كشفت دراسة حديثة أعدتها الجمعية التونسية لطب الإدمان أن 25 بالمائة من التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة مدمنين على مواد مختلفة سواء تدخين أو شرب الكحول او تعاطي «الزطلة» واستعمال أقراص المخدرة أو مواد أخرى ك «الاكستازي» و»السوبيتكس» و»الكوكايين». واستهدفت الدراسة التي قامت بها الجمعية بالتعاون مع الدكتورة هاجر الصخيري عون الله استاذة في الطب ومديرة المركز الوطني للصحة بالتعاون مع مجمع المجلس الاوروبي، عينة تتكون من 7200 تلميذ بمعاهد خاصة وعمومية بكامل تراب الجمهورية. وحسب نبيل بن صالح رئيس الجمعية التونسية لطب الادمان فانه مقارنة بدراسة أولى أجرتها الجمعية في سنة 2013 فان استهلاك المواد المخدرة شهد ارتفاعا في صفوف التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة حيث ارتفعت نسبة المدخنين من 22.6 بالمائة الى 25.1 بالمائة وبالنسبة لاستهلاك الكحول ارتفعت من 5.8 بالمائة في 2013 الى 6.4 بالمائة خلال السنة الجارية وتضاعف عدد التلاميذ الذين يتعاطون مادة «الزطلة» ثلاث مرات من 1.46 بالمائة في 2013 الى 3.8 بالمائة في 2017 والأقراص المخدرة من 2.1 بالمائة الى 3 بالمائة. كما كشفت نفس الدراسة ان نسبة استهلاك مادة الكوكايين شهت تراجعا طفيفا بنسبة 0.4 بالمائة لكن يبقى ظهور هذه المدة في صفوف التلاميذ دليل على أن هناك أطرافا تسعى للتسريع في ايقاع هذه الشريحة العمرية في فخ الإدمان، كما تبين ان استهلاك مادة «الاكستازي» تضاعفت 7 مرات من 0.2 بالمائة إلى 1.4 بالمائة. وفي سياق حديثه ل «الصباح» أشار بن صالح الى أن عديد التلاميذ أصبحوا يستهلكون مادة «السوبيتكس» وهي تعوض «الهيروين» وقد بلغت نسبة انتشار هذه المادة في المعاهد في حدود 0.4 بالمائة وهو دليل على ان هذه النسبة بلغت مرحلة متقدمة من الإدمان. وفي رد على رأيهم في استهلاك المخدرات بأنواعها أجاب 12.3 بالمائة من العينة المستجوبة أنهم يعتبرون ان التدخين يوميا أمر عادي و7.5 بالمائة مع الاستهلاك اليومي للكحول و5.9 بالمائة يرون أن تعاطي مادة «الزطلة» بصفة منتظمة عادي. كما اعتبر 7.9 بالمائة من التلاميذ المستجوبين أن استهلاك المواد المخدرة عادي و4.6 بالمائة متفقون على استهلاك الكوكايين بصفة منتظمة. وحسب نفس الدراسة فان 5 بالمائة من التلاميذ يرون أن استهلاك «الاسكتازي» عادي و4.5 بالمائة بالنسبة لتعاطي «السوبيتكس». الوقاية الأولية وأكد بن صالح على ضرورة تكريس الوقاية الأولية لهذه الشريحة العمرية عبر استهداف أوقات فراغهم التي يتم من خلالها الترويج لهذه المواد أمام المعاهد وفي كثير الأحيان داخلها مشددا على تكوين جمعيات أولياء التلاميذ في كل المدارس والمعاهد ووضع برامج عمل مع المدرسين والمجتمع المدني لنشر ثقافة التوعية وملء ساعات الفراغ بأنشطة رياضية وتثقيفية وعلمية. وأفاد بن صالح أن هذه التجربة تم تطبيقها في دولة اسكتلندا حيث تفيد عديد المعطيات أن عدد الأطفال المدمنين في هذه الدولة بلغ 42 بالمائة مما أدى إلى انتشار المشاكل الأمنية في البلاد كما تم اصدار قانون يمنع على الأطفال الأقل من 16 سنة التواجد في الشوارع بعد الساعة العاشرة ليلا وكانت النتائج ايجابية بعد تراجع عدد المدمنين من الأطفال إلى 3 بالمائة في ظرف 15 سنة. وشدد بن صالح على ضرورة تصنيف الإدمان كمرض وليس جنحة لان هذا سيؤدي الى تفاقم الظاهرة وليس معالجتها. واعلن رئيس الجمعية التونسية لطب الادمان ان الجمعية ستقوم في سنة 2018 بدراسة حول الادمان تستهدف الشريحة العمرية بين 15 و60 سنة.