكلمة المعبرة عن الاحاسيس الانسانية بكل صفاء ونقاء وبهاء. ومثل هذا الحفل الغنائي الاذاعي فرصة لملامسة اصوات أكدت الاحداث انها تجتهد وتعمل بكل هدوء على نحت مسيرة فنية ثابتة متشبعة بروح الموسيقى التونسية كمنجية الصفاقسي التي قدمت رائعة الراحلة صليحة (يا خيل سالم) او سمية المرسني (يا اللي عيونك في السما) وسمية الحثروبي (ماثناها).. وعاد جمال الشابي بالذاكرة الى احدى روائع الراحل محمد الجموسي (ريحة البلاد) بحضور ركحي متميز وتفاعل صادق ومقنع مع مضمون هذه الاغنية وبرز منير المهدي بالاداء المقنع والممتع لعدد من الالوان الموسيقية التونسية الاصيلة التي تابعها الجمهور الغفير بكل انتباه. عماد بن عمارة: المفاجأة؟ مثّل تنوع عماد بن عمارة بجائزة افضل معلق رياضي بالاعتماد على الارساليات القصيرة مفاجأة لم تكن منتظرة فالكل كان ينتظر تتويج خليفة الجبالي او المنجي النصري او نوفل الباشي.. لكن صعود عماد بن عمارة «المفاجئ» على حد تعبير الكثير من الحاضرين خلف عديد الاسئلة التي تحتاج الى جواب مقنع حول مدى «مصداقية» هذه الارساليات؟.. ثم لماذا تم الاعتماد عليها؟ ألم يكن من الاجدى مثلا تشكيل لجنة من قدماء المعلقين والرياضيين وحتى المدربين والاعلاميين الرياضيين لهذه المسابقة حتى لا تبقى المسألة مرتبطة بعديد التأويلات التي نحن في غنى عنها. تألق اذاعة تونس الثقافية ما نلاحظه ايضا في جوائز الدورة الاولى لمهرجان الاذاعة التونسية ان اذاعة تونس الثقافية التي لم تترشح قياسا بباقي الاذاعات في البرامج الرياضية باعتبارها غير معنية بهذا الشأن كما انها لم تشارك في المنوعات التنشيطية على اعتبار ان برامجها موجهة ومختصة.. نجد ان هذه الاذاعة الفتية قد توجت بجائزتين وهذا يعني تألقها وتميزها باقتصارها على مسابقات دون اخرى. ذهبيتان لتطاوين اذاعة تطاوين توجت بذهبيتين الاولى في مسابقة البرامج الثقافية والثانية في مسابقة البرامج الرقمية (وهي الاذاعة الوحيدة التي توجت بذهبيتين) في حين ان اذاعة صفاقس حصلت على الذهب في مسابقة اللحن المميز وآل الذهب في مسابقة البرامج الحوارية ل«راديو موزاييك F M» وكان للمنستير ذهب مسابقة الومضة الاشهارية. اذاعتان دون تتويج قفصة والكاف الاذاعتان الوحيدتان لم يشملهما التتويج رغم حضورهما في مختلف المسابقات. حاتم وكريمة حصول الاذاعة الوطنية على جائزتي مسابقة افضل منشط لمساحة حرة من خلال حاتم بن عمارة وكريمة الوسلاتي كان منتظرا ومتوقعا على اكثر من مستوى فحاتم بن عمارة يتوفر على تجربة اذاعية وتلفزيونية تفوق العشرين سنة وفي رصيده عديد البرامج الاذاعية المباشرة التي لها طابعها الخاص في المشهد السمعي. اما كريمة الوسلاتي فهي تمثل الجيل الاذاعي الجديد الذي نجح في نحت مسيرة متميزة لما تتوفر عليه من حيوية في تعاملها مع المصدح.