عدد شهر جانفي 2018 من مجلة الحياة الثقافية خصص بالكامل للبشير خريف ومنجزه الإبداعي وذلك في اطار الاحتفال بمائوية ميلاده وهو الكاتب الكبير الملقب بعاشق القص.. بشير الحرية.. البشير خريف الذي يطفو اسمه -حسبما كتبه المنسق العام للمائوية محمد المي في افتتاحية العدد - من جديد على سطح الاحداث الثقافية ليشد انتباه النقاد الى منجزه الإبداعي الذي كان محل اخذ ورد في مطلع ستينات القرن العشرين بين مؤيد للكتابة بالعامية وبين رافض لها، حتى أصبحت هذه المسائل في راهننا عادية لا تثير تساؤلات ولا تلقى اهتماما بالغا ولا بسيطا... احتوى العدد 287 من السنة 43 على حصيلة الندوة الفكرية الكبرى التي نظمتها وزارة الشؤون الثقافية حول منجز البشير خريف بين نفطة وتوزر وتونس على امتداد شهر من الزمن من 15 نوفمبر الى 15 ديسمبر 2017 . وقد تم تقسيم الدراسات إلى نوعين من البحوث التي سلطت الضوء على البشير خريف: -الشهادات -الدراسات النقدية وقد قدم الشهادات مجايلو البشير خريف ممن عاشروه وعرفوه وادركوه في مسيرة حياته كالأساتذة البشير بن سلامة وعبد الواحد ابراهم وحسونة المصباحي كما قدم الأستاذ فوزي الزمرلي بحثا وكل هذا يمكن القارئ من التعرف على البشير خريف الانسان والكاتب في آن واحد. وختم محمد خريف افتتاحيته قائلا: «لئن حققت هذه المائوية أهدافا عدة فان ابرزها هو اهتمام الجامعيين التونسيين بالأدب التونسي فضلا عن إعادة توجيه النظر الى منجز البشير خريف من طرف جيل جديد من الباحثين تفصلهم مسافة عن خريف وعن الضوضاء التي رافقت اعماله ابان صدورها فاقبلوا عليها دون خوف من رد فعل صاحبها ودون توجيه من مؤثرات خارجية همهم الوحيد هو استنطاق النصوص وتفتيق محتوياتها.. فأعادوا اليها الحياة بعد فترة من النسيان. علما بانه تم الاهتمام في الدراسات ب»الدقلة في عراجينها» و»برق الليل» و»حبك درباني» و»مشموم الفل «و»بلارة «. ويذكر ان مجلة الحياة الثقافية ليست الوحيدة التي خصصت عددا كاملا للبشير خريف وادبه بل سبقتها الى ذلك مجلات الفكر وقصص والمسار. أولى الشهادات كانت للأديب البشير بن سلامة عن علاقة البشير خريف بمجلة الفكر. وتحدث حسونة المصباحي عن موضوع «البشير خريف بين المكان الأول والمكان الثاني»، وساهم عبد الواحد براهم في التعريف بالبشير خريف بقصيدة «يا طالع النخل»، ودرس فوزي الزمرلي أدب البشير خريف ومستويات التلقي. واحتوت المجلة أيضا على مقال لجليلة الطريطر بعنوان «المرجعي في المتخيل الروائي إفلاس أو حبك درباني للبشير خريف». وتحدث مصطفى الكيلاني عن فضاءات الحرية كتابة ووجودا في فلسفة رواية «الدقلة في عراجينها». ثم حلل محمد آيت ميهوب أقصوصة «المروض والثور». واهتم محمد صالح بن عمر بخصوصيات تجربة البشير خريف السردية. وبحثت سعدية بن سالم في تقنيات التبادل الروائي والتاريخي في رواية «بلارة». وكتب رضا بن صالح مقالا حول «مركزية الهامشي في المجموعة القصصية مشموم الفل». وقدم خالد الغريبي دراسة حول خصائص الخطاب المسرحي في مسرحية سوق البلاط للبشير خريف. وكتب فتحي بن معمر عن «ملامح الشخصية التونسية من خلال رواية برق الليل». واحتوت المجلة على بعض النصوص المرجعية التي كتبها البشير خريف مثل مقال «خطر الفصحى على العربية» و»تجربتي القصصية» إضافة إلى إعادة نشر الحوار الهام الذي أجراه فوزي الزمرلي سنة 1980 مع الراحل البشير خريف.