واشنطن – باريس (وكالات) اتخذ الرئيسان الامريكي دونالد ترامب والفرنسي ايمانويل ماكرون أمس مواقف ضبابية بشأن تحديد موعد لشن ضربات على سوريا ردا على الهجوم الكيمياوي المفترض في الغوطة الشرقية قرب دمشق. وغداة تحذيره روسيا الداعمة للرئيس السوري بشار الاسد بأن «الصواريخ قادمة»، كتب ترامب في سلسلة من التغريدات الصباحية «لم أقل متى سيتم الهجوم على سوريا. يمكن أن يكون ذلك قريبا أو ليس في القريب العاجل مطلقا». وأردف هذه التغريدات الأخيرة لاحقا بالاعلان عن لقاء مع مستشاريه في شأن سوريا على ان يتخذ قرارا «في وقت قريب» حول تنفيذ عمل عسكري ضد النظام السوري بعد اتهامه باستخدام اسلحة كيمياوية. يأتي ذلك بينما أعلن الرئيس الفرنسي أمس ان لدى بلاده «الدليل بأن الأسلحة الكيمياوية استخدمت، على الأقل (غاز) الكلور، وأن نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد هو الذي استخدمها». وقال ماكرون ان الرد سيتم في «الوقت الذي نختاره». من جهتها، من المقرر ان تعقد رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اجتماعا طارئا لحكومتها وسط توقعات بأنها ستدعم اي تحرك أمريكي. أما المستشارة الالمانية انغيلا ميركل فقالت أنه «من الواضح» أن دمشق لم تتخلص من جميع اسلحتها الكيميائية كما زعمت. عدم استبعاد نزاع مباشر مع روسيا وفي حين دعا المعارضون لقيام الولاياتالمتحدة بعمل عسكري أحادي الى عقد اجتماع طارئ مغلق لمجلس الامن الدولي، ذكر البيت الابيض ان ترامب يحمل النظام السوري وداعميه، إيرانوروسيا، مسؤولية الهجوم الذي قال عمال اغاثة انه ادى الى مقتل أكثر من 40 شخصا. وردا على سؤال صحافيين، رفض مسؤولون امريكيون استبعاد تدخل عسكري مباشر مع روسيا، فيما قال البيت الابيض ان «جميع الخيارات مطروحة على الطاولة». وصرح وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس أول أمس بأن البنتاغون مستعد لطرح خيارات للضربة السورية، إلا أن الولاياتالمتحدة وحلفائها لا زالوا «يقيمون المعلومات الاستخباراتية» حول الهجوم المزعوم. وقالت موسكو أمس ان قناة الاتصال بين العسكريين الروس والأمريكيين بشأن عمليات الجيشين في سوريا والهادفة الى تفادي الحوادث الجوية ما تزال «مفتوحة» في الوقت الحالي. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف ان هذه القناة التي تعتمد على خط هاتفي خاص «مفتوحة والخط يستخدمها الجانبان». وأكد بسكوف «نرى أن تجنب اي عمل من شأنه مفاقمة التوتر في سوريا يشكل ضرورة مطلقة. سيكون لمثل هذا الأمر تأثير مدمر للغاية على كل عملية التسوية في سوريا». مزيد من زعزعة الاستقرار بدوره، حذر الرئيس السوري بشار الأسد أمس من أن أي تحركات محتملة ضد بلاده ستؤدي الى «مزيد من زعزعة الاستقرار» في المنطقة، وحذرت موسكوواشنطن من مغبة شن «تدخل عسكري بناء على ذريعة «مفبركة» واتهمت منظمة الخوذ البيضاء للدفاع المدني في مناطق المعارضة، بفبركة الهجوم الكيميائي في دوما. يأتي ذلك فيما أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن قلقه ازاء «المنازلة» الجارية في سوريا بين القوى الكبرى. وقال في كلمة متلفزة في أنقرة «إننا قلقون للغاية لرؤية بعض الدول الواثقة من قوتها العسكرية تحول سوريا إلى ميدان للمنازلة» مضيفا أنه سيجري مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لبحث «سبل وضع حد» لما وصفها ب»هذه المجزرة الكيمياوية».