افتتح صباح أمس الجمعة 22 ديسمبر الجاري وفي اطار الدورة الرابعة لمهرجان مدن الحوض المنجمي بولاية قفصة وبحضور عدد كبير من مثقفي الجهة ومسؤوليها واطاراتها وبحضور مدير الدورة الشاعر محمد عمار شعابنية، الأستاذ عنتر السمعلي معتمد المتلوي ورئيس التنسيقية البلدية والاذاعي ورجل الادب الندوة المغاربية للأدب المنجمي التي تمت تحت اشراف هاشم الحميدي كاتب الدولة المكلف بالمناجم وذلك بقاعة بلدية المتلوي. تراس الجلسة الاديب إبراهيم الدرغوثي ونائب رئيس اتحاد الكتاب التونسيين وقدم خلالها الأستاذ محمد الهادي الزعبوطي مداخلة حول موضوع: "الثابت والمتحول في الرواية المنجمية رواية الحوت البري للكاتب المغربي الدكتور السهلي عويشيا نموذجا ." وهو كاتب مغربي اصيل منطقة جرادة المغربية المنجمية صدرت له عدة كتب في الشعر والرواية والنقد الادبي ومن بينها رواية "الحوت البري "التي يقدمها المحاضر محمد الهادي الزعبوطي. عرف المحاضر الرواية المنجمية فقال إنها ذات العلاقة المباشرة بالبروليتاريا والعمال ووكل ما يحيط بها من مكان وشخصيات وأحداث وبيئة عمل وهي البيئة المنجمية أساسا. والرواية المنجمية ممتدة في الزمان والمكان ولعل اهم من كتب فيها الفرنسي ايميل زولا اما في تونس فاول رواية منجمية هي رواية "يوم من أيام زمرا" لمحمد صالح الجابري صدرت سنة 1968 وتلت رواية الدقلة في عراجينها للبشير خريف سنة 1969 وبعد فترة ظهرت موجة أخرى من الرواية المنجمية قادها الروائي إبراهيم الدرغوثي وقاسم العكرمي وعمار بن بوبكر وإبراهيم بن سلطان وفي هذه السنوات ظهرت كتابات المولدي ضوء للرواية المنجمية. أما الرواية المغربية المنجمية فقد لاحظ المحاضر انها احدث من الرواية التونسية حيث ظهرت أولى الروايات سنة 1993 ولكنها أحدثت تراكما مهما أصّل للرواية المنجمية المغربية. وهو ما لم يتوفر للرواية التونسية في هذا النوع. وقد تبين من المحاضرة انه لا فرق بين محتويات الروايات المنجمية التونسية مع الرواية المغربية ومع ما كتبه البشير خريف مثلا من توصيف للمناجم وللحياة فيها وان الفرق الوحيد كان في تحول الفسفاط التونسي إلى غبار الفحم الحجري. وبعد الاهتمام بالأدب المغربي تناول الأستاذ عباس سليمان موضوع " المنجميين في السرد الروائي عند إبراهيم الدرغوثي " التونسي وقال بعد ان بحث عن ملامح المنجمي في المنجز الروائي والقصصي للدرغوثي انه تحول من بطل مسحوق مظلوم يعاني من الخوف الى معربد لا يهتم الا بالخمر واللذة الى منخرط في العمل النقابي وحقوق الانسان ثم الى عامل ثائر مساهم في تغيير وضع البلاد وهذا يعني وجود تطور في ملامح المنجمي من الخوف إلى الفعل وتغيير المصير في المنجزين الروائي والقصصي للدرغوثي وهو عمل متكامل في كل رواياته. المحاضرة الثالثة في الندوة كانت للأستاذ نصر الدين الزاهي الذي تحدث عن "الممكن السردي في ادب المناجم بتونس " ولاحظ انه من خصوصيات الرواية المنجمية بصفة عامة التجريب والانفتاح على التجارب وكل المواضيع والالتزام النقابي والسياسي وخاصة مساءلة تجربة النضال الوطني والطلابي في سنوات السبعينات.