تراهن العديد من المهرجانات الصيفيّة على الأعمال المسرحيّة التي تعتبر عنصرا مركزيّا في برمجة التظاهرات الثقافية ولا يمكن ان نغفل دور المسرح وقيمته في ايصال خطاب فكري وجمالي، له خصوصيّاته وله جمهوره لذلك تحرص العديد من الفرق على إعداد العدّة للصائفة حتى تنخرط في المشهد الابداعي الصيفي ومن بين الإنتاجات الجديدة التي سيلتقي بها عشاق الفن الرابع يمكن ان نذكر تحت برج الديناصور نص واخراج عبد الوهاب الجملي تمثيل توفيق العايب وعبد المنعم شويّات، هذه المسرحية هي العمل الرابع في باكورة انتاج مجموعة كرياتيس التي يديرها رمزي عزيز. برج الديناصور تطرح تصورا حدثيا يدور حول خط فكري يقول: أمام عدم توفر غرفة مستقلة في دار المكفوفين يضطر يوسف الى تقاسم غرفة مع النزيل الجديد جعفر وبمرور الوقت يحتدّ بينهما الخلاف الناشيء عن طبيعة عملهما (موظّف وموسيقى)، إذ يعود جعفر في ساعة متأخرة من الليل ليؤرق نوم يوسف بصخبة فيقرر يوسف الخروج من صمته وكسر حاجز النفور المتبادل فيعلن رفضه لهذه الوضعية، فتنطلق مشاجرة بينهما ولكن بعد ذلك ينشأ التواصل بينهما للمرة الأولى وفي هذا الخضم من المدّ والجزر يغزو المكان شبح الفئران التي تخيف يوسف وتفزعه وتسمح لجعفر بممارسة بطولاته من خلال مطاردته إيّاها في معركة حاسمة يتقلص على اثرها تصور يوسف تجاه ضيفه ويحاول التقرّب اليه مشيدا بشجاعته مقدّرا لحماسه ولكن جعفر يرفض كل محاولات التودد ويواصل تجاهل يوسف واحتقاره وتتواصل القطيعة بين الشخصين وفق بناء مسرحي متنام فيه الكثير من الإيحاءات والدلالات الاجتماعية والنفسية التي تسعى الى ابراز الأنا في علاقتها بذاتها وفي علاقتها بالواقع الذي تعيش في صلبه.