هجمات إرهابية يستفيق عليها العالم من حين الى آخر تستهدف اوروبا، وعدد كبير من منفذيها يحملون الجنسية التونسية بعضهم ولد وترعرع في بلد أوروبي وأصبح بعد ذلك يحمل الفكر المتطرف والبعض الاخر هاجر سرا الى ايطاليا ليصل الى بقية بلدان الاتحاد الاوروبي، هجمات خلفت عشرات القتلى ان لم نقل المئات فضلا عن اعداد كبيرة من الجرحى.. اخر الهجمات الارهابية نفّذها التونسي احمد الحناشي البالغ من العمر 29 عاما والذي استهدف فتاتين طعنا في محطة سان شارل بمرسيليا يوم غرة اكتوبر الجاري. هذا الشاب التونسي الجنسية عاش فترة من حياته في مدينة ابريليا التابعة لولاية لاتينا الايطالية وكان متزوجا من امرأة ايطالية وعاش معها بمنزل والديها وبعد ان انفصل عن زوجته غادر الى فرنسا. وكان عرف بإدمانه على الكحول والمخدرات وقد هاجم فتاتين بسكين وقتلهما طعنا وهو يصرخ "الله اكبر" قبل ان يرديه عناصر الجيش الفرنسي قتيلا. ويوم الثامن من أكتوبر أعلنت الشرطة الايطالية عن اعتقال انيس الحناشي شقيق احمد الحناشي حيث تمكنت فرقة ايطالية تابعة لمكافحة الارهاب من اعتقال انيس الحناشي في فيرارا الايطالية تنفيذا لمذكرة اعتقال دولية اصدرتها فرنسا. وكان رئيس فرقة مكافحة الارهاب الايطالية اعلن عن ان انيس الحناشي قاتل في سوريا والعراق وهو عنصر خطير وقد وصل "حارقا" الى ايطاليا ثم رحّل مباشرة الى تونس ولكنه عاود الهجرة سرا مرة اخرى. كما أحيل كل من شقيق وشقيقة الارهابي احمد الحناشي على القطب القضائي لمكافحة الارهاب بعد الاشتباه في تخابرهما مع شقيقهما قبل تنفيذ العملية ثم تم اطلاق سراحهما. وللإشارة فقد قتل 240 شخصا في فرنسا منذ سنة 2015 كانوا ضحايا هجمات إرهابية من قبل أشخاص يتبنون الفكر المتطرف او بايعوا تنظيم "داعش" الارهابين وكان "داعش" الارهابي اعلن عن مسؤوليته عن اعتداء مرسيليا على الرغم من ان المحققين الفرنسيين لم يعثروا على اي دليل يشير الى وجود علاقة بين منفذ الهجوم وتنظيم "داعش" الارهابي. هجوم مرسيليا لم يكن الهجوم الاكثر دموية الذي استهدف اوروبا فقد سبقته هجمات اخرى كانت اكثر وحشية ودموية اخذت ارواح العشرات من الاشخاص على غرار هجوم نيس الذي نفذه التونسي حمد لحويج بوهلال البالغ من العمر 31 سنة وخلفت عملية الدهس 84 قتيلا من بينهم تونسيون. كذلك هجوم برلين الذي نفذه التونسي انيس العامري الذي وصل "حارقا" الى ايطاليا حيث تم اعتقاله ثم اطلق سراحه ومنها تسلل الى بقية بلدان الاتحاد الاوروبي حتى بلغ المانيا وقد تمت تصفيته من قبل الشرطة الايطالية خلال تبادل لإطلاق النار بضاحية سيستو سان جيوفاني في ميلانو شمال ايطاليا. وقد استهدف انيس العامري رواد سوق مخصص لعيد الميلاد في العاصمة الالمانية برلين وخلفت العملية 12 قتيلا و49 جريحا. ايطاليا منطقة عبور.. اثر الهجمات الارهابية المتكررة التي طالت العديد من البلدان الاوروبية عدا ايطاليا على الرغم من ان هذا البلد كان نقطة عبور للعديد من منفذي تلك العمليات وحول هذه المسالة افادنا الخبير الامني والعسكري علي الزرمديني انه لا توجد لدينا قراءة صحيحة وواقعية وثابتة للإرهاب وقد كان موقعه وركيزته في وقت ما في ايطاليا وخاصة ميلانو نظرا لقربها من كوسوفو التي كانت تستقطب جل الارهابيين. ووفق علي الزرمديني فان ايطاليا هي الممرّ الرئيسي للهجرة السرية القادمة خاصة من ليبيا وايطاليا وهي تربط شمال المتوسط بجنوبه وجانب ثالث هو أن الجماعات التي تربّت في أحضان المافيا تقوم بتسهيل الهجرة السرية والجريمة في ايطاليا مازالت تستقطب الجانحين كل هذه العوامل مازالت تستقطب هؤلاء وهي كذلك في ممر يربط بين مواقع النزاع في الشرق الأوسط وسوريا وتركيا واليونان بغرب أوروبا، هذا المعطى الجوسياسي (جغرافي سياسي) جعل من ايطاليا منطقة عبور استراتيجية للإرهابيين. وقال الزرمديني إن الارهاب اليوم يتعامل اكثر مع الذئاب المنفردة والمركزين فيها بالأساس على خريجي السجون الذين يتم استقطابهم داخل السجن ثانيا من خلال الارتباطات العائليّة حيث تجد عنصرا في العائلة ارهابي يسعى الى استقطاب عناصر في إطار عائلته وتعمل هذه الجماعات عن الابتعاد عن الاماكن العامة نظرا للتضييقات الكبيرة التي فرضتها السلط الامنية على تلك الأماكن. وقد أصبح الاستقطاب اليوم يتم في المحلات المغلقة كالسجون والمنازل والمواقع التي تصعب مراقبتها هي المصدر الرئيسي للاستقطاب وكل فرد يركز على عنصر واحد لا يتوسع فيه. واليوم نجد ان اغلب من ارتكب العمليات الارهابية هو بالأساس إما موجود او تواجد أو تفاعل مع عناصر في دائرة مواقع الحروب والمواقع التي يتمركز فيها الارهاب. ووفق علي الزرمديني فإن العمليات الارهابية لا تنفّذ في ايطاليا لأن الارهابيين لا يريدون لفت الانتباه اليهم خاصة وان ايطاليا تعد المكان الذي يعبرون منه ويجتمعون فيه وعدم استهدافهم لها يدخل في اطار استراتيجيا وتخطيط منظّم. مفيدة القيزاني اعتقال انور الحناشي الشقيق الثاني لمنفذ هجوم مرسيليا نشرت الصحافة الايطالية خبرا حول اعتقال الشقيق الثاني لمنفذ هجوم مرسيليا احمد الحناشي بعد اعتقال شقيقه انيس الحناشي بمدينة فيرارا بيوم واحد. وقد اعتقلت السلطات السويسرية انور الحناشي الذي صدرت في حقه برقية جلب دولية من طرف السلطات الفرنسية لوجود شبهات حول علاقته بعملية مرسيليا وتم اعتقاله في منطقة «كياسو» الواقعة في الحدود السويسرية مع ايطاليا وكان انور الحناشي مع زوجته متسللين من ايطاليا. وللإشارة فان انور الحناشي يعرف بكنية «ابو النور» وكان حوكم سنة 2010 في قضية ذات صبغة ارهابية غير انه تمتع بعد الثورة بالعفو التشريعي وغادر السجن ليغادر بعدها البلاد التونسية ويستقر في اوروبا.