أفاد رئيس الحكومة يوسف الشاهد أمس بان الحكومة ضبطت قائمة مشاريع تعمل على تنفيذها خلال السنة المقبلة تقدر التمويلات التي تحتاجها بما يناهز ال 5200 مليون دينار لتكون منصة للاستثمارات التونسية والعربية على حد السواء، مبينا أن تونس تعمل على مزيد جلب الاستثمار الخارجي خاصة أنها تمتلك مزايا تفاضلية أهمها الموقع الجغرافي وانفتاحها على القارة الأوروبية والقارة الإفريقية. كان ذلك خلال افتتاح أشغال المنتدى العربي التونسي للاستثمار السياحي الذي ينتظم بتونس لأول مرة ويمتد على يومين وتنظمه وزارة السياحة والصناعات التقليدية بالتعاون مع المنظمة العربية للسياحة . وأكد الشاهد على أهمية الاستثمار والتصدير كأبرز المحركات الاقتصادية والتي تعمل الحكومة جاهدة على دفعها من اجل الرفع من نسبة النمو الاقتصادي، مشيرا إلى أهمية قطاع السياحة وقدرته على جلب الاستثمار العربي خاصة أن السياحة التونسية تعرف في الفترة الأخيرة نسقا تصاعديا بالنظر إلى المؤشرات الايجابية التي حققتها خلال كامل سنة 2017، حيث حققت عائدات في حدود ال 2200مليون دينار أي بارتفاع ب 19 بالمائة بالدينار و6 بالمائة بالعملة الصعبة بعد أن استقطبت تونس أكثر من 5.8 مليون سائح؛ منها 3 ملايين سائح عربي. كما شدد رئيس الحكومة على ضرورة تفاعل القطاع الخاص بشكل جدي مع المؤشرات الايجابية التي تدفع محرك الاستثمار أهمها قانون المالية ومجلة الاستثمار ومجلة الحوافز الجبائية والكتاب الأبيض في قطاع السياحة الذي سيعنى بحل جملة من الإشكاليات والتي سيتم الانطلاق فيها رسميا في 2018 . وبينت وزيرة السياحة والصناعات التقليدية سلمى اللومي الرقيق من جهتها، أن قطاع السياحة يعد قطاعا اقتصاديا بامتياز خاصة انه يساهم بنسبة 12 بالمائة من الناتج الداخلي الخام ويشغل نحو 400 ألف موطن شغل ويستقطب حوالي 7ملايين سائح سنويا ويمثل قاطرة لقطاعات اقتصادية مختلفة على غرار الفلاحة والصناعات التقليدية، مشيرة إلى أن السياحة باتت مؤخرا تلعب دورا هاما في تنشيط التنمية الاقتصادية في العالم بنسبة تتراوح بين 4 و5 بالمائة من جملة التنمية التي يحققها الاقتصاد العالمي. وذكر الدكتور سليمان بن إبراهيم رئيس مجلس الأعمال السعودي التونسي في تصريح خاص ب «الصباح» بان السعودية استثمرت في تونس منذ السبعينات في العديد من المجالات كالعقارات على غرار البحيرة1 و2 وفي العقارات وفي القطاع الصناعي والفلاحي، وفاقت قيمة هذه الاستثمارات المليار دولار، مبينا أن السعودية ترغب اليوم في تركيز مشاريع جديدة في مجال السياحة أهمها في السياحة الاستشفائية ودفع المشاريع السياحية المعطلة إلى جانب المجال التجاري وتتعلق بتركيز مراكز تجارية كبرى من فئة «المولات» .. كما أفاد زكرياء بن سعيد الغساني رئيس مجلس إدارة شركة «سيرابيس للتنمية» والجهة المنظمة لهذه التظاهرة بالتعاون مع وزارة السياحة التونسية في تصريح ل «الصباح» بان مؤسستهم وقعت مع الشركة التونسية للبنك وصندوق الراجحي للاستثمار ورويال بلوباي الاسبانية اتفاقا لإحداث شركة دولية لإدارة المشاريع السياحية المتعثرة في تونس وإيجاد حلول وتمويلات لإنعاشها من جديد بعد أن عانت من مشاكل وصعوبات مالية، مشيرا إلى أن المشاريع التي تم عرضها في هذه التظاهرة شملت العديد من المجالات التي تتعلق بالقطاع السياحي على غرار المياه المعدنية ومياه الاستشفاء والسياحة الصحراوية في القطاعين العام والخاص.. ووقعت أمس تونس والسعودية اتفاقا تنفيذيا في مجال التعاون السياحي يمتد لثلاث سنوات في وقت تعمل فيه تونس على إنعاش القطاع السياحي وتخطط السعودية لإنشاء مواقع سياحية من بينها موقع يمتد على 50 جزيرة بالبحر الأحمر في إطار رؤية 2030، ويؤكد هذا الاتفاق الذي يدخل حيز التنفيذ بموجب التوقيع عليه على ضرورة التعاون المشترك بين تونس والسعودية في المجال السياحي وتبادل الخبرات والتدريب في ظل توفر كفاءات تونسية خبيرة في مجال التكوين السياحي.