سجلت المنتوجات التونسية مؤخرا حضورا لافتا في الأسواق القطرية خاصة على مستوى المواد الغذائية والفلاحية وفي هذا السياق بحثت «الصباح الأسبوعي» في آفاق التعاون بين البلدين خاصة بعد زيارة وفد تونسي من رجال أعمال وفاعلين اقتصاديين للدوحة منذ قرابة ثلاثة أشهر لعرض المنتوجات التونسية. وبلغ حجم التبادل التجاري بين تونسوقطر، نحو87 مليون دينار تونسي (130 مليون ريال) خلال 11 شهرا من العام المنقضي (من جانفي إلى نوفمبر 2017) وذلك مقارنة بالرقم المسجل في نفس الفترة من سنة 2016 وقدر ب 65 مليون دينار تونسي (97 مليون ريال) ويتوقع أن يرتفع إجمالي التبادل التجاري بين البلدين حيث كان السفير التونسي بدولة قطر صلاح الصالحي قد أعلن عنه في وقت سابق قائلا:» شاهدنا مؤخرا تبادل زيارات بين وفود من البلدين ووفد من 130 رجل أعمال تونسيين يتقدمهم وزير التجارة التونسي وقاموا بعرض المنتوجات التونسية كما تم خلال تلك الزيارات بحث آفاق فتح خطوط تجارية مباشرة للتصدير والاستيراد في الاتجاهين.» وتعكس العلاقات بين الدولتين إلى جانب المؤشرات الاقتصادية بوادر إيجابية لزيادة فرص التبادل التجاري وتوقيع عدد من الاتفاقيات منها دعم قطرلتونس بنحو مليار و250 دولار خلال مؤتمر الاستثمار تونس 2020، الذي احتضنتنه تونس في نهاية 2016 كما قام صندوق الصداقة التونسيالقطري بتمويل ألف مشروع داخل الجمهورية التونسية تصل قيمتها إلى 97 مليون ريال استهدفت تشغيل 5600 شاب والرفع من عدد المشاريع إلى 10 لاف في السنوات المقبلة. وتجدر الإشارة إلى أن قطر تحتل المرتبة الثانية من حيث حجم الاستثمارات في تونس بعد فرنسا والمرتبة الأولى للدول العربية وأبرز استثماراتها في مجال الاتصالات والعقارات وتستعد لمشروع ضخم في قمرت بقيمة تصل إلى 200 مليون دولار وهناك برنامج «تونس ذكية» يهدف إلى تشغيل أكثر من 10 آلاف شاب. وعن الحضور التونسي في قطر على مستوى العملة فإن عدد الجالية التونسية يقارب 25 ألف مواطن تونسي يعملون في قطر وهم إطارات عليا وكفاءات تعمل خاصة في ميادين الصحة والخدمات والمبيعات والطاقة والهندسة والإعلام وهناك اتفاقيات لتبادل الخبرات والتدريب والرفع من عدد الكفاءات التونسية في قطر. نائب عن الغرفة الاقتصادية القطرية: حاليا الفرص متاحة أكثر للمنتوج التونسي من جهته، كشف محمد بن أحمد بن طوار الكواري نائب رئيس غرفة تجارة قطر عن أهمية التعاون الاقتصادي التونسيالقطري مشددا على أنه مدعوم من الجهات الرسمية كما أن هناك استثمارات اقتصادية في تونس ورغبة من القطاع الخاص القطري للتعاون مع الفاعلين الاقتصاديين التونسيين قائلا: «الفرص المتاحة حاليا أكثر وهناك تركيز على السوق التونسية والبضاعة التونسية موجودة بحجم أهم في الأسواق القطرية» الاستشاري في استراتجيات الاتصال الصادق جبنون: الجودة والسعر المجزي بطاقتا عنوان المنتوج التونسي المصدر كشف الاستشاري في استراتجيات الاستثمار الصادق جبنون ل«الصباح الأسبوعي» أن الاقتصاد القطري يشهد حركية هامة استعدادا لتنظيم كأس العالم في سنة 2022 وحسب آخر إحصائيات ستقوم قطر باستيراد 500 مليون دولار أي 1.500مليار دينار تونسي يوميا من المواد الغذائية والماشية ومؤخرا قامت باستيراد رؤوس أبقار وماشية من الولاياتالمتحدة وأستراليا عبر جسر جوي كما أن نتائج المؤسسات والبنوك القطرية جيدة وفي تكون ووقع إطلاق مشاريع صناعية جديدة ستفتتح مجال تعاون أكبر للفاعلين التونسيين على مستوى تصدير المواد الغذائية ومواد البناء وعلى مستوى المؤسسات المتخصصة في البرمجيات والتكنولوجيا المالية ويمكن لقطر أن تستقبل في هذا السياق كذلك كفاءات تونسية في المجال السياحي والقطاعات المتخصصة (تقني سام) فيما تحظى تونس بفرص هامة لجذب السياح القطرين للفنادق المترفة ذات خمس نجوم وأكثر وذلك في إطار السياحة الاستشفائية ورياضة «الغولف». وشدد الاستشاري في استراتجيات الاستثمار الصادق جبنون على أن الإمكانيات بين تونسوقطر مفتوحة بشرط تحسين منظومتي النقل الجوي واللوجستي خاصة وأن هناك إشكالية في الصادرات التونسية وقد لاحظت الغرفة الاقتصادية التونسيةالأمريكية ذلك فمن الضروري أن يعمل الفاعلون الاقتصاديون في بلادنا على ضمان جودة عالية ، مستقرة ومستمرة للمنتوج التونسي المصدر إلى الوجهة القطرية أو أية وجهة في العالم تشترط مستوى عاليا من الجودة خصوصا وأن أسواقا مثل الولاياتالمتحدة والخليج وشرق آسيا أسواق تنافسية ولضمان ذلك على وزارات الصناعة والفلاحة والتجارة تفعيل آلياتها المتعلقة بهذا المجال وذلك بإبرام اتفاقيات بين المصدرين وجهات التكوين والمراقبة الرسمية.فبطاقة عنوان المنتوج التونسي المصدر يجب أن تكون الجودة وبأسعار مجزية. عارض تونسي للتمور بقطر: قادرون على المنافسة وعلى التفوق شريطة احترام مقاييس الجودة بدوره عبر رؤوف وهو موظف بإحدى شركات الاستيراد للمنتجات التونسية وعارض بمهرجان للتمور أن للمنتوج التونسي آفاقا كبيرة في الدوحة وأن التمور التونسية محبّبة ومطلوبة من قبل القطرين والأسيويين بصفة عامة خاصة وأنها لا تحمل الكثير من السكر قائلا: «لنا حرفاء مهمون والتمور التونسية من أجود التمور وهي قادرة على المنافسة بصفة كبيرة وبأسعار تنافسية وهي من أكثر التمور المطلوبة من منطقة توزر» ولفت محدثنا انتباه المصدرين للتمور إلى ضرورة أن يكون المنتوج المرسل حاملا لجودة عالية حتى يكون قادرا على المنافسة أكثر وأشار في هذا الإطار إلى التمور الجزائرية التي تتفوق نسبيا على مثيلتها التونسية على مستوى حسن التسويق رغم أن التمور الوطنية أفضل على مستويي جودتها وقلّة نسبة السكر فيها.